ارتفاع سعر الخبز يفاقم معاناة أهالي إيران

بعد ارتفاع أسعار الخبز في مختلف محافظات إيران وشرق كردستان، ازدادت المخاوف وردود الفعل بين الأهالي في الوقت الذي لجأت فيه الحكومة إلى معالجة الوضع ببعض الكلمات فقط دون إحداث أي تغيير على أرض الواقع.

روجين قادري

سردشت ـ ارتفع سعر الخبز في الأسابيع الأخيرة في بعض المحافظات بإيران وشرق كردستان، دون إشعار مسبق، وبما أن الخبز جزء أساسي من سلة استهلاك المواطنين، فإن أي تغيير في سعره يعتبر استراتيجية حساسة ويؤدي إلى زيادة المخاوف.

كان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية قد اقترح في تصريحاته الأخيرة كلمة "تناسبية" كوصف لارتفاع سعر الخبز، ربما يكون استخدام هذه العبارة في البيانات العامة رمزاً لاستراتيجية الحكومة الإيرانية لكبح الاحتجاجات المحتملة واستياء الشعب بصياغة أكثر ليونة.

إن أحداث تشرين الثاني/نوفمبر 2018، والزيادة المفاجئة في سعر البنزين والتي أدت إلى احتجاجات واسعة ومقتل أكثر من 1500 شخص على أيدي القوات الأمنية والعسكرية الإيرانية، تحذر من حساسية الوضع الحالي، ففي ظل استمرار الانتفاضة الشعبية تحت شعار "Jin Jiyan Azadî"، يبدو أن الحكومة تحاول تنفيذ برامج اقتصادية باتباع سياسات ضعيفة وتدريجية تضع عبئاً آخر على كاهل الشعب.

عن الزيادة التدريجية في سعر الخبز تقول الناشطة المدنية (شيرمين. ق) أن "الوضع الاقتصادي للعديد من الأسر تأثرت بسياسات وقرارات الحكومة، فالخبز يعد عنصر غذائي أساسي للفقراء وحتى لأبناء الطبقة الوسطى، وأي تغيير في سعره سيضر بمعيشتهم".

وأضافت "بعد الاحتجاجات على ارتفاع أسعار البنزين، ومواجهة ردود الفعل القوية من قبل الأهالي، اتخذت الحكومة إجراءات جديدة. على سبيل المثال، فيما يتعلق بالخبز، أولاً وقبل كل شيء اقتصر بيعه بالبطاقات المصرفية، ثم تم تخفيض حصة الطحين للمخابز، إلى أن ارتفع سعر الخبز".

وحول تأثير ارتفاع الأسعار على الحياة اليومية أوضحت (ليلى. ر) وهي من مدينة سردشت "الخبز جزء أساسي من طعامنا، كما أن ارتفاع سعره يتحدى سبل عيشنا. نظراً لارتفاع معدلات التضخم، لم تنخفض قوتنا الشرائية فحسب، بل اضطررنا إلى استهلاك المزيد من الخبز".

وأوضحت أن عملية توفير الخبز التي تستغرق وقتاً طويلاً "حتى ما يقارب من عام، كان من السهل شراء الخبز من المتاجر، لكن مع القيود المفروضة على بيع الخبز وتركزه في المخابز، علينا الانتظار في الطابور لساعات طويلة كل يوم. لماذا وصلنا إلى مثل هذا الوضع بينما لم يكن توفير الخبز مشكلة من قبل؟".

وعن إمكانية زيادة أسعار سلع المواد الغذائية تقول "عندما يرتفع سعر سلعة أساسية، غالباً ما تصبح السلع والخدمات الأخرى باهظة الثمن. على سبيل المثال، هناك الآن احتمال كبير أن يرتفع سعر الحلويات والمعكرونة والبسكويت وما إلى ذلك. هذا الوضع يمكن أن يسبب مزيداً من التضخم في الأزمة".