الفريك نوع لذيذ ومختلف من الطعام

يزرع الفريك كل عام مع القمح، والفريكة هي نفسها الحنطة الخضراء قبل أن تصل إلى شكلها النهائي وجفافها، حيث يتم حصاد سنابله ويصبح فريكاً

روجدا سيد خان
قامشلوـ . وهو وجبة قيمة على المائدة ويعتبر مادة غذائية أساسية كالبرغل والأرز في كل منزل.
من خلال الإنتاج الزراعي تحيي النساء الاقتصاد وتنعشنه. تعتبر زراعة الفريك من أشهر الزراعات في شمال وشرق سوريا وتزرع في الغالب في الأراضي المروية. والفريك هو طبق شعبي شهير مثل البرغل والأرز وهو مادة غذائية أساسية على مائدة المنزل، ويؤكل في كل الأوقات. ينتج الفريك من الحنطة الخضراء قبل أن تصل إلى شكلها النهائي وجفافها، ويباع بأسعار مرتفعة في الأسواق، لذلك يقوم القرويون بزراعته وإنتاجه بأنفسهم.
خصصت عدلة يوسف البالغة من العمر 50 عاماً والتي تعيش في قرية كري ديرا التابعة لناحية كركي لكي في مقاطعة قامشلو شمال شرق سوريا، قطعة أرض صغيرة من بستان منزلها وزرعت فيها الفريك بالإضافة إلى العديد من أنواع الخضار والأعشاب. تحدثت لنا عدلة يوسف عن طرق زراعة الفريك وحصاده وأصناف المأكولات التي تصنع منه.
 
 
ثقافة زراعة الفريك
عن طرق زراعة الفريك تقول عدلة يوسف "نزرع الفريك كل عام في موسم زراعة القمح، فالفريك هو نفسه القمح ولكننا نصنعه من القمح الأخضر قبل أن يجف. في الغالب تتم زراعته في تشرين الثاني/نوفمبر، ولكن رعايته والاهتمام به يكون مختلفاً. فعندما نزرعه نسقيه كثيراً وننظف محيطه حتى يكون منتجاً وحبوبه مليئة وجيدة، فإذا لم يسقى جيداً يفقد رطوبته وتكون حبته صغيرة وستكون نوعية الفريك غير جيدة. إن تربة قريتنا جيدة جداً للزراعة، أستطيع القول إنك إذا نثرت بذرة على صخرة فسوف تنمو وتخضر لأن التربة حمراء، والقرية مرتفعة وتمر فيها العديد من الأنهار التي نسقي منها زرعنا. حقلي الكبير في محيط القرية مثل حقول باقي القرويين، ولكن يوجد لدي بستان منزلي أيضاً، وفيه أزرع أنواع كثيرة من النباتات والخضار إحداها الفريك. لقد خصصت مساحة تقدر بحوالي دونمين من بستاني المنزلي لزراعة الفريك وأنا أنتج منها كل عام، ولا أشتري أي شيء من السوق أبداً، فكل خضرواتي بين يدي ونحن نأكل ثمار ومنتجات عملنا. لم نتعود على شراء ما نأكله، لأننا نعرف كيف نهتم بما نزرعه ومذاق منتجات عملنا مختلف". 
 
 
حصاد الفريك وإنتاجه
أما عن طرق صنع وإنتاج الفريك تقول عدلة يوسف، "مع نهاية نيسان/أبريل يحين موعد حصاد الفريك، فنقوم بحصاد القمح الذي زرعناه وهو لا يزال أخضراً قبل أن يصل إلى شكله النهائي الجاف والقاسي. نحصده بالمنجل ومن ثم نجمعه على شكل أكوام ونربطها. ثم ننشره ونفرده في الهواء على شكل طبقات لمدة يوم حتى يذبل قليلاً، لا يجوز أن يبقى لأكثر من يوم لأن الشمس قوية ولا يجوز أن تجف السنابل. بعد ذلك نفرده على أرض نظيفة ونشعل فيها النار، يجب أن نكون حذرين هنا أيضاً حيث يجب الحرص على تحميص السنابل دون حرقها. بعد ذلك يفصل الفريك ويستخرج من السنابل، ننشغل بالعمل فيه لمدة أسبوع تقريباً ثم يأخذه البعض ويجرشونه في المطاحن بالحجم الذي يرغبون به. أنا شخصياً أجرش الفريك في المنزل بواسطة الرحى التي يملكها القرويين. في الحقيقة إنتاجه صعب ولكن لا يوجد شيء بدون تعب. كل عام أقوم بإنتاج حوالي 6 تنكات من الفريك، أبقي بعضها للمنزل وأبيع الباقي. الفريك أغلى من البرغل والأرز لأن إنتاجه صعب ومتعب للغاية. لم تهطل الأمطار هذا العام وكان الجو جافاً، لذلك كنا نسقي بستاننا المنزلي من البئر أما البستان المحيط بالقرية سقيناه من الأنهار التي تمر عبر القرية".
 
 
أكلة الفريك
فيما تقول عن الأطعمة والمأكولات التي تصنع من الفريك "الفريك أيضاً كالبرغل والأرز مادة غذائية أساسية في المنزل ويتم تخزينه لفصل الشتاء، لأنه يكون غير متوفر. تصنع أطباق عديدة من الفريك، ومعظمها تحضر بلحم المواشي وهو لذيذ جداً. تصنع العائلات الفريك لضيوفهم الذين يزورونهم من أماكن بعيدة، لأن طعمه لذيذ وهو ذو قيمة. وهو معروف كطعام شعبي وما زلنا نحافظ على ثقافته حتى الآن".
 
 
الحياة المشتركة للنساء
في ختام حديثها تحدثت عدلة يوسف عن مساعدة واجتماع ومشاركة النساء في الزراعة "من خلال زراعة هذه الأنواع من الخضار والنباتات نبني حياة مشتركة في القرية حيث يعتمد اقتصادنا على إنتاجنا اليدوي. عندما نزرع، تتساعد جميع النساء وتتبادلن منتجاتهن مع بعضهن البعض. ويسألن بعضهن عن الزراعة ومنتجاتها وهذا الأمر يبني حياة مشتركة في قريتنا. حياتنا مليئة بالعمل وأيدينا منتجة".