تونسيات يطلقن حملة "راجعات" ويفتحن أبواب النضال من جديد

لاقت حملة "راجعات" التي أطلقتها مجموعة من الناشطات والحقوقيات، تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الافتراضي، لا سيما في صفوف النساء من مختلف التوجهات، وصديقات الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، وذلك إثر تجميد نشاطها من قبل السلطات التونسية.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ أكدت الناشطة النسوية نائلة الزغلامي على دعمها لحملة "راجعات" لأنها تمثل عودة نساء الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات إلى ساحات النضال المدني والسياسي، رغم محاولات التضييق وغلق المقرات.

لاقت حملة "راجعات" انتشاراً واسعاً على منصات التواصل الافتراضي، وخصوصاً على "فيسبوك"، حيث تفاعلت معها العديد من النساء باختلاف انتماءاتهن الفكرية والسياسية، تقديراً لدور الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات في الدفاع عن حقوق المرأة التونسية منذ تأسيسها ونضالها المستمر.

وعبرت بعض الناشطات عن التضامن المطلق مع الجمعية حيث نشرت يسرى فراوس تدوينة قالت فيها "اليوم سنية الدهماني صرحت في المحكمة لقد تعبت أريد أن أعود إلى منزلي (نحب نرجع لداري تعبت) ومن أجل سنية وكل سنية في البلاد نحن راجعات".

وتواصلت ردود الفعل المتضامنة مع حملة "راجعات" عبر تدوينات نسائية حملت رسائل قوية تعبّر عن الالتزام بقضايا الحرية والمساواة، فقد كتبت جليلة زنايدي "راجعات متضامنات ضد كل الرجعيات"، و"راجعات من أجل المساواة والحقوق والحريات"، مؤكدةً على الطابع النضالي للحملة، أما منيرة بلغوثي فعبّرت عن عمق الحضور النسوي بقولها "راجعات ليس من غياب بل من حضور أطول من كل تجميد".

من جهتها شددت خولة بوكريم على استمرارية النضال النسوي قائلة "لن تخمد أصوات الحرية ولا النساء"، داعية إلى تفعيل "الهاشتاق" لدعم الحملة، كما كتبت حياة عطار "الحرية لا تُعطى على جرعات، فالمرء إما أن يكون أو لا يكون حراً".

 

لا لغلق الأفواه

وحول الحملة وأهدافها قالت الناشطة النسوية نائلة الزغلامي والمساندة لحملة راجعات، إن "الحملة هي فكرة انطلقت من مناضلة نسوية ابنة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات لنقول من خلالها إن تغلق أفواهنا ولن تكمم ولن تغلق وسنعود أي راجعات لساحات النضال، راجعات لاستقبال النساء المعنفات، راجعات إلى مراكزنا، راجعات للحياة المدنية والسياسية وسنقاوم ولن نستسلم وحتى إن تم غلق الأبواب فإننا متواجدات وموجودات على أرض الواقع وموجودات للدفاع عن الحرية، لأنها لا تتجزأ وكرامة النساء والإنسان لا تتجزأ".

وأضافت "نحن راجعات للدفاع عن كل مكتسباتنا التي تحققت من خلال الثورات التي شهدتها بلادنا ومن خلال التشريعات التي أقرت سابقاً، نحن اليوم راجعات من أجل تفعيل اتفاقية عدد 37 لعام 2021 التي تشمل العاملات المنزليات، راجعات لتفعيل القانون عدد 58 لمناهضة العنف المسلط ضد النساء، راجعات للمساهمة في 16 يوماً من النشاط في الشارع وفي الجهات وفي كل مراكزنا راجعات من أجل الدفاع عن حقوقنا والحقوق لا تتجزأ".

وأفادت أن الجمعية كانت حريصة على تنفيذ استراتيجية مناهضة العنف ضد النساء لتجد نفسها هي من يمارس ضدها العنف هذه المرة من قبل الدولة عبر غلق أبوابها وغلق أفواهنا والحد من حرية الفكر وحرية التعبير والضمير وتنظيم المظاهرات "نؤكد اليوم إن الحرية لا تمنح بل تنتزع وبالتالي يجب أن نفتك حريتنا بنضالاتنا بتحركاتنا في الشارع بندواتنا بتضامننا مع بعضنا البعض بتضامننا مع كل النساء اللاتي ُسلط عليهن العنف كل أشكال العنف ومنها عنف الدولة والعنف السياسي".

وأشارت إلى أن هناك اليوم معتقلات في السجون من بينهن (محاميات وناشطات في المجتمع المدني، إعلاميات) حياتهن مهددة بسبب دخولهن في إضرابات الجوع احتجاجاً على أوضاعهن داخل السجن غير اللائقة بالكرامة الإنسانية.

ووجهت رسالة إلى جميع النساء أكدت فيها أنهن "راجعات ولو بعد التجميد وبعد تعليق النشاط، راجعات ولن نستسلم وسنكون سنداً لكل النساء ومتضامنات مع كل السجناء والسجينات على خلفية أراءهم السياسية والإعلامية أو على خلفية حرية التعبير أو على خلفية كلمة قيلت مجازاً وأيضاً متضامنات مع المهجرات قسراً من بينهن بشرى بلحاج حميدة، راجعات ولن تثنينا أي عقوبة كانت عن نضالنا المستمر والمستميت من أجل مناهضة العنف كل أشكال العنف ضد النساء".