بالعمل تعيد نساء شنكال بناء الحياة من جديد
بأعمالهن اليدوية تعيد نساء شنكال من مختلف المكونات بناء حياتهن من جديد بعد المعاناة والآلام التي تعرضن لها في الفرمان (حملة الإبادة الجماعية).
فيدان سعيد
شنكال ـ فقد صرحت هيفاء قاسم إحدى النساء التي دخلت وانخرطت في سوق شنكال بأعمالها اليدوية أنه أصبح بإمكانهن الآن فتح متاجرهن الخاصة وإدراج الحرف اليدوية ضمن منتجات السوق.
بعد الفرمان، بدأت نساء شنكال من مختلف المكونات بالعمل في مجموعة متنوعة من الأعمال والأنشطة لإعادة بناء حياتهن. هيفاء قاسم الشيعية إحدى هؤلاء النساء التي خلقت الفرص بأعمالها اليدوية ولم تعتمد على أحد. تعيش عائلة هيفاء منذ فترة طويلة مع المكون الإيزيدي على أرض إيزيدخان (الأراضي الإيزيدية). وفتحت هيفاء لنفسها الآن متجراً وهي تكسب قوت يومها بجهدها وعملها.
تحدثت هيفاء عن حياتها وقالت: "نحن نعيش في شنكال منذ فترة طويلة وقد نشأت فيها. الآن أيضاً افتتحت متجراً لكسب قوت يومي. أنا ممتنة جداً للمنظمات الإيزيدية، فقد ساعدتني لأتمكن من فتح المتجر. في السابق كان السنة أيضاً موجودين هنا، وكان النظام في ذلك الوقت يدفعنا لمواجهة بعضنا البعض، ولم يكن بإمكان أي منا الخروج من المنزل بسهولة والقيام بأي عمل. أما النظام الحالي مريح جداً، فيمكن للجميع الذهاب إلى السوق وخلق فرص عمل لأنفسهم. وليس لدينا مشاكل مع الإيزيدين أو مع أي مواطن من الأديان والأعراق المختلفة. نحن نعيش معاً براحة وسلم وما زلنا كذلك. لدي الكثير من الأصدقاء الإيزيديين وأنا أحبهم كثيراً".
"تقوم النساء بكل الأعمال الآن"
أوضحت هيفاء أن العمل خارج المنزل كان معيباً جداً للمرأة في الماضي وتابعت قائلة: "في الماضي كان معيباً أن تفتح امرأة لنفسها متجراً. ولكن بعد الفرمان ومع بناء نظام حياتنا الجديدة تغيرت هذه الآراء وتحسن الوضع من نواحٍ كثيرة في شنكال. فلم يعد باستطاعة أحد أن يقول ‘هذا عمل أو وظيفة الرجال فقط‘ بعد الآن، لأن النساء أيضاً يقومون بكل الأعمال. وأنا أيضاً استمدت القوة من صديقاتي وفتحت متجراً خاصاً بي".
كما أوضحت هيفاء أن الفرمان الذي تعرض له الإيزيديون لا يستند على أي معتقد أودين وأضافت: "حملة الإبادة الجماعية التي تعرض لها الإيزيديون في الثالث من آب عام 2014 لم تكن مبنية على أي معتقد أو دين، نحن لا نقبل إسلام داعش، فهم ينفذون المجازر ويقومون بالإبادة الجماعية باسم الإسلام. هذا الفرمان لم يكن موجهاً ضد الإيزيديين فحسب، بل ضدنا جميعاً. وفي رأينا وبحسب معتقدنا هم ليسوا بشراً وليس لديهم إيمان أو دين".
أثناء الفرمان هربت هيفاء أيضاً إلى الجبال مثل باقي مواطني شنكال ومكثت في الجبال لمدة عشرة أيام، وعانت آلام شديدة. وبينت هيفاء أنهم بعد مغادرة الجبال توجهوا إلى روج آفا وتابعت قائلة: "عندما ذهبنا إلى روج آفا، عمل الناس بجد من أجلنا وقدموا لنا المساعدة. لكننا افتقدنا شنكال كثيراً وكنا نشتاق لها وأردنا العودة إلى بلدنا وموطننا، لذلك عدنا فوراً عندما تم تحرير شنكال".
"المرأة هي الأكثر استهدافاً في كل الحروب"
وقالت هيفاء أن المرأة هي الأكثر استهدافاً في كل الحروب وأضافت: "يتم استهداف المرأة في جميع الحروب لأن المرأة تبني المجتمع وتطوره. إن النساء أمهات وأخوات وصديقات ومعلمات وطبيبات ومدافعات عن العقيدة ويعززن ثقافة المجتمع من خلال عملهن. ولهذا السبب تستهدف السلطات النساء على الدوام. أريد أن تؤمن جميع النساء بأنفسهن وأن يدركن قوتهن. لا أريد أن تستخف النساء بأنفسهن في أي مجال وألا تسمحن لأحد باستصغارهن والاستخفاف بهن. من أجل ذلك يجب أن يأخذن زمام المبادرة في كل عمل وأن يفعلن كل ما في وسعهن لحماية أرضهن وكرامتهن".