غزة ليست وحدها... تحالف "ندى" يطلق صرخة عالمية ضد الحصار والظلم

أكدت الناشطة الصومالية ليلى جامع، أن تحالف ندى النسائي الإقليمي لا يرى في التضامن مع غزة مجرد موقف بل مقاومة نسائية ممتدة من شوارع الخرطوم إلى أزقة غزة ومن جبال كردستان إلى ساحات نيويورك.

مالفا محمد

مركز الأخبار ـ في ظل استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، تتصاعد المبادرات النسوية والشعبية حول العالم لكسره وإيصال رسالة تضامن إنساني وسياسي، وإيصال صوت الفلسطينيين إلى العالم، من بين هذه المبادرات، يبرز "أسطول مادلين" و"أسطول الصمود العالمي"، الذي انطلق من إسبانيا مروراً بعدة موانئ أوروبية، حاملاً على متنه ناشطات وناشطين من مختلف الجنسيات.

يضم "أسطول الصمود العالمي" الذي وصل إلى تونس وتم استهدافه مرات عديدة، وفوداً نسائية وشعبية من أمريكا اللاتينية، وجنوب أفريقيا، وآسيا، ويهدف للضغط على الحكومات لفتح المعابر وإيصال المساعدات لأهالي غزة المحاصرين منذ 23 شهراً.

وفي هذا السياق، أعلن تحالف "ندى" النسائي الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا دعمه الكامل لهذا الأسطول، مؤكداً أن التضامن مع غزة هو امتداد لنضال النساء في المنطقة، ورفض للصمت والتهميش.

ولتسليط الضوء على الحملة الرقمية التي أطلقها التحالف، وهي عبارة عن فيديوهات تظهر فيها عضوات التحالف وهن تعلن عن دعمهن للأسطولين، وللحديث عن دوافع هذا التحرك، وأهدافه، ورسائله السياسية والإنسانية، في لحظة تتقاطع فيها نضالات النساء، كان لوكالتنا مع الناشطة النسوية الصومالية البارزة ليلى جامع، الحوار التالي:

 

ما الذي دفع تحالف ندى لإطلاق رسالة تضامن بهذا الحجم مع غزة؟ وما أهمية أن تكون النساء في طليعة هذا التضامن؟

ما دفعنا في تحالف ندى إلى إطلاق هذه الرسالة هو الألم الذي نعيشه مع كل مشهد قصف، ومع كل دمعة أم فلسطينية، نحن لا نرى في الصمت سوى خيانة، ولا نعتبر التضامن خياراً، بل واجباً أخلاقياً وسياسياً لا يمكن التراجع عنه.

رفعنا صوتنا لنقول إن غزة ليست وحدها، وإن فلسطين حاضرة في ضمير نساء هذه المنطقة والعالم أجمع، نحن نؤمن أن القضية الفلسطينية ليست قضية منفصلة، بل هي مرآة تعكس عدالة كل القضايا، وإذا فقدنا البوصلة نحو فلسطين، فإننا نفقد إنسانيتنا ذاتها.

النساء في غزة تعشن الألم مضاعفاً، تواجهن الحرب من جهة، وتحملن عبء الحياة من جهة أخرى، وسط فقدان الأحبة والدمار، أن تتقدم النساء الصفوف الأمامية هو إعلان رفض لتهميش أصواتهن، ورفض لحصر دورهن في المعاناة فقط، نريد أن يكون تضامننا امتداداً لنضالهن وصمودهن وقوتهن، لأن المرأة الفلسطينية باتت رمزاً عالمياً للمقاومة والصمود، ولا يمكن إسكاتها.

 

كيف ترون العلاقة بين النضال النسائي الإقليمي والعالمي؟

نضالنا النسائي ليس قضية محلية، بل هو حركة من أجل الحرية والكرامة في كل مكان، عندما تتوحد أصوات النساء من مقديشو إلى تونس، ومن غزة إلى نيويورك، تتشكل قوة لا يمكن تجاهلها والاستهانة بها، نحن لا نكتفي بالكلمات، بل نحول الغضب النسائي إلى فعل سياسي يضغط على الحكومات، ويفضح الجرائم أمام المؤسسات الدولية، نبني جبهة عالمية تقول إن فلسطين ليست قضية ثانوية، بل قضية مركزية في نضالنا من أجل العدالة.

 

ما الرسالة التي يحملها هذا التحرك؟ وهل هناك تنسيق بين تحالف ندى ومنظمات دولية أخرى لدعم هذه القوافل؟ وهل تحقق الحملات الرقمية تأثيراً ملموساً؟

رسالتنا واضحة لن نصمت، ولن نقبل أن يُدفن صوت فلسطين تحت ركام الحرب، المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤوليته، والتاريخ لن يرحم من اختاروا التفرج بينما تُقصف غزة، صمت الحكومات لن يمنعنا نحن النساء من رفع صوتنا الذي هو مقاومة في وجه الظلم، وهو أيضاً تأكيد على أن التضامن سيستمر حتى يتحول إلى قوة سياسة لا يمكن تجاهلها.

وهناك تنسيق واسع مع شبكات نسائية ومنظمات حقوقية حول العالم، حملاتنا الرقمية كسرت جدار التعتيم الإعلامي، وفضحت الجرائم، ونرى أثرها في الشارع، في المظاهرات، وفي النقاشات داخل البرلمانات، لكننا نطمح للمزيد، نريد حملات مترجمة بكل لغات العالم، نريد صوراً وشهادات حية من قلب غزة تصل إلى كل بيت، نريد تحويل العالم الرقمي إلى ساحة نضال حقيقية تربك المعتدي وتضغط على صانعي القرار.

 

ما الخطوات القادمة لتحالف ندى لدعم القضية الفلسطينية؟

سننظم فعاليات ميدانية في عدة دول، ولقاءات دولية تجمع الأصوات النسائية من مختلف أنحاء العالم، سنعمل أيضاً على حملات دعم مباشرة للنساء في غزة، ونحرص على إيصال شهاداتهن لتكون جزءاً من تقاريرنا أمام المؤسسات الأممية، رسالتنا أن القضية الفلسطينية ستظل في قلب نضالنا، وسنعمل كنساء على تحويل التضامن إلى قوة سياسية تحدث فرقاً حقيقياً.

ونحن في تحالف ندى نؤكد أن القضية الفلسطينية هي قلب قضايانا، لكننا أيضاً لا نصمت عن أي وجع نسائي في منطقتنا، نرفع صوتنا ضد ما تتعرض له النساء في السودان من تشريد، وضد أحكام الإعدام بحق الإيرانيات، وضد الانتهاكات اليومية في العراق، ومع نساء سوريا اللواتي تواجهن حكم الجهاديين، ومع نساء الصومال اللواتي يصمدن رغم الفقر والتهميش.

رسالتنا مع غزة اليوم هي امتداد لكل نساء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تحالف ندى لا يقبل أن يكون شاهداً صامتاً على أي ظلم، نحن نطلق صرخة واحدة ضد القهر، ضد الحرب، وضد كل انتهاك لكرامة المرأة والإنسان.