قلق دولي من الأوضاع الانسانية والانتهاكات في السودان

يعيش الملايين في السودان اوضاع انسانية صعبة جراء النزاع المستمر الذي أدى إلى انعدام الأمن الغذائي، حيث فقد العديد من الأطفال حياتهم بظروف مرتبطة بسوء التغذية.

مركز الأخبار ـ في وقت يشهد فيه السودان اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ قرابة خمسة أشهر طالبت العديد من المنظمات والخبراء إلى وقف اعمال العنف التي راح ضحيتها الألاف من المدنيين.

كشف منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة بالإنابة في السودان أمس الخميس 17آب/أغسطس في بيان عن مقتل تسعة عشر من العالمين في مجال الإغاثة في 17 هجوم ثلاثة منهم من برنامج الأغذية العالمي وإصابة آخرون بجروح في اليوم الأول لاندلاع القتال، أثناء تواجدهم في الميدان لتقديم المساعدات في منطقة كبكابية بشمال إقليم دارفور، مطالباً بمحاسبة مرتكبي الهجمات على عمال الإغاثة والمساعدات.

وأفاد المسؤول الأممي بأن السودان أصبح من أكثر المناطق خطورة وصعوبة على العاملين في المجال الإنساني، حيث تعرض ما لا يقل عن 53 مستودعاً للمساعدات الإنسانية و87 مكتباً للنهب، مؤكداً أن استهداف العاملين في المجال الإنساني يخالف قواعد الحرب وفقاً للقانون الدولي الإنساني ويجب ضمان سلامتهم.

وأضاف أنه يجب على طرفي النزاع الالتزام بنصوص اتفاق إعلان المبادئ في «منبر جدة» بوساطة سعودية أميركية، الذي ينص على حماية المدنيين السودانيين والعاملين في المجال الإنساني في البلاد، لافتاً إلى أن طرفي النزاع أكدا على الامتناع عن مهاجمة أو مضايقة أو الاحتجاز بشكل تعسفي، أو تدمير أو نهب إمدادات الإغاثة والمنشآت والمواد والوحدات.

وأبدى عدد من خبراء الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن التقارير التي أفادت بالاستخدام الوحشي والواسع النطاق للاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي من قبل قوات الدعم السريع خلال النزاع مع الجيش السوداني منذ قرابة الأربعة أشهر.

ولفت الخبراء إلى أن النزاع أدى إلى عواقب إنسانية وخيمة حيث قتل نتيجة الاشتباكات الألاف المدنيين ونزح الملايين، داعين إلى إنهاء انتهاكات القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.

وقال الخبراء في بيان صحفي أنهم قلقون بشأن التقارير المستمرة عن الانتهاكات المرتكبة من قبل قوات الدعم السريع بما في ذلك تقارير تفيد بتعرض نساء وفتيات للاختفاء القسري وإجبارهن على العمل واستغلالهن جنسيا.

وأكد الخبراء أن النساء والفتيات السودانيات في المراكز الحضرية في دارفور يتعرضون بشكل خاص للعنف، مضيفين بأن هناك عراقيل تواجههم للوصول إلى الضحايا بسبب الاشتباكات المستمرة الذي يحد من إمكانية الوصول إلى الضحايا والمناطق المتضررة وتقديم المساعدة لهم بما فيها الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية حيث تشير العديد من التقارير إلى الاستهداف المباشر للنساء المدافعات عن حقوق الإنسان.

وطالب الخبراء قوات الدعم السريع أن تتعهد بالالتزامات الإنسانية والحقوقية بما في ذلك منع وقوع العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس والاتجار بالبشر.

وبدورها طالبت الولايات المتحدة الأمريكية أمس الخميس الجيش السوداني وقوات دعم السريع إلى وقف القتال في نيالا جنوب دارفور والعديد من المناطق التي تشهد اشتباكات مستمرة وتتسبب بوقوع ضحايا من المدنيين.

وفي بيان صادر عن المتحدث باسم الخارجية الأميركية بأنه "يجب ألا يدفع المدنيون الثمن النهائي للأعمال غير المعقولة للأطراف المتحاربة، وعلى طرفين النزاع الامتثال لالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي بما في ذلك تلك المتعلقة بحماية المدنيين".

ونقلت صحيفة "الغارديان" بأن الاشتباكات المستمرة في السودان دفعت الملايين إلى مواجهة انعدام الأمن الغذائي حيث أكدت وكالات الإغاثة أنه من المتوقع أن يعاني 1.5 مليون طفل إضافي من الجوع بحلول أيلول/سبتمبر من العام الجاري.

وأفادت وسائل إعلام سودانية أن نحو 132 طفلاً فقدوا حياتهم بظروف مرتبطة بسوء التغذية في ولاية القضارف الشرقية، حيث حذرت منظمة "أنقذوا الأطفال" أنه مع نزوح أربعة ملايين شخص وخارج البلاد سيواجه الكثير منهم الجوع أكثر من أي وقت مضى منذ بدء النزاعات في السودان، داعياً قادة المساعدات الإنسانية إلى وقف فوري للأعمال العدائية وحذرت المجتمع الدولي من أنه "لا يوجد عذر للانتظار" للعمل على وقف الصراع "بينما يضيع أطفال السودان".