أبشر لتوصيل الطلبات... يحقق نجاحاً في عدن
خدم مشروع أبشر شريحة واسعة من النساء، وتحدى الظروف والصعوبات المفروضة على اليمن، وكان المشروع المنتظر الذي تفتقد له العاصمة عدن
نور سريب
اليمن ـ .
تحدت الركود الاقتصادي الذي يعصف باليمن، حيث تفردت طليعة سالم بمشروعها (أبشر) لتوصيل الطلبات، الذي أطلقته في 10 أيلول/سبتمبر من العام الماضي 2020، المشروع الذي تفتقد له العاصمة عدن، حقق نجاحاً ملموساً في المدينة.
قالت صاحبة فكرة مشروع أبشر طليعة السالم لوكالتنا "إن مشروعي جاء لخدمة أكبر شريحة من النساء في عدن، النساء الغير قادرات على الخروج بسبب أوضاع البلاد أو بسبب عدم وجود أي معيل يوفر احتياجاتهن أو طلباتهن".
أما عن العاملين معها في المشروع قالت "لدي ثمانية كباتن موزعين على مديريات مدينة عدن، ونستقبل الطلبات ونقوم بتوفيرها وإيصالها مهما كان نوعها سواءً مأكولات أو رسائل وحتى الملابس ومواد أخرى". وأما عن الشريحة التي يكثر المشروع من التعامل معها فقتول "نسبة كبيرة من تعاملي قائم مع سيدات الأعمال ومالكات المحال وكذلك المشاريع الصغيرة التي تحتاج للتوصيل، كما يتم التواصل معنا من قبل العديد من المواطنين ذوي الدخل المتوسط".
وعن طريقة التواصل تقول "يتم التواصل معنا عبر أرقامنا المعروفة أو عبر صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمشروع أو عبر تطبيق أبشر، ونقوم بالعمل بكل دقة وسرعة، ويوم بعد يوم يزداد عدد العملاء الذين يطلبون منا توصيل الطلبات لهم".
تقيم منى الخضر عمل المشروع وهي سيدة أعمال وتملك متجر (ستايلي كشخة) للملابس بالقول إن "مشروع أبشر إضافة جميلة للمدينة، وقد وفر علينا جهد البحث عن سيارات أجرة من أجل توصيل طلبات الملابس المحجوزة للزبونات اللاتي يفضلن أن تصل إليهن الطلبات بدلاً من العودة مجدداً للمحل لأخذها"، وتضيف أن "انطباع الزبونات حول معاملة أصحاب المشروع رائع وايجابي وهذا أحد أسباب بروز اسم المشروع، واستمرار التعاون بينه وبين محلي ومحال نساء كثيرة خاصة التي تعمل في مجال بيع الملابس النسائية والإكسسوار التي يتوجب نقلها باهتمام وعناية للحفاظ عليها".
لم يسلم مشروع أبشر من الأزمات المفتعلة الناجمة عن الصراع السياسي في العاصمة المؤقتة عدن بين الأطراف المتنازعة على إدارتها وكانت أكبر المعوقات هي الارتفاع الكبير في أسعار المشتقات النفطية من البترول والديزل والذي تجاوز 100% في أقل من سنة، مما جعل مشروع التوصيل يتوقف لفترة قصيرة مع كل مرة يتم فيه رفع الأسعار.
ليست الأسعار وحدها ما يشكل تحدياً لمشروع طليعة سالم كما تقول، فإن الأوضاع الأمنية تؤثر أيضاً على سير العمل "لا نعمل في المساء تحسباً لأي طارئ، حيث تنتهي خدمة التوصيل قبل الساعة التاسعة مساءً بتوقيت عدن، كما أن تردي شبكة الاتصال وانقطاع شبكة الإنترنت بشكل متكرر بسبب سوء الخدمات وانعدام تطويرها يشكل إحدى المعوقات، بالإضافة إلى تدهور بعض الطرق وعدم سعتها مما يتسبب بزحمة خانقة".
وفي ختام حديثها وجهت طليعة سالم رسالة إلى عملائها قالت فيها "رسالتي لكل سيدات الأعمال والمواطنين أن استمرارنا في عمل المشاريع التي تخدم المجتمع واجب علينا، ولبناء مستقبلنا من الضروري أن نتحدى الأوضاع والمعوقات ونكون نحن التغيير الذي نتمناه ونبادر إليه".