سردشت... حرائق "متعمدة" تلتهم عشرات الهكتارات من الغابات

تعمدت قوات الحرس الثوري الإيراني، خلال الأسبوع الماضي، إشعال النيران عدة مرات لتدمير الغطاء الحرجي في المناطق المحيطة بقواعدها العسكرية، ما أدى إلى حرق عشرات الهكتارات من الغابات.

روجين قادري

سردشت ـ مع الارتفاع الحاد في حرارة الصيف الأسبوع الماضي، تعمدت قوات الحرس الثوري الإيراني إشعال النيران في غابات مغطاة بأشجار البلوط في عدة أماكن، خاصة في المنطقة المحيطة بالقاعدة العسكرية بالقرب من قرية ليلانة ومنطقة آلان، مما أسفر عن احتراق عشرات الهكتارات بالكامل.

قامت الناشطة (ر. م) مع الأهالي بإطفاء حريق الغابة بالقرب من قرية ليلانة، الذي اندلع الأحد 30 تموز/يوليو الفائت، وقالت إن أحد المزارعين شاهد شخصين يرتديان الزي العسكري انطلقوا من القاعدة إلى الغابة أسفل قاعدة الحرس الثوري الإيراني في ليلانة، وبعد العودة إلى القاعدة، تصاعد الدخان من الغابة، ومن ثم توجه المواطنين إلى مكان الحريق وكانت النيران قد غطت مساحة واسعة، وحاولت قوات الحرس الثوري منع المواطنين من إخماد الحريق.

وعن الحريق الثاني الذي وقع حول نفس القاعدة العسكرية للحرس الثوري، أشارت إلى أنه بعد يومين من الحريق الأول، حدث حريق آخر على جانب آخر من القاعدة، مما أدى إلى احتراق 20 ـ 30 هكتاراً من الغابات، وكان المواطنون على يقين من أن هذا الحريق قد اندلع أيضاً من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني لإزالة الغطاء الحرجي حول القاعدة.

وقالت عن احتمال استهداف نشطاء مدنيين أثناء إخماد الحرائق "قبل الحريق، لم تكن هذه المنطقة فيها أي ألغام أو مخلفات حرب، وفي السنوات الماضية لم يحدث أي انفجار لمخلفات الحرب في تلك المنطقة، ولكن أثناء إخماد الحريق، حدث ما لا يقل عن 10 انفجارات للألغام والذخيرة في موقع الحريق، والتي ربما تكون قد وضعتها قوات الحرس الثوري الإيراني عمداً قبل الحريق".

وعن عدم وجود المعدات المناسبة الأهالي من أجل إخماد الحرائق، تقول "لم يأت إلى المكان سوى عدد قليل من أفراد قوى الغابات ولم يكن معهم أي معدات. كان جميع المتطوعين يطفئون النار بأيديهم ويستخدمون أغصان الأشجار، وحتى لم يكن هناك ماء للشرب وكان هناك ضغط كبير على القوى الشعبية".

ووقع حريق كبير آخر بالقرب من قرية هرزنة الخميس، الثالث من آب/أغسطس الجاري، بمنطقة آلان في مدينة سردشت، وأضرمت النيران في عشرات الهكتارات من الغابات في المنطقة، وقالت إحدى نساء القرية إنه "بعد سماع دوي انفجار قرب القاعدة الواقعة على أطراف القرية، لاحظ سكان القرية الآخرون الذين ذهبوا إلى المكان أن هناك آثاراً لإطلاق النار من القاعدة باتجاه الغابة، وإثر ذلك اشتعلت النيران في منطقة تالش وهرزنة لعدة ساعات. كما تم منع الأهالي من دخول المنطقة بحجة الموقع الحدودي لهذه القرى، وبسبب صعوبة الوصول إلى الغابة، التهمت النيران عشرات الهكتارات من الغابات".