المعيلات في أفغانستان تواجهن قيود طالبان في العمل

خابت توقعات وكالة الإحصاء والمعلومات الأفغانية عندما توقعت أن المرأة ستحصل على مشاركة بنسبة 40 بالمئة في الحياة العملية مقارنة بالرجل.

بهاران لهیب

كابول ـ بقيت التقارير التي أعلنت عنها وكالة الإحصاء والمعلومات الأفغانية، مجرد توقعات، ولم ترى النور في واقع النساء الأفغانيات.

وفقاً للأمم المتحدة بلغ معدل مشاركة الإناث في القوى العاملة في أفغانستان نحو 15 بالمئة فقط في عام 2010، ولم يزد إلا بشكل طفيف في عام 2015 حيث وصل لـ 19 بالمئة، كما شهدت هذه الزيادة تباطؤاً حيث وصلت لـ 22 بالمئة فقط في عام 2020.

وبهذه النتائج خابت توقعات وكالة الإحصاء والمعلومات الأفغانية التي قالت إنه بحلول العام 2020 ستحصل النساء على نسبة 40 بالمئة من المشاركة في الحياة العملية، مقارنة بالرجل، رغم أن نسبة النساء اللائي تم توظيفهن في وظائف جديدة في المؤسسات الحكومية أعلى من نسبة الرجال، بحسب مصادر محلية.

كل شيء تغير بعد سيطرة طالبان

وتوقعت وكالة الإحصاء أن تتجاوز نسبة العاملات في الحكومة 40 بالمئة، إذا استمر النمو نفسه، لكن سيطرة طالبان على السلطة في 15 آب/أغسطس 2021 أنهت تلك الآمال. فوصول طالبان إلى السلطة أنهى الحياة السياسية، وأقصيت النساء من العديد من المجالات حتى لم يسمح للعاملات في الوزارات والسفارات الذهاب إلى باب مبنى الوزارة.  

وقبل سيطرة طالبان لم يكن وضع النساء أفضل فقد أقصيت النساء من الحياة الاقتصادية، ولم تجدن مكاناً لهن إلا بصعوبة، وكانت أجورهن أقل من أجور الرجال، وبعد سيطرة طالبان فقدن وظائفهن حيث تم فصل النساء من العمل.

التقليل من شأن النساء العاملات

تقول حنيفة الحسيني وهي عاملة، ومعيلة لأبنائها الثمانية "ابني البكر عمل في صناعة المعادن، لكنه فقد وظيفته بسبب الأزمة الاقتصادية. أما زوجي فهو مسن ولا يستطيع العمل، وبناتي طالبات في المدرسة الثانوية، يجلسن اليوم في المنزل بعد منعهن من ارتياد المدرسة، لذلك بدأت بالعمل بالخبز مع ثلاث نساء أخريات في هذا المخبز".

وأشارت إلى أن "طالبان تعتبر العاملات متسولات، لكننا لسنا كذلك لا نتسول رغم حاجتنا، ونحاول كسب لقمة العيش بعرق جبيننا"، مؤكدةً أنها مصرة على العمل رغم رفض طالبان "مصاعب الحياة كبيرة لكني أفخر بكسب المال من خلال العمل الجاد، فحالنا أفضل مقارنة مع العديد من النساء والأطفال الذين أجبرتهم الظروف المعيشية على التسول في طرقات العاصمة، وعددهم يتزايد يوماً بعد يوم".