أستمد القوة من العمل الذي أقوم به
بدأ اهتمام سيلين سلباشي سيدة تلميع السيارات في سن مبكرة. فقد اعتادت على تلميع سيارتها كهواية، ومكنتها هذه الهواية من فتح مشروع تجاري في المستقبل
أوزكور كايا
إزميرـ . تقول سيلين "لقد جذبني حبي لهذا العمل في هذا المجال للقيام به بنفسي. أستطيع أن أدرب النساء اللواتي يرغبن في تعلم وممارسة هذه المهنة مجاناً في أي وقت. حتى لو لم يكن لديهن مكان للإقامة، يمكنني استضافتهن في منزلي. أريد دعم النساء في هذا المجال. إنهن مهتمات بهذا العمل ويراسلنني ويتواصلن معي، ولكن إما أن تنشأ مشاكل أسرية أو تحدث أشياء مختلفة تمنعنا من الالتقاء. أنا حقاً أرغب كثيراً في تعليم النساء".
اذهبي لتلميع وطلاء أظافركِ في منزلكِ. هل تعمل المرأة في الصناعة؟
هذه الكلمات الجنسية المزمنة أعلاه ليست سوى بعض من الكلمات التي تتعرض لها النساء كل يوم. فأثناء العمل في القطاع الصناعي الذي يهيمن عليه الرجال في الغالب، يتعين على النساء التغلب على العديد من الحواجز. تعمل سيلين سلباشي في مجال تلميع السيارات في الصناعة. وكثيراً ما تواجه نظرات وخطابات مهينة. لكنها لم تتخلَّ عن عملها أبداً ولم تستسلم. وبعد أن نجحت في صنع اسم وشهرة لنفسها من خلال أعمالها، أصبحت بنجاحها وكفاحها قدوة للعديد من النساء.
تحمستُ للغاية عندما سمعت أن هناك امرأة تعمل في مهنة تلميع السيارات في إزمير. لم أضيع الوقت وتواصلت معها. استقبلتني سيلين سلباشي مع ابنتها، وقوبلت بحفاوة وابتسامة جميلة عند الباب. في البداية أجرينا محادثة طويلة وممتعة. وجدت أمامي امرأة قوية استطاعت التعامل مع أشياء كثيرة. خبرتها جعلتها أقوى. لقد أثارت الأشياء التي حدثتني عنها قبل أن أبدأ بإجراء المقابلة إعجابي كثيراً. أمامي امرأة هي أم وأب لابنتها. لقد ازداد إعجابي بسيلين أكثر عندما تعرفت عليها عن كثب.
بدأ فضولها واهتمامها بالمركبات في سن مبكرة
ولدت سيلين سلباشي في إسطنبول عام 1988. عملت في البداية كمضيفة في شركة طيران خاصة. لكنها استقالت من تلك الوظيفة بعد العمل لفترة قصيرة. بالنسبة لها كانت وظيفة متعبة وتتطلب مزيداً من الانضباط. سيلين لم تكن تحب الكثير من الانضباط ولا تتقبل طاعة الناس. لكنها كانت تجربة لها. بعد ذلك قررت الالتحاق بالجامعة. وبدأت الدراسة في قسم التسويق والإعلان بجامعة سليمان دميرال في إسبرتا. ثم قامت بالعمل التسويقي في شركات مختلفة لمدة خمس سنوات. ومع ذلك تركت مهنتها هذه أيضاً. بدأ فضول سيلين سلباشي بالسيارات منذ الصغر فكانت تقوم بجميع أعمال الصيانة لسيارتها بنفسها بما في ذلك التلميع. في الواقع شغف ورغبة سيلين بتلميع السيارات في البداية كانت هواية حيث بدأت بسيارتها الخاصة. ثم مكنتها هذه الهواية من فتح مشروع تجاري في المستقبل. دعمتها والدتها وأصدقاؤها كثيراً. على هذا النحو بدأت قصة فتح سيلين سلباشي لمكان العمل في قطاع الصناعة الذي يهيمن عليه الذكور.
