الأزمة الاقتصادية في تركيا تضاعف معاناة الأهالي

يعاني الأهالي في مدينة آمد بشمال كردستان من الأزمة الاقتصادية الأمر الذي جعلهم يلجؤون إلى سوق السلع المستعملة لشراء احتياجاتهم الضرورية.

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ في ظل الأزمة الاقتصادية في تركيا وزيادة أسعار الاحتياجات المعيشية الأساسية كل يوم تقريباً، يفضل المواطنون المنتجات المستعملة التي أصبحوا يرغبون في شرائها بسبب الغلاء المنتشر مع الأزمة، كما أدى إلى ازدياد عدد التجار داخل سوق السلع المستعملة.

في حي "الشهداء" بمدينة آمد يتم إنشاء سوق للسلع الرخيصة والمستعملة. يأتي التجار إلى السوق كل يوم في الساعة الخامسة صباحاً وينشؤون أكشاك لهم التي ازداد عددها بشكل ملحوظ مع الأزمة في السنوات الأخيرة، ويقومون ببيع الملابس المستعملة والإلكترونيات والأدوات المنزلية في السوق بنصف الأسعار في الخارج تقريباً.

وأوضحت النساء اللواتي تعملن في سوق السلع المستعملة أن الأموال التي تكسبنها من أجل إعالة أسرهن، لا تكفي حتى لتقديم الطعام لهم.

 

"نريد أن نعيش دون مد يد العون لنا"

سلطان يشيل إحدى النساء اللواتي تعملن في السوق، قالت إنها تعمل في السوق منذ أعوام من خلال بيع الملابس المستعملة والجديدة في فصل الشتاء، بالإضافة إلى أنها تعمل في الحقول في فصل الصيف "أستيقظ في الساعات الأولى من الصباح مع طلوع الشمس، وأجمع أغراضي وأذهب إلى السوق وأفتح كشك في مكان ما، وأبيع الملابس القديمة هناك، فنحن نعيش من ثمن الأشياء التي نبيعها، ونحاول أن نعيش دون مد يد العون لنا".

وأوضحت أنها تأتي إلى السوق مرة واحدة في الأسبوع "يتنقل السوق إلى أماكن مختلفة كل عام، في البداية كنا نتواجد في منطقة سور، ثم أنشأنا سوقاً في كوشيولو وأخيراً انتقلنا في باتيكنت، ومع ذلك، لم يسمح لنا بالبيع هناك لأن الناس قالوا إنهم غير مرتاحين لوجودنا، والآن نقوم بعملنا في حي الشهداء، نأتي مع النساء في الصباح ونشعل النيران للتدفئة ونجهز المبيعات لبدء العمل. إن هذا المكان هو مكان الفقراء لأنه أرخص بكثير من المتاجر الموجودة في الخارج، يأتي الناس إليه ليحصلوا على ما يحتاجونه، يوجد أزمة كبيرة والناس يتأثرون بهذه الأزمة ونحن أيضاً متضررون منهاً".

 

"أشتري الخبز بالمال الذي أحصل عليه"

خالصة كايا قالت إنها تعمل في السوق منذ حوالي ٦ أشهر "أذهب إلى السوق في المساء بعد إجراء تحضيراتي لأبيع الملابس القديمة والجديدة لتأمين قوت يومي، فالشخص الذي ليس لديه أي مال لا يمكنه الحصول على أي شيء مهما حدث وكيفما حاول، في بعض الأحيان يجري العمل هنا بشكل جيد وأحياناً لا. نأتي إلى العمل في الصباح الباكر فقط لشراء الخبز بالمال الذي أحصل عليه. لا يوجد الكثير من العمل في الشتاء مقارنةً مع الصيف والربيع. نبيع السلع بأسعار زهيدة ولا أحد يبيع منتجات باهظة الثمن في هذا السوق".

 

"الشعب متضرر كثيراً"

فريدة ألتين إحدى النساء اللواتي تشتري من هذا السوق، أكدت أنها تفضل سوق السلع المستعملة لتلبية احتياجاتها "هناك أزمة في كل مكان، لا يستطيع الناس شراء أي شيء بعد الآن، خاصةً الملابس في الخارج. الأثرياء لا يأتون إلى سوق السلع المستعملة بالطبع، يأتي الأشخاص الفقراء فقط".

ولفتت إلى كيفية تأثير الأزمة الاقتصادية على حياة الناس، متسائلة "ماذا يجب أن يفعل الناس؟ أزمة بعد أزمة، والشعب الآن متضرر كثيراً، إنهم لا يعرفون ماذا يفعلون أو ماذا يشترون بعد الآن".