طالبان تستحوذ على المساعدات المقدمة للناجين/ات من الفيضانات

لفتت النساء الناجيات من الفيضانات التي اجتاحت ولاية ميدان وردك، إلى أنه "سمعنا تقارير من مناطق مختلفة عن زواج قسري واعتداءات جنسية على النساء والفتيات من قبل طالبان".

بهاران لهيب

كابول ـ منذ أيام قليلة، اجتاحت السيول الناتجة عن هطول الأمطار الغزيرة عدة مناطق تابعة لولاية ميدان وردك بأفغانستان، منها منطقة جلريز، تشاك، سيد أباد، نرك، جاغاتو، وأدت إلى انجراف مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية ودمرت المنازل وحولتها إلى أنقاض.

تسببت الفيضانات التي اجتاحت ولاية ميدان وردك في خسائر بشرية ومادية كبيرة، ففي قرية تكانة التابعة لمنطقة جلريز، فقد ما يقارب 22 شخصاً حياتهم بينهم نساء وأطفال.

وقال أهالي ولاية ميدان وردك الذين غمرتهم المياه إن المدينة تشهد كل عام فيضانات، لكن هذا العام كانت الفيضانات "أفظع" لأنها دمرت العديد من المنازل وأودت بحياة الكثيرين، بين الساعة 1:30 والثانية صباحاً، كان الجميع نائمين عندما أيقظهم صوت "رهيب"، ليجدوا أنفسهم وسط المياه، وصعدت العائلات التي تعيش في الطوابق الأولى إلى أعلى طابق في المبنى هرباً من الفيضان، وبعد لحظات زادت شدة المياه وجلبت معها حجارة كبيرة تسببت في تدمير منازلهم، لذلك اضطروا إلى ترك منازلهم والبحث عن ملجأ في الجبل القريب منهم.

وقالت نادية زماني "رأينا فتاة مراهقة كانت قد فقدت والدتها ووالدها وشقيقتها، وأصبحت في حالة صدمة وحزن كونها فقدت أحبائها وتُركت مع أشقائها القصّر لتتحمل مسؤوليتهم".

وكان لكل واحد من الناجين نفس الخوف والرعب وفقدان كل ممتلكاتهم ومنازلهم ومواشيهم وأراضيهم الزراعية، وتدفقت الدموع في عيونهم، ولم يستطع البعض حتى التعبير عن آلامهم.

واستغلت حكومة طالبان الموقف وفكرت في ملء جيوبها فقط، وحاولت التواصل مع المؤسسات أو المتبرعين لمنحهم المساعدات أولاً، وبحسب مصدر خاص لوكالتنا، قام اثنان من المتبرعين بإحضار الطعام إلى المنطقة، ولكن لم تسمح لهم طالبان بإعطاء الطعام للمتضررين، وأرادت أخذ المواد منهم، لكن المتبرعين أصروا على توزيع المساعدات على الأهالي بإشرافهم.

وتم تقديم جميع التبرعات من قبل المنظمات التي تعمل في مجال الخدمات الإنسانية، كما أنها ساعدت الأهالي في انتشال الجثث من تحت الأنقاض، لكن طالبان حاولت السيطرة على كل شيء لإظهار أنها هي من جلبت المساعدات للمتضررين.

وتم نصب خيم للنساء والأطفال بعيدة قليلاً عن المنازل المدمرة، وكان عدد من العائلات قد أرسلت فتياتها إلى منازل أقاربهم حفاظاً على سلامتهن، لأن طالبان تقوم بدوريات حول المخيم ليلاً. وفي ساعات الليل، سُرقت العديد من التبرعات مثل السجاد والخيام والأطباق.

وقالت النساء الناجيات من الفيضانات "لسنا قلقين من ضياع متعلقاتنا، لكننا سمعنا تقارير من مناطق مختلفة عن زواج قسري واعتداءات جنسية من قبل طالبان على النساء والفتيات، لذلك اضطررنا إلى إرسال فتياتنا إلى أقاربنا حتى تكن في مأمن".