التعاونيات تساهم في تفعيل دور المرأة في الحياة الاقتصادية وتمكينها
أكدت الرئيسة المشتركة لدائرة المشاريع الاجتماعية والتعاونيات نجوى أحمد أن الهدف من إنشاء التعاونيات بناء مجتمع مترابط، وتفعيل دور المرأة في الحياة الاقتصادية وتمكينها، والوصول للاكتفاء الذاتي في ظل الهجمات المستمرة والحصار المفروض على المنطقة.
دلال رمضان
الحسكة ـ تهدف التعاونيات من خلال مشاريعها إلى توفير فرص العمل للحد من البطالة والفقر وتفعيل دور المرأة في خدمة المجتمع، والبيئة والتنمية، وذلك من خلال الملكية الجماعية لمشروع تتوافر فيه الديمقراطية والرقابة، وكما تبني الترابط في المجتمع.
عقدت التعاونيات كونفراسها الثاني في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، والتي يتراوح عددها حوالي 400 جمعية تعاونية موزعة على كافة المناطق، ومن أهم مخرجاتها كانت تنظيم التعاونيات في المجالس والكومينات، وتطوير الصناعية منها، وتنظيمها وفق خصائص كل منطقة لتلبية احتياجات المجتمع من جميع النواحي.
تقول الرئيسة المشتركة لدائرة المشاريع الاجتماعية والتعاونيات في إقليم شمال وشرق سوريا نجوى أحمد "تأسست التعاونيات منذ بداية الثورة، أما دائرة المشاريع الاجتماعية فهي حديثة التأسيس، وهدفنا منهما تلبية احتياجات المجتمع من الناحية الاقتصادية وتطويرها في جميع المجالات بمناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية، وأن يدير المجتمع اقتصاده بنفسه ويكون صاحب إدارة وحق، فالاقتصاد الموجود حالياً في الدول هو اقتصاد رأسمالي واستغلالي بعيد عن جوهره الحقيقي الذي نسعى إليه لتحقيق العدالة والمساواة الاقتصادية في المجتمع والاكتفاء الذاتي".
وبينت أن التعاونيات قسم أساسي من قسم دائرة المشاريع الاجتماعية "نبدأ من تنظيم المجالس والكومينات وتعريفهم بنظام التعاونيات الذي يعتمد على الديمقراطية والشفافية، والذي سيعود لهم بنتائج مفيدة، والعمل على تطوير الصناعات المحلية وتلبية احتياجات المنطقة من جميع النواحي، وتوفير فرص عمل لأكبر عدد ممكن"، مؤكدةً أنه بالرغم من استمرار الهجمات التركية والحصار المفروض على المنطقة إلا أنهم لم يوقفوا مشاريعهم "العمل في ظل استمرار الهجمات دليل على إرادتنا القوية وعلى ثباتنا في إدارة مجتمعنا وحياتنا والاعتماد على أنفسنا من أجل الوصول إلى اكتفاء ذاتي من خلال التعاونيات".
وأوضحت بأن الهدف الأساسي من هذه التعاونيات إشراك المرأة بشكل خاص في سوق العمل لتمكينها واستقلالها اقتصادياً ومادياً "نسعى من خلال التعاونيات للوصول إلى جميع النساء اللواتي تحتجن إلى عمل وليس لهن معيل، وأن تلعبن دورهن الفعال في إدارة المجتمع وتطويره ولتحقيق العدالة الاقتصادية والمساواة بين الرجل والمرأة، والوصول إلى حقوقهن التي حرمن منها على مر التاريخ، والرجوع إلى دورهن الطبيعي في المجتمع لأنه إن لم تتحرر المرأة لن يتحرر الاقتصاد والمجتمع بأكمله، لذا من خلال التعاونيات سيصل كل شخص لحقه الطبيعي".
وعن المشاريع الخاصة بالنساء في التعاونيات بينت نجوى أحمد بأن هناك العشرات من المشاريع الحيوية الخاصة بالمرأة "هنالك مشاريع زراعية، وصناعية، ومعامل للخياطة، ومشاريع تجارية، وأغلب العاملين في هذه المشاريع هم من النساء اللواتي لهن بصمة مميزة في إدارتها وتطويرها وإنتاجها المستمر".
وتضمنت مخرجات الكونفراس الثاني الذي عقد في كانون الأول/ديسمبر 2023، الوقوف ضد الرأسمالية، والعمل بشكل جماعي وفق نظامي العدالة والديمقراطية، وتغيير الذهنية الذكورية، عبر الدورات التدريبية المكثفة في الكومنيات والمجالس، وتفعيل دور المرأة والفئة الشابة، وافتتاح أسواق محلية لبيع المنتجات الخاصة بالتعاونيات، وترى نجوى أحمد أنه "يجب أن نكون أحرار في كل شيء ولا نحتاج إلى الخارج، لأننا نعيش ظروف معيشية صعبة في ظل الهجمات المستمرة والحصار وارتفاع الأسعار وانهيار العملة".
وعن المشاريع الخاصة بدائرة المشاريع الاجتماعية والتعاونيات قالت "هنالك مشروع الدواجن والذي يغطي 20 بالمئة من الاحتياجات، ومعمل المعكرونة".
وفي ختام حديثها تقول نجوى أحمد بأنه من أجل الوصول إلى اقتصاد كومينالي "يجب افتتاح دورات فكرية لتغيير الذهنية الذكورية، وأن يكون هناك ثقة بالنفس وحب العمل والنضال في سبيل نجاحه، وسوف نصل إلى اقتصاد كومينالي تسوده العدالة والديمقراطية وبناء مجتمع متعاون قادر على الوقوف في وجه جميع المخططات والهجمات".