بمساعدة البلدية الرجال يحتلون أماكن النساء في سوق "حي جيان"

قالت النساء في سوق حي جيان "لن نتخلى عن عملنا أو نمنحه للرجال" بعد أن طلب منهن أن يتم تخصيص أماكن للمسوقين الرجال لمدة عام.

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ في منطقة باغجلار بتركيا التي يتواجد فيها أول سوق للنساء وهو "سوق حي جيان"، قام الرجال بأخذ هذا السوق. فبقرار البلدية الذي طلب فيه من النساء تخصيص مساحة للمسوقين الرجال لمدة عام، باتت الدولة تتطلع إلى مكان أسواق النساء.

أوضحت نساء "سوق حي جيان" إن مكانهن مطلوب من قبل بلدية باغلار للمسوقين الرجال، لكن النساء صرحن بأنهن لن تعترفن بهكذا قرار، وبأنهن ستقاومن حتى النهاية من أجل مساحتهم الخاصة.

تم افتتاح سوق في عام ٢٠١٣ وذلك قبل تعيين الوصي في بلدية باغلار، وحينها كل من رئيسها ونوابه غالبيتهم كانوا من النساء، وقاموا بتنفيذ مشاريع تجريبية لضمان مشاركة النساء ذوات الدخل المنخفض في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، لذلك تم افتتاح أول سوق نسائي رسمي في تركيا "سوق حي جيان" في ٢٠١٣ في حي باغجلار، وفي عام ٢٠١٥ بدأت النساء في ترك التسويق، واحدة تلو الأخرى، واشتكين من انخفاض مستوى العمل، وكما دعمتهن بلدية باغلار في مجال الخروج للأسواق المتنقلة، ففي أيام السبت أقامت النساء أكشاكاً في سوق حي جيان، وأما في الأيام الخمس المتبقية من الأسبوع، أقاموا أسواقاً في أماكن مختلفة من أحياء باغجلار.

فقد تم نقل أكثر من ٤٠٠ مسوق من الرجال في العام الماضي، بقرار من البلدية إلى منطقة السوق حيث تعمل النساء، فقد أرادت البلدية إعطاء الرجال المكان الذي تقيم فيه النساء أسواقهن، فقبل فترة كانت المسوقات من اللواتي لم تعترفن بهذا القرار، تقمن بمراقبة مناطق السوق وبمنع الرجال من إقامة الأكشاك، وقلن بأنهن مستمرات بالمفاوضات مع البلدية، وأكدن بأن هدفهن هو منع الرجال من العمل في مناطقهن بإخراجهم من مناطق أسواقهم.

 

"إذا لم يتم التوصل إلى حل سنواصل فعالياتنا"

أكدت النساء اللواتي تحدثت وكالتنا إليهن حول هذا الموضوع إنهن سيواصلن حماية مجهودهن الذي بذلنه منذ سنوات، ولن تعترفن بالقرار.

وقالت نوردان سالكيك إن "النساء تدرن هذا المكان منذ ما يقارب الـ ١٠ سنوات، فمنذ أكثر من عام قاموا بإدخال الرجال بيننا من خلال قرارات المجلس، ففي السوق أصبح تواجد الرجال أكثر من وجود النساء، لقد أعلمونا بأنه قرار تابع للمجلس وقبلناه، ولكن في الوقت الحالي، بلدية باغلار تسمح للرجال بفتح سوق يوم الخميس في يوم مختلف عنه، أي في يوم لدينا سوقنا نحن، فالمكان الذي أقمنا فيه كشكنا يوم الأثنين، بقرار من اللجنة تم منح الإذن للرجال المسوقين، فلا يمكن أن يقام سوقان في مكان واحد، ولا يمكنهم خداعنا مرة تلو الأخرى، فبالأمس وقفنا بوجه هذا واتخذنا الإجراءات، ونتيجة لهذه الإجراءات اتصل بنا رئيس البلدية، وصرح لنا بأن القرار الذي تم اتخاذه كان مؤقتاً، وبأن القرار سيتم سحبه من التفعيل، قائلا "نحن نبحث عن حل جديد"، وحتى الآن لم يتم إيجاد الحل لأي شيء، ففي المستقبل إذا لم يتم حل هذا الوضع القائم، سننهض وبصفتنا مسوقات، سنبدأ باتخاذ الإجراءات مع عائلاتنا، فإذ تطلب الأمر سنذهب للبلدية سيراً على الأقدام لنصل إلى أنقرة، إن قضيتنا هي خبزنا، ولن ندع لأي أحد كان أن يأخذ خبزنا منا".

 

"لن نقبل القرار"

وأضافت نجلاء أيدين "يريدون أخذ سوقنا من أيدينا، فنحن لن نعطي مكاننا الذي قمنا ببنائه للرجال، فمضى على وجودنا هنا ١٠ سنوات منذ أن كانت المنطقة غير مؤهلة، فنحن كنساء عملنا في هذا المكان في الشتاء وبين الثلوج، كنا ومازلنا عمالاً هنا منذ سنوات ولن نمنح رزقنا وعملنا للرجال، ولو علمنا بأننا سنموت في سبيل ذلك، يجب على الرجال أن يعلموا هذا جيداً، فنحن لن نقبل هذا القرار أبداً، لقد قمنا الآن بقبول الموظفين الذين قدموا بيننا، لكننا لن نقبلهم ليحلو مكاننا، إنهم يتابعوننا منذ عامين، هدفهم هو أخذ عملنا من أيدينا، ولكنهم لن يتمكنوا من أخذه منا مهما حصل".

 

"عائدات إلى المنازل بلا أي ربح"

وأوضحت مسلمة كلاكجير "قبل عام قاموا بتهديدنا بأن نقوم بمنح الرجال مكاناً، وبدأ سوق الرجال وأوقفت حركة سوقنا، فالإمكانيات تختلف بيننا، فهم لديهم سيارات، وظروف أفضل منا لذلك قام الرجال باستلام مكان سوق النساء، وهكذا دخلوا بيننا، إن عملنا يسير بشكل سيء، لا نتمكن من أخذ الخبز لمنازلنا، فأحيانا نعود في المساء إلى منازلنا بدون أي ربح، وفي بعض الأحيان نعود ونحن حائرون".

 

"دعوة لدعم النساء"

وأضافت "وكأن كل ما سبق ذكره لم يكن كافي، فالبلدية الآن تقوم ببيع أماكننا للرجال، وصلتنا الأخبار عن الأمر منذ يومين، ولا يمكن إقامة سوقين في غضون أسبوع في المنطقة، فعلى أي حال الناس لا يتمكنون من شراء أي شيء، فكل الأشياء باتت بأسعار خيالية، والآن ماذا يعني إقامة سوقين خلال الأسبوع؟ قالو بأن الخميس سيقيم الرجال سوقهم، والنساء يوم الاثنين، نحن لا نقبل هذا، ونناشد جميع الجهات بأن تدعمنا وتكون سنداً لنا".