نساء مقاومات في المهجر: لم نرضخ لاستهدافات المحتل للبنى التحتية بل خلقنا البدائل

أكدت نساء مقاطعة عفرين وحي الشيخ مقصود أن مخطط الدولة التركية باستهداف البنى التحتية لإضعاف الشعب لن ينجح كونهن مررن بهذه المواقف سابقاً وخلقوا البدائل والحلول بدلاً من الرضوخ، مشددات على أن الموقف ذاته سيكون سائداً في أرجاء شمال وشرق سوريا.

فيدان عبد الله

الشهباء/حلب- خلال مدة أقصاها 72 ساعة استهدف الاحتلال التركي أكثر من 145 موقعاً حيوياً من مواقع توليد الكهرباء، المياه، الطاقة بالإضافة للمشافي والمدارس، حيث يسعى باستهدافه للبنية الأساسية والتحتية إلى سد طرق المقاومة والحياة أمام شعوب شمال وشرق سوريا وتدمير جهود وخدمات الإدارة الذاتية الديمقراطية في المنطقة إلا أنه يواجه مقاومة جبارة وإرادة قوية تتخطى جميع العوائق والصعوبات التي يخلفها.

يشن جيش الاحتلال التركي عبر طائراته الحربية والمسيّرة ومدافعه منذ 4 تشرين الأول/أكتوبر، هجمات مكثفة على مناطق شمال وشرق سوريا، والتي خلفت العديد من القتلى والمصابين، كما أن القصف خلّف أضراراً مادية بالغة في المنشآت الحيوية والخدمية.

وحول مدى إرادة وقوة شعوب شمال وشرق سوريا في التصدي للعدوان التركي والوقوف مع الإدارة الذاتية الديمقراطية والتمسك

بها

 قالت سلمى حبيب من مهجرات عفرين والقاطنة في مخيم المقاومة بمقاطعة الشهباء أن الاحتلال التركي في الأيام الأخيرة صعد من هجماته وعدوانه على مناطق شمال وشرق سوريا ويستهدف الأماكن الحيوية والاقتصادية على وجه الخصوص، كالمشافي، والمنشآت الحيوية.

وأوضحت أنهم يواجهون حتى يومنا الراهن الكثير من الصعوبات والعوائق بسبب نزوحهم قسراً لمقاطعة الشهباء من حيث مستلزمات الحياة الأساسية بعدما فقدوا مصادر رزقهم وغيرها من أساسيات الحياة كمحروقات، المياه، الأدوية وغيرها الكثير من ضروريات.

وأكدت أن هذه الصعوبات لم تكن عائقاً أمام إصرارهم على المقاومة والوقوف مع الإدارة الذاتية الديمقراطية حيث أنهم بأدوات البلاستيك والخشب وأكياس النايلون يعدون طعامهم في حال عدم توفر الغاز والشيء ذاته في كل شتاءٍ مر عليهم خلال السنوات الخمسة المنصرمة، ويحاولون الاعتماد على الأعشاب المتوفرة من طبيعة المنطقة لمعالجة أمراضهم في ظل عدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية.

 

بدورها أشارت هيفين محمد إلى أن سنوات الأزمة السورية وخاصةٍ الخمس سنوات المنصرمة من الاحتلال التركي على عفرين وتهجيرهم قسراً لمخيمات الشهباء أنساهم كيفية استخدام الأدوات الكهربائية وغيرها من الأشياء التي تسهل الحياة اليومية على العكس تماماً فأن كل شيء في حياتهم يؤمن بصعوبة وشقاءٍ كبير.

وأكدت أن "هجمات ومساعي الاحتلال التركي في ضرب مشروع الأمة الديمقراطية وكسر إرادة شعوب شمال وشرق سوريا باستهدافه للمواقع والأماكن الحيوية في المنطقة لن تصل إلى مبتغاها مهما حاول، فنحن شعبٍ ذاق الكثير من الويلات والحروب وصمم على الصمود والمقاومة وعدم الرضوخ والاستسلام".

 

في السياق ذاته قالت قدرية مصطفى "الاحتلال التركي أتبع الكثير من الطرق والوسائل لكسر إرادة الشعوب في شمال وشرق سوريا وحينما وجد أنه ضعيف أمام قوة وتمسك الشعب بأرضه وقضيته لجأء إلى استخدام اقتصاد ومصادر الحياة لدى أهالي المنطقة باستهداف مواقع المحروقات، المياه، الكهرباء وغيرها من الطاقة الحيوية".

وشددت على أنهم متمسكون بقضيتهم وبإدارتهم الذاتية الديمقراطية مهما ازدادت الصعوبات عليهم وسيواصلون المقاومة فهم على ثقة بقواتهم وإدارتهم التي سيكون النصر حليفهم.

 

ومن أهالي حي الشيخ مقصود التي كانت من أولى المناطق التي تعرضت للهجمات والحصار أوضحت فاطمة محمد أنه في عام 2016 تعرض حي الشيخ مقصود لقصفٍ همجي باستخدام جميع أنواع الاسلحة الثقيلة منها المحرمة دولياً وذلك على يد أكثر من 27 فصيلة وكتيبة من المجموعات المسلحة.

وبينت أنهم بأبسط الأشياء وبالتخلي عن الكثير من ضروريات ومقومات الحياة تمسكوا بمقاومتهم في حييهم الذي كان صغير الجغرافيا إلا أنه كان ذو رد فعلٍ صارم وقوي بوجه المجموعات المسلحة المدعومة من الاحتلال التركي.