نساء عفرين: بالمقاومة يمكن تحقيق النصر

قالت نساء عفرين المهجرات اللواتي تمكثن في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا، أن ضمان العودة إلى عفرين هي المقاومة وأنها السبيل الوحيد لتحقيق النصر.

حسناء محمد

الشهباء ـ نزوح المرء من أرضه ودياره هي أشد المواقف إيلاماً في الحياة. حيث يكون الهم الوحيد له هو مواصلة حياته فقط لتحقيق حلمه بالعودة إلى أرضه، ويعاني مهجرو عفرين من هذا الألم منذ خمس سنوات، ولا تلتئم جراحهم جراء ابتعادهم عن أرض أجدادهم.

في الثامن عشر من آذار/مارس 2018، بعد 58 يوماً من المقاومة نزح مئات الآلاف من أهالي عفرين من أراضيهم بسبب الاحتلال التركي ومرتزقته، وانتقلوا إلى مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا. في هذا المكان، استقر المهجرون في مخيمات اللاجئين والبيوت المدمرة.

في مناطق النزوح يواصل العفرينين مقاومتهم في المرحلة الثانية من مقاومة العصر بعزم وإصرار منذ اليