تحالف ندى: لا لإبادة النساء، الإيزيديات والأفغانيات نموذجاً

أعلن التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "ندى"، عن تضامنه بكافة الأشكال مع نساء شنكال وأفغانستان اللواتي تخضن النضال دفاعاً عن وجودهن وحرياتهن وحياتهن وشعبهن، ودعمه الحملة التي أطلقتها منظومة المرأة الكردستانية "KJK".

مركز الأخبار ـ أكد التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "ندى"، على ضرورة أن يكون هناك نضال نسائي مشترك فاعل وحاسم ضد سياسات الإبادة الجماعية وإبادة النساء.

أصدر التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "ندى"، بياناً إلى الرأي العام، اليوم الجمعة 4 آب/أغسطس، بمناسبة حلول الذكرى السنوية التاسعة للمجزرة التي ارتكبت في قضاء شنكال على يد مرتزقة داعش عام 2014.

جاء في البيان الذي أصدره التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "ندى"، تحت شعار "لا لإبادة النساء الإيزيديات والأفغانيات نموذجاً"، أنه "في التاسع من شهر تموز الماضي، أصدرت منظومة المرأة الكردستانية KJK، بياناً أعلنت فيه إطلاق حملة نسائية إقليمية وعالمية تحت شعار "نحن مع نساء شنكال وأفغانستان ضد هجمات البطرياركية المهيمنة"، بدءاً من 3 آب إلى 15 آب 2023، وذلك دعماً للنساء الإيزيديات والأفغانيات، لِما عانينه من إبادة جماعية في التاريخين المذكورين".

وأوضح البيان "نحن في تحالف ندى، إيماناً منا بأهمية هذه الحملة، نعلن للرأي العام دعمنا ومشاركتنا الفاعلة في هذه الحملة، ونعرب عن امتناننا لمنظومة المرأة الكردستانية KJK لإطلاقها هذه الحملة الضرورية جداً، ونستذكر بهذه المناسبة كل الذين قضوا في الإبادة الجماعية المرتكبة في شنكال، وكل الذين قضوا في أفغانستان أيضاً؛ وندين بشدة الهجمات الوحشية المعادية للنساء والأطفال خصوصاً، وللشعوب العريقة عموماً، والتي طالت الشعب الإيزيدي في شنكال جراء هجمات مرتزقة داعش الإرهابية؛ وكذلك الهجمات الشنيعة التي طالت النساء الأفغانيات خصوصاً والشعب الأفغاني عموماً بعد تَسَلُّم حركة طالبان الحكم إثر انسحاب القوى الأمريكية".

وأضاف البيان "نؤكد بهذه المناسبة أننا سنكون دائماً وأبداً في صف الشعوب المظلومة والنساء المقهورة؛ ونعرب عن افتخارنا بالمقاومة الباسلة التي تخوضها نساء شنكال وأفغانستان دفاعاً عن وجودهن وحرياتهن وحياتهن وشعبهن".

وأشار البيان إلى أنه "في 3 آب 2014، شهد العالم أجمع إبادة جماعية وإبادة نسائية تقشعر لها الأبدان، ضد الشعب الإيزيدي العريق، حيث تخلت عنه القوى العسكرية التي زعمت أنها كانت تحميه من كل هجمات محتملة، وتركَته يواجه الإبادة الجماعية أعزلاً على يد مرتزقة داعش الظلامية، والتي دمّرت البنية التحتية في شنكال، وقتلت الآلاف بوحشية منقطعة النظير، واختطفت آلاف النساء والأطفال، وباعتهم في أسواق النخاسة التي افتتحتها في مختلف المدن والمناطق والبلدان، وعرَّضتهم لشتى أنواع الاعتداء والاغتصاب والتنكيل، وأجبرت الكثيرين منهم على تغيير ديانتهم ومعتقداتهم وثقافتهم وهويتهم، واستخدمت الأطفال وقوداً في حربهم الوحشية".

ولفت البيان إلى أنه بالرغم من مرور 9 سنوات على الإبادة الجماعية في شنكال، إلا أن مصير آلاف النساء والأطفال الإيزيديين المخطوفين لا يزال مجهولاً، ولا تزال شنكال معقل الشعب الإيزيدي تحت تهديد الإبادة الجماعية والمجازر "تواصل الدولة التركية هجماتها بشكل شبه يومي وبجميع تقنيات وأدوات وأنواع الحروب. كل ذلك يجري على مرأى ومسمع العالم أجمع، وسط صمت مُطبِقٍ ورهيب".

وعن وضع النساء في أفغانستان أوضح البيان "في أفغانستان تم تنفيذ هجمات وارتكاب مجازر مماثلة ضد النساء، بعد انسحاب القوات الأمريكية وتسليمها الحكم لطالبان في 15 آب 2021. والعالم أجمع يدرك مدى معاداة حركة طالبان للنساء الأفغانيات خصوصاً وللمجتمع الأفغاني عموماً، إذ تمارس أشد الممارسات رجعيةً ضدهم، وتُقصي النساءَ تدريجياً من الحياة الاجتماعية، وتحكم عليهن بالعبودية المنزلية؛ كل ذلك بمساعدةِ ودعم القوى الدولية والغربية، والتي تحاول مواراة كراهيتها للنساء من خلال أدواتها الإقليمية تلك، وتعمل على تعزيز عقلية الهيمنة البطرياركية بكل مؤسساتها وأجهزتها".

ويرى تحالف ندى أن إبادة النساء تعد جريمة ضد الإنسانية، ولكن لا يُعتَرَف بهذا الأمر حتى اللحظة، ما يؤدي إلى إفلات المجرمين من العقاب، بل ومكافأتهم حتى في العديد من الدول على هجماتهم المعادية للنساء، كما جاء في البيان "لا بد أن يكون هناك نضال نسائي مشترك فاعل وحاسم ضد سياسات الإبادة الجماعية وإبادة النساء. وهذا ما يؤكد ضرورة تأييدنا ودعمنا ومساهمتنا الفاعلة في الحملة التي أطلقتها منظومة المرأة الكردستانية KJK".

وطالب التحالف عبر البيان الجهات الدولية المعنية بمقاضاة ومحاكمة داعش وطالبان على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبتها وما تزال ترتكبها بحق الشعبَين الإيزيدي والأفغاني بصورة عامة، وضد النساء الإيزيديات والأفغانيات بصورة خاصة. ودلائل ذلك كثيرة وفيرة، بالإضافة إلى مساءلة ومحاسبة الدول والجهات التي لها دور مباشر أو غير مباشر في ارتكاب المجازر والإبادات في أفغانستان وشنكال.

ودعا البيان بالاعتراف الرسمي بإبادة النساء في شنكال "لقد اعترفت الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي والعديد من البرلمانات الوطنية بالوحشية التي ارتكبت في شنكال على أنها إبادة جماعية، ولكننا نطالبها بالمقابل بالاعتراف رسمياً بإبادة النساء أيضاً، وبذل جهود دولية حثيثة لتحرير آلاف النساء والأطفال الإيزيديين من قبضة داعش، وتأمين وضمان عودة آمنة للشعب الإيزيدي المهجَّر قسراً إلى موطنه، كما ندعو جميع القوى الدولية لدعم تعويض المتضررين في الحرب، وتطهير المناطق الملغومة من قبل المرتزقة وإعادة بناء مدينة شنكال".