كان لدي اهتمام بمثل هذه الأعمال
تقول سيلين سلباشي "لقد كان الحي الذي نشأت فيه مكاناً مناسباً لأتصرف كصبي. لم يكن لدينا أي خوف على الإطلاق. كنا كلنا كأخوة. لم يكن ذلك الوقت وقتاً سيئاً، فلقد نشأت كصبي. وأصبحت هذه شخصيتي مع تقدمي في السن. ربما كانت شخصيتي ذكورية منذ البداية، لا أعرف. لكن اهتمامي كان دائماً بتلك الأعمال التي تُعرف بأنها "وظائف للرجال" وكان لدي استعداد للقيام بها. على سبيل المثال كنت ألعب كرة القدم بشكل جيد للغاية. واهتمامي بالسيارات كان مختلفاً وأكبر من اهتمامي بالأشياء الأخرى. لم أكن مجرد طفل يلعب بالسيارات، لقد جذبني شغفي بالمركبات إلى هذا المجال. كانت والدتي تدعمني مالياً أثناء فتح المحل. حتى والدي كان يتساءل عما إذا كنت أستطيع القيام بذلك! عندما بدأت بتسجيل علامتي التجارية، طلبت من والدي المال. لأنني كنت سأبدأ من الصفر. قال ماذا ستفعلين بهذه الوثائق؟ أنا الآن أدخل مجال التجارة وأحلامي تتحقق شيئاً فشيئاً في هذا المجال. عائلتي فخورة بي".
هي المدير والموظف في مكان العمل
سيلين سلباشي هي المدير والموظف في مكان العمل الصغير الذي تمتلكه والذي يسع سيارة واحدة. لا تحتاج حقاً إلى شخصٍ ثانٍ في المرآب. فهي تعمل بمفردها منذ عام. على الرغم من أنها تتعب كثيراً، إلا أن ذلك التعب يقودها لبذل المزيد من الجهود والعمل بفرح وسعادة أكبر. بينت سيلين أنها تلقت ردود فعل إيجابية بشكلٍ عام وقالت "أنظف السيارة أولاً. فمن المهم جداً أن تكون السيارة نظيفة. ثم أضعها بطريقة يمكنني من خلالها تلميع السيارة ووضع (الجيل الملمع) عليها. إذا لزم الأمر أقوم بالصنفرة أيضاً، أنا لا أفضل عملية الصنفرة كثيراً. أنا أفعل ذلك فقط على المركبات ذات الطلاء المشوه. بعد ذلك لدينا ثلاث أو أربع طبقات من الجيل الملمع. آخر عمل أقوم به هو التغليف بالشمع. فأقوم بتجفيف الطلاء الذي أعيده كما كان في السابق، ثم أغلفه بطبقة من الشمع الذي يجعله أكثر لمعاناً. بالطبع هناك مواصفات معينة للمواد. أستخدم المنتج الذي يفضله العميل وأنهي بها العمل على السيارة. أخيراً، أقوم بتسليمها بابتسامة ورضا العملاء وهي تلمع كما لو أنها خارجة من غرفة الغسيل".
لأنك امرأة لا يعتقدون أن بإمكانك القيام بهذا العمل
لم يتم قبول سيلين سلباشي بسهولة من قبل منافسيها في هذا القطاع. تعرضت للإساءة اللفظية والكلام المزعج. لكنها وضعت كل هذا جانباً. وذكرت أنه في يوم من الأيام، بينما كان شقيقها في المحل، جاء الزبون وسأل عن السعر. ولكن أخاها لم يجب لأنه لا يفهم هذه الأشياء، واستمرت قائلة "جاء رجل وخاطب أخي مباشرة ولم يعر أي اهتمام لوجودي. تحدث لأخي عن مطالبه وشكواه قال له "تعرضت سيارتي لبعض حروق الشمس. في هذا المكان وهذا المكان" كان يحدثه عن ذلك. لم أستمع إلى حديثه ولم أتدخل لأنه لم يكن يخاطبني. أخي كان يستمع له وقال له أنا لا أفهم شيئاً من هذه الأعمال أختي هي صاحبة هذا العمل. قال آه هي المديرة، قطع حديثه وغادر على الفور. لأنك امرأة لا يعتقدون أن بإمكانك القيام بهذا العمل. هكذا يعتقد أولئك الذين يأتون من الخارج ولا أعرفهم أبداً. أنا أعمل لأن هناك أشخاصاً يتابعون عملي. وأفضل إعلان لي هي السيارات التي تخرج من مرآبي".
لطالما أردت الحفاظ على هويتي وأسلوبي
أشارت سيلين سلباشي إلى أن بعض الأشخاص يقولون لها اذهبي وضعي طلاء الأظافر في منزلكِ. ماذا تفعلين في هذا العمل؟ ولكنهم أيضاً ومع مرور الوقت تقبلوا الأمر. ففي البداية كان الأمر صعباً جداً عليها. وواجهت حرباً نفسية في الكثير من الأحيان تحدثت سيلين عن الصعوبات الموجودة في الطريق الذي سلكته ولفتت الانتباه إلى أن النساء اللواتي يعملن في مثل هذه الوظائف يصبحن كالرجال بمرور الوقت وقالت "ربما استفدت من مزايا إزمير أيضاً. لو كنت في مدينة مختلفة، لما شعرت بمثل هذه الراحة التي أعيشها هنا. لقد حافظت على هويتي وأسلوبي. أنا أشبه الرجال قليلاً من حيث الشخصية. وأنا أعلم ذلك. لكن عندما كنت أرغب في ارتداء الشورت، ارتديته، وصففت شعري، واستخدمت مساحيق التجميل، ووضعت القلادة حول عنقي. لكن كلام الناس طال حتى تلك القلادة وقالوا بأنها ستسقط وتتشابك بين قطع السيارات ولكنها لم تسقط أبداً. مرة واحدة فقط التف شعري في آلة الضاغط. لم أتخلَّ أبداً عن أنوثتي أو حياتي الخاصة. أنا أعمل بجد. هكذا اعتنيت بعملي وأريد الاستمرار على هذا النحو".
التحضير لعميلة البيع
تعرض متجر سيلين سلباشي لأضرار بالغة خلال الزلزال. كما شكلت حالة الوباء خوفاً على وجه الخصوص. ونظراً لأنها لم ترغب في أن يصل أي نوع من أنواع الجراثيم والفيروسات لابنتها، قررت إغلاق متجرها لترى ما سيحدث فيما بعد. ولكي يكون عملها أكثر نجاحاً وكفاءة في المستقبل، أكدت على ضرورة حماية صحتها أولاً. أرادت تحويل مرحلة الوباء إلى فرصة. أنهت سيلين استكمال محلها منذ ثلاث سنوات لكنه يبدو صغيراً. فهي تريد أن تبدأ مرة أخرى لكن في مكانٍ أكبر. وفي نفس الوقت تسعى سيلين إلى أن تصبح تاجرة وتحضر لعملية البيع.
ترغب بشدة بتعليم امرأة في هذا المجال
في النهاية لفتت سيلين سلباشي الانتباه إلى التدريبات التي قدمتها وتابعت قائلة "كان المتدرب الذي يقول لم ألمس سيارة أبداً من قبل، ينهي العمل على المركبة التي أسلمه إياها في غضون ثلاثة أو أربعة أيام. ولأنه توجد نقطة ساحرة في كل عمل. أخبرتهم دائماً بالنقطة الصعبة والأكثر أهمية. كانوا ينهون تدريبهم بنجاح. أنا منزعجة جداً من عدم حضور النساء. سأقوم دائماً بتدريب النساء الراغبات في القيام بهذا العمل مجاناً. حتى لو لم يكن لديهن مكان للإقامة، يمكنني استضافتهن في منزلي. إنهن مهتمات ويراسلنني دائماً. لكن إما أن تظهر مشاكل أسرية أو أشياء مختلفة تمنعهن من الحضور. لم ألتقِ بهن قط. لكنني أريد حقاً تدريب امرأة".
حصلت سيلين سلباشي أيضاً على فرصة للمشاركة في حلبة سباق Ulku Yarişş Piststa كهاوٍ في تركيا. وكان هذا مرضياً لها بشدة. تخطط سيلين الآن لتصبح أكثر احترافاً في هذا المسار. وتقول بأنه سيكون لديها أنشطة بهذا الصدد قريباً.