اميناتو بنت المختار: تأسيس فيدرالية نسائية يعد ثروة نضالية

حضرت شخصيات نسائية بارزة في المؤتمر الأول ما بعد التأسيسي لتحالف ندى الذي عقد في مدينة السليمانية بإقليم كردستان، تحت شعار "نحو مجتمع ديمقراطي قائم على الثورة النسائية"، واستمر لثلاثة أيام.

زهور المشرقي

السليمانية ـ نظمت أعمال المؤتمر الأول ما بعد التأسيسي لتحالف ندى في 15 أيار/مايو في توقيت إقليمي صعب لتسليط الضوء على قضايا نسائية مهمة ووضع استراتيجيات تنهض بواقع النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال غرب أفريقيا الملتهبة بالصراعات والتي تحكمها العقلية الأبوية القبلية.

على هامش فعاليات المؤتمر أجرت وكالتنا حواراً مع الناشطة النسوية والحقوقية ورئيسة جمعية "النساء معيلات الأسر" اميناتو بنت المختار التي شاركت في المؤتمر من موريتانيا، وتحدثت عن واقع النساء في موريتانيا، وشددت على ضرورة التشبيك بين المنظمات والحركات النسائية لتحقيق الثورة النسائية الكبرى وتحرير جميع النساء.

 

من خلال مشاركتك في المؤتمر ماهي الرسالة التي استخلصتها من أجل مستقبل النضال النسائي؟

اعتبر أن المؤتمر ناجح ففيه تجارب مهمة وخبرة عالية واستفادت المشاركات وخاصة من غرب أفريقيا، ولذلك أطالب بتشبيك حقيقي يكون فيه تبادل التجارب والخبرات ويتناول جميع القضايا التي تعاني منها المرأة من أجل ثورة النساء الضرورية لأنهن ضحايا مختلف أشكال العنف والتمييز والإقصاء، فالنساء مهمشات فقيرات لا صوت لهن أمام القانون.

وأطالب تحالف ندى بتشبيك حقيقي مع غرب أفريقيا والتعامل مع جميع الشرائح وأطياف النساء من كل البلاد لأن قضية النساء واحدة، وأهداف المستعمر والإقطاعية والإمبريالية والتيارات المتطرفة إقصاء النساء والتمييز ضدهن وضرب الحركة النسوية أينما كانت.

 

تعملين في مجتمع قبلي عشائري لا يؤمن بثورة المرأة، وما يمكن أن تحققه هذه الثورة للنهوض بالمجتمع، باعتبار أن تحرر المجتمع من تحرر المرأة، برأيك هل نساء إفريقيا قادرات على نسج ثورة نسائية كما فعلت النساء الكرديات ونساء إقليم شمال وشرق سوريا؟ وهل أسس قيام الثورة النسائية في موريتانيا وأفريقيا عموماً موجودة؟

بعد أن سمعت النقاشات في المؤتمر وتبادل التجارب اعتقد أنه ستكون هناك ثورة نسائية في أفريقيا للنساء، وكما قال شاعر موريتاني "من الظلم تولد الحريات" فالمرأة تعيش العنف والظلم والإقصاء وكل ما يدفعها للثورة، والظروف الاجتماعية التي تعيشها والضغوطات التي تعاني منها ستدفعها للثورة.

كما أن نسبة النساء في أفريقيا أكبر والتطلع والوعي الجديد والتجربة النضالية للنساء في بلادي موريتانيا صاخبة فلقد حققت الحركة النسائية الكثير من الإنجازات، وناضلت في وقت مبكر، حتى أنه في إحدى الحكومات كان عدد الوزيرات 10 من أصل 22 وزير، وتقلدت حقيبة وزارة الخارجية امرأة لتكون الاولى التي تحصل على هذا المنصب في المنطقة.

والمرأة المغربية حققت الكثير من الإنجازات لذلك الثورة ممكنة في أفريقيا وستعمل من أجل انعتاق النساء والمساواة والحرية من أجل بلد ديمقراطي ومناخ ديمقراطي تسوده العدالة الاجتماعية والمساواة.

 

في موريتانيا هناك أزمة تشريعات ما يعني أن حقوق المرأة غير مكفولة، كيف يمكن الضغط من أجل تضمين الحقوق في القوانين الموريتانية؟

الحركة النسائية في موريتانيا تطرح قضايا المرأة وتلامس واقعها من خلال نقد العادات والتقاليد البالية، وتعمل هذه الحركة من أجل جميع النساء على اختلاف إثنياتهن وقومياتهن، فلا نؤمن بأي شيء يقيد المرأة وبالتالي وبحسب تبادل التجارب مع الحركة النسوية في المنطقة وما ناقشناه في مؤتمر تحالف ندى نسعى للاستفادة منه أكثر، وأن تصبح الحركة النسوية أقوى في بلادنا لنواكب ما يجري في الشرق الأوسط من نجاحات، وهذا ممكن لأن في موريتانيا تطور في القوانين وهناك مشروع قانون ضد العنف الجنسي، وتعديل مدونة الأحوال الشخصية في الطريق للاعتماد، وتضمنت المدونة الجديدة إلغاء التمييز بين الجنسين، وتم إدراج حقوق كاملة للأسرة، كما أن هناك تعديل في قانون الجنسية حيث سيتم منح الجنسية لأطفال المتزوجات بغير موريتاني.

لدينا بوادر ثورة ممكن أن تعتمد أولاً على القانون ثانياً مشاركة النساء في المجال السياسي، ثالثاً وجود بذور حركة نسوية ترفض الإقصاء والظلم أو أن تبني سياسة تعتمد على الدين أو التقاليد، بالتالي كل شيء يمكن أن يتغير مع الإرادة التي تمتلكها النسويات والجمعيات الموريتانية للدفاع عن الحقوق، فالثورة النسائية اصبحت ضرورية لتغيير وضع المرأة.

 

ما أهمية تأسيس كونفدرالية نسائية في الشرق الأوسط؟

تأسيس فيدرالية نسائية تجمع كل نساء العالم فكرة مهمة، إن ذلك يعد ثروة نضالية كونها ستضم نساء من مختلف الألوان والثقافات والمجالات ستساهم في تغيير حال المرأة في العالم، فنحن نساء أفريقيا سواء كنا سود أو عرب لنا تاريخ نضالي حتى قبل ميلاد الدولة، ونعيش في عصر الديمقراطية والقانون، ولدينا بعض الحريات التي تسمح لنا بالمشاركة في الصحوة الدولية من أجل الانعتاق والحرية النسائية تتماشى مع متطلبات العصر لأن التغيير يجب أن ينطلق من متطلبات العصر.

نحن كإفريقيات في مناخنا لسنا بعيدات عن هذه المتطلبات وبالتالي لنا دور هام بالتغيير، ولعبنا دور في تغيير القوانين ونشر الفكر الديمقراطي والدفاع عن حقوقنا ومكافحة التيارات الظلامية والمتطرفة، وأسسنا شبكة اتحاد نسائية لها خطاب موازي للخطاب الديني المتطرف، وأصبحنا نتحاور بشكل مباشر مع معتنقي هذه الخطابات، ونصحح ما يقوله الإمام من خطاب لا يمثل حقوق المرأة أو ينصفها، لأن افتقار الخطاب الديني للمساواة لن يحتضن أحد، وبالتالي هذا النضال هام ونعمل على تعميم هذه التجربة في إفريقيا كاملة، ووصلنا بها إلى أوروبا للدفاع عن المهاجرات اللاتي ينظر إليهن الغرب على أنهن تابعات لحركات إسلامية متطرفة، فالنساء هن صانعات للفكر والثورة والتغيير.