قطع الخدمات الأساسية عن غزة يفاقم معاناة النساء والأطفال

طالبت الناشطة ظريفة أبو قورة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف الهجمات التي أسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة، وفك الحصار المفروض على قطاع غزة.

رفيف اسليم

غزة ـ تشهد مدينة غزة في الوقت الحالي حصاراً مشدد من قبل إسرائيل، ففي الوقت الذي تشدد هجماتها المكثفة على كافة محافظات القطاع من أقصى الشمال حتى أقصى الجنوب، تنتهج سياسة فرض العقاب الجماعي على المدنيين من خلال قطع الكهرباء والمياه والاتصالات بشكل تام عن المدينة ومنع وصول الوقود والطعام.

قالت الناشطة ظريفة أبو قورة، إن الهجوم الحالي لم يشهد قطاع غزة مثيل له من قبل ومن يدفع ثمنه هم المدنيين من النساء والأطفال الذين قتلوا خلال ساعات متأخرة من الليل دون تلقيهم أي إنذار، بل ولا تزال العديد من الجثث تحت الركام لم يستطع العاملين في الدفاع المدني استخراجها حتى الآن نتيجة كثافة تلك الهجمات وشنها بشكل متواصل.

وأفادت أنه حتى في حالات الإبلاغ لإخلاء المنطقة بالكامل تجد النساء صعوبة كبيرة خاصة تلك القاطنات بالأماكن الحدودية والأبراج، فيشهد البرج السكني حالات تدافع على المخرج تؤدي إلى حدوث إصابات بالغة خاصة لدى الأطفال الصغار، لافتة إلى أن الأم لا تستطيع النجاة بنفسها دون اصطحاب أطفالها بالتالي قد لا تتمكن من الخروج قبل الوقت المحدد لقصف المنشأة السكنية والمقدر بـ 10 دقائق على الأكثر.

وأضافت أنه تزداد معاناة النساء اللواتي يعلن أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، في ظل عدم وجود مواصلات تعمل على نقلهن لأماكن أخرى نتيجة التدمير الكامل الذي لحق بالطرق الرئيسية الواصلة مناطق القطاع ببعضها البعض، وسقوط غالبية أبراج المدينة الشاهقة أرضاً، فقد تم استهداف خلال مساء البارحة فقط 160 مبنى بغضون ساعات، حتى باتت مدينة غزة كمنزل مهجور.

ولفتت إلى أن الوضع في المدارس لم يكن أفضل حالاً، فقد تم استهداف بعض منها بعدد من الصواريخ مما اضطرهم للبحث عن مدارس أخرى، بالتالي زاد الضغط على مناطق مركز المدينة التي بدأت إسرائيل استهدافها مؤخراً، مؤكدة أن النساء والفتيات في مناطق اللجوء تتعرضن لجملة من المضايقات في ظل حالة الفوضى التي تشهدها المدينة المحاصرة منذ بدء الهجوم.

وأكدت ظريفة أبو قورة، أنه "لا مكان آمن في قطاع يمكن للنساء الاحتماء به ولا ملاجئ متاحة للاختباء من ذروة الهجمات التي يشنها الطيران الحربي وبأسلحة تستخدم لأول مرة، بالمقابل توفر إسرائيل لرعاياها الملاجئ والطعام والشراب والكهرباء التي لا تنقطع عنهم طوال 24 ساعة، بينما تصل حالات القطع في غزة لأكثر من 36 ساعة مقابل 4 ساعات وصل".

وبينت أن الهجمات دمرت بعض المراكز والمؤسسات الأهلية التي تقدم خدماتها للنساء نتيجة وقوعها بشكل ملاصق للأهداف، مما يعني غياب تلك الخدمات أو تعطلها لحين استعادت قواها من جديد، في الوقت الذي يعتبر تقديم تلك الخدمات فيه هو جل ما تحتجن إليه سواء على الصعيد النفسي أو المادي بعد التشريد والمجازر التي عايشنها طوال الأيام الماضية.

وأشارت إلى أن "استمرار ضرب المدنيين من النساء والأطفال بقنابل الفسفور سيؤدي إلى كارثة صحية منها حالات الاختناق وتشوه الأجنة وزيادة حالات الإجهاض، والموت إذا ما كانت المستهدفة مريضة ربو"، في ظل إعلان وزارة الصحة عن خروج بعض المشافي عن العمل نتيجة قصفها واستهداف عدد من الإسعافات التي تنقل المرضى وانقطاع الكهرباء بشكل كامل بالتالي توقف أقسام العناية المركزة، مع ازدياد الحالات التي تنتظر العلاج بساحة المشفى وأروقتها نتيجة العجز بالأسرة.

ونقلت ظريفة أبو قورة، أن وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" تحدثت عن عملية تبادل الأسيرات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بشكل مبدئي لإعادة كل منهن إلى ديارهن وإيقاف التجاوزات التي تقوم بها سلطات السجون بحق الأسيرات الفلسطينيات منها العزل والضرب والتنكيل والإرهاب بالكلاب البوليسية ومنع وصول العلاج للمريضات منهن بالسرطان واحتجازهن في أماكن تفتقر للمقومات الإنسانية.

ونوهت ظريفة أبو قورة أنه على إسرائيل التوقف عن انتهاكاتها بحق النساء في الضفة الغربية على الرغم من تقديم عدة شكاوى للأمم المتحدة كما حدث مؤخراً مع نساء الخليل، وعلى الحواجز في كل يوم وضربهن بشكل مبرح في باحات المسجد الأقصى بشكل استفزازي ومنعهن من الدخول أو الصلاة وهن عزل لا تشكلن أي تهديد على الجنود المنتشرين في باحات المسجد.

وشددت على أن استمرار الهجمات يعني زيادة الخسائر البشرية والمادية وجعل الفئات الأضعف في المجتمع تعاني بفعل تردي الأوضاع الاقتصادية وجر المنطقة إلى كارثة إنسانية جديدة، بالتالي تطالب المجتمع الدولي بفورية التدخل لوقف إطلاق النار وفك الحصار المفروض على قطاع غزة.