سفارات إيران في الخارج تشهد احتجاجات ودعوة لتشكيل لجنة تحقيق محايدة

فتحت قضية مهسا أميني الباب مجدداً لمناقشة حقوق الإنسان والمرأة في إيران، البلاد التي يسيطر عليها نظام ديني متزمت منذ العام 1979.

مركز الأخبار ـ أشعل مقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني الداخل الإيراني وشرق كردستان، ولم تتوقف الاحتجاجات على المدن الإيرانية والكردستانية إنما احتج الإيرانيون والكرد ومختلف الشعوب في العالم على الجريمة النكراء التي ارتكبت بحق الشابة لكونها "لم ترتدي الحجاب بشكل مناسب".  

 

الإيرانيون في الخارج ينتفضون

تنديداً بوفاة الشابة البالغة من العمر 22 عاماً اندلعت احتجاجات عنيفة خارج سفارات إيران في كلٍ من بريطانيا وفرنسا واليونان، أمس الأحد 25 أيلول/سبتمبر.

ومنذ اسبوع تشهد العاصمة البريطانية لندن احتجاجات على الجريمة التي ارتكبت بحق الشابة لكونها "لم ترتدي الحجاب بالشكل المناسب"، ولكن أمس الأحد تم اعتقال عدد من المتظاهرين في لندن لأنهم حاولوا خرق خطوط الشرطة واقتحام مجمع السفارة.

كذلك قابلت الشرطة الفرنسية الاحتجاجات بالعنف فاستخدمت الغاز المسيّل للدموع وأساليب مكافحة الشغب لتفريق متظاهرين في العاصمة باريس، كانوا يتجهون إلى السفارة الإيرانية. وندد المتظاهرون بالعلاقات الودية بين فرنسا وإيران رغم أن الأخيرة تمارس انتهاكات واضحة لحقوق الإنسان وكان آخرها مقتل الشابة الكردية مهسا أميني.

فيما هاجم محتجون السفارة الإيرانية في العاصمة اليونانية أثينا، وكان قد تجمع نحو 200 شخص يوم السبت 24 أيلول/سبتمبر وسط العاصمة.

وكانت قد نظمت مظاهرات مناهضة للنظام الإيراني في عدة مدن حول العالم من بينها كندا والولايات المتحدة وتشيلي وفرنسا وبلجيكا وهولندا والعراق وشمال وشرق سوريا.

 

التعامل بـ "حزم"

رغم موجة الاحتجاجات الكبيرة التي تشهدها إيران وشرق كردستان إضافةً لمختلف بلدان العالم والتي لم تشهدها البلاد منذ عام 2019 عندما اتسعت رقعة الاحتجاجات رفضاً لارتفاع اسعار المحروقات لتغطي أكثر من خمسين مدينة، ووصل عدد الضحايا في ذلك الوقت بين المتظاهرين لأكثر من 300 ضحية بحسب منظمة العفو الدولية، إلا أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دعا لـ التعامل بحزم مع المحتجين ضد النظام والمظاهرات المناوئة له في عدة مدن حول العالم.

ووصف المحتجين بـ "المخلين بالأمن العام واستقرار البلاد" و"المحرضين على أعمال الشغب"، بالمقابل مر أكثر من أسبوع على الجريمة دون محاسبة الجناة بل تستمر التبريرات بكون الضحية أصيبت بنوبة قلبية وهي الذريعة التي لم تقنع المحتجين والذي استمروا بالتظاهر ولم تتوقف الاحتجاجات المناهضة للنظام منذ 16 أيلول/سبتمبر.

وكشفت لجنة حماية الصحافيين التي مقرّها الولايات المتحدة الأمريكية أن 17 صحافياً أوقفوا في إيران منذ بدء الاحتجاجات، كما أوقف أكثر من 700 شخص في محافظة واحدة في الشمال، وبحسب احصائية غير رسمية قتل 41 متظاهراً، وأعلنت منظمة "إيران هيومن رايتس" غير الحكومية ومقرها أوسلو مقتل ما لا يقل عن 57 متظاهراً.

وبينما تستمر الاحتجاجات قُتلت إحدى المشاركات وتُدعى حديث نجفي، وتبلغ الشابة 20 عاماً بعد استخدام الشرطة للرصاص الحي.

 

دعوة لتشكيل لجنة تحقيق محايدة

تجددت أمس الأحد التظاهرات الاحتجاجية لليوم العاشر على التوالي في العديد من المدن الإيرانية والكردستانية من بينها العاصمة طهران، طالبت بإسقاط النظام.

وأظهرت مشاهد انتشرت على نطاق واسع إيرانيات يحرقن حجابهن خلال الاحتجاجات، وطالب حزب "اتحاد شعب إيران الإسلامي" الذي أسسه مقربون من الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي النظام، بإنهاء عمل شرطة الأخلاق رسمياً والسماح بالتظاهرات السلمية، والإفراج عن الموقوفين، وإلى تشكيل لجنة تحقيق "محايدة" في مقتل مهسا أميني.

 

مطالب بإسقاط النظام وتضامن عالمي

في انتهاك صارخ لحرية التعبير كما قال مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يستمر انقطاع الاتصالات والإنترنت وتوقفت خدمتي واتساب وانستغرام في إيران حيث تم تقييد الوصول إلى الإنترنت بشكل صارم.

فيما دعا المخرج السينمائي أصغر فرهادي وهو أحد رموز السينما المستقلة في إيران شعوب العالم للتضامن مع انتفاضة المتظاهرين في إيران وشرق كردستان واصفاً النساء بـ "التقدميات والشجاعات اللواتي قدن الاحتجاجات من أجل حقوقهن".

وحمل المحتجون في اليوم التاسع من الاحتجاجات التي عمت إيران وشرق كردستان شعارات مناهضة للحكومة، وشارك في هذه الاحتجاجات الطلاب والنشطاء المدنيين رغم التضييق الكبير من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني خاصةً في مدن شرق كردستان وهتف المتظاهرون/ات "الموت للديكتاتور"، في إشارة إلى خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإيرانية.

واستمرت الاحتجاجات في سنه وسقز وبوكان وسردشت وشنو وكرمنشاه ومدن أخرى في شرق كردستان من خلال حرق قواعد الباسيج ولافتات الخميني وخامنئي وقاسم سليماني وحرق العلم الإيراني ومركبات قوات الأمن.  

كما خرج المتظاهرون أيضاً في أكثر من 20 مدينة في إيران بما في ذلك بوشهر وكرج وطهران وأصفهان وقم وكيش وسيستان وبلوشستان وخوزستان والأهواز وكرمان ورشت ومازاندران وكوهدشت وهمدان وشيراز وغيرها. وتصدى هؤلاء لقمع القوات الأمنية وطالبوا بإنهاء هذه الحكومة الاستبدادية.

كما واصلت القوات قمع المتظاهرين وقتل وجرح عدداً كبيراً من الأشخاص بالرصاص، كما تم اعتقال عدد كبير من المتظاهرين.

 

إضراب الطلاب

فيما أعلن عدد من الطلاب من جامعة طهران وجامعة العلامة الطباطبائي وجامعة تشمران الأهواز وجامعة بو علي حمدان وجامعة سهند وجامعة شريف للتكنولوجيا وجامعة إيران للعلوم الطبية وغيرها من الجامعات، مقاطعة الفصول الدراسية حتى إشعار آخر.

وأتى هذا الإعلان عبر بيانات منفصلة احتجاجاً على قمع التظاهرات السلمية من قبل الطلاب في الجامعات والاعتقال غير القانوني لعدد كبير من منهم، وقال الطلبة أنهم لن يعادوا حضور الفصول الدراسية حتى يتم تلبية الحقوق وإنهاء القبضة الأمنية وحل انقطاع الإنترنت.