'رد النظام الإيراني على الاحتجاجات كشف الفجوة الكبيرة بينه وبين الشعب'

يحمل الطلاب/ات راية الاحتجاجات وهذا ما دعا النظام الإيراني لزيادة الضغط على الجامعات التي انتفضت في مختلف المدن وحتى في قلب العاصمة طهران.

مركز الأخبار ـ برزت الحركة الطلابية بشكل كبير ورئيسي خلال الاحتجاجات الإيرانية على إثر مقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني حيث تم التأكيد على أن هناك جيل جديد من المحتجين يرفض الرضوخ للقوانين والممارسات المفروضة على الشعب والنساء في البلاد باسم تطبيق الشريعة.

 

"إضراب المعلمين"

من خلال بيان تم نشره اليوم الاثنين 3 تشرين الأول/أكتوبر دعا المجلس التنسيقي للنقابات العمالية للمعلمين الإيرانيين، لدعم الانتفاضة في جميع أنحاء البلاد، كما دعا المعلمين والطلاب إلى الإضراب والامتناع عن حضور الفصول الدراسية.

وأشار البيان إلى أنه "بينما بدأنا العام الدراسي الجديد في المدارس والجامعات، واجه المجتمع تحديات وآمال أكثر جدية. اليوم، طلابنا ومعلمونا صوتهم للمطالبة بالحقوق يتردد بصدى أعلى من أي وقت مضى وعلى الرغم من القمع إلا أنهم يناضلون بشغف من أجل الحرية والعدالة".

وأكد البيان أن المعلمون يناضلون منذ سنوات عديدة ضد هذا الشكل من التعليم، وعدم وجود تعليم مجاني وجيد وعدم الاعتراف بالحق في التنظيم، إضافةً للظروف المعيشية التي وصفها البيان بـ "البائسة".

ولفت البيان إلى أن النظام يستخدم القمع والترهيب والسجن "يتعرض العشرات من نشطاء المنظمات الثقافية في جميع أنحاء البلاد للاستهداف، والآن العديد منهم في السجن أو يواجهون اتهامات باطلة وخطر السجن لفترات طويلة والترحيل".

وأوضح البيان أنه بدلاً من الرد المنطقي والحكيم على جريمة مقتل مهسا أميني من قبل النظام لجأ الأخير للقمع والعنف، مضيفاً أن "حتى الآن قتل ما لا يقل عن مئة من أبناء وطننا الأعزاء وأصيب الآلاف من الشباب والشابات أو اعتقلوا. العديد من هؤلاء المتظاهرين هم طلاب سئموا، إلى جانب ملايين الإيرانيين من التضييق الذي لا يطاق، ويوجد المئات منهم الآن في السجن تحت التعذيب النفسي والجسدي".

وأكد البيان أن القوات الأمنية أتت مساء الأحد إلى جامعة الشريف ووقفت بالسلاح في وجه الطلاب لـ "إسكات أصوات هؤلاء الشباب الراغبين في حقوقهم". مشدداً على أن الاحتجاجات ورد النظام عليها كشف الفجوة الكبيرة بين الشعب وهذا النظام.

 

دعوة للوقوف إلى جانب الباحثين عن العدالة 

من جهته دعا المجلس التنسيقي للمنظمات النقابية والثقافية الإيرانية، القوات العسكرية وقوات إنفاذ القانون إلى أداء واجبها الرئيسي، وهو حماية أرواح المواطنين وسلامتهم، والوقوف إلى جانب المحتجين والباحثين عن العدالة.

وجاء في الدعوة أن الأفضل للجيش وقوات إنفاذ القانون أن يقفوا مع الشعب حتى لا يقعوا ضحية ممارساتهم في المستقبل عندما تنتصر ثورة الشعب.

وأعلن المجلس التنسيقي للمنظمات النقابية للمزارعين الإيرانيين دعمه القوي وتضامنه مع الموجة الواسعة من الاحتجاجات والإضرابات المطالبة بالعدالة وحقوق الشعب.

ويصادف الخامس من تشرين الأول/أكتوبر يوم المعلم العالمي لذلك دعا المجلس التنسيقي للجمعيات الثقافية الإيرانية المعلمين والطلاب للإضراب.

 

دعوة للإضراب عن الدراسة

وفي ذات السياق طالب المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين، في بيان، الطلاب بالامتناع عن الحضور، وأعلن عن دعمه وتضامنه القوي مع الاحتجاجات العامة والإضرابات.

وتم تعليق الدراسة بعد أعمال عنف ضد محتجين اعتباراً من اليوم الاثنين في جامعة شريف بطهران التي تعد أهم جامعة علمية في البلاد بعد الأحداث العنيفة عندما اعتدت القوات الأمنية على الطلاب فقد تجمع نحو 200 طالب/ة بعد ظهر أمس الأحد وألقت عليهم الغاز المسيل للدموع على الجامعة والاعتداء على الطلاب بالرصاص ورددوا شعار Jin jiyan azadî وتمت محاصرة الطلاب، فيما نشرت مقاطع فيديو تظهر أن الناس احتشدوا في الشوارع المجاورة لدعم الطلاب.

 

اعتقال 21 صحفياً منذ بداية الاحتجاجات

أعلن الاتحاد الدولي للصحفيين اليوم أن عدد الصحفيين/ات الذين تم اعتقالهم في الأيام الأخيرة ومع بدء الاحتجاجات على مستوى البلاد وانتفاضة الشعب الإيراني والكردي يتزايد يوماً بعد يوم ووصل إلى 21 شخصاً. وكانت مراسلون بلا حدود قد أعلنت في وقت سابق أن عدد الصحفيين المعتقلين يبلغ 23.

ودعا الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنتوني بيلانجر، إلى الإفراج الفوري عن الصحفيين قائلاً "نطالب السلطات الإيرانية بعدم استخدام تغطية الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد كذريعة لقمع وسائل الإعلام. لكل مواطن في إيران الحق في معرفة ما يجري".

يذكر أن عدد الضحايا ارتفع لـ 148 شخصاً منذ اندلاع الاحتجاجات في عموم مدن إيران وشرق كردستان، بحسب ما نشرته منظمة حقوق الإنسان الإيرانية وحملة نشطاء البلوش وأعلنت الأخيرة أن عدد الجرحى استهداف زاهدان في المجزرة التي حدثت في المدينة بتاريخ 30 أيلول/سبتمبر خلفت أكثر من 300 جريح.

ورداً على استمرار القمع وبحسب مجلة "دير شبيغل" الألمانية، فأن ألمانيا وفرنسا والدنمارك وإسبانيا وإيطاليا وجمهورية التشيك قدمت مقترحات بفرض عقوبات جديدة من الاتحاد الأوروبي على إيران بسبب قمع الاحتجاجات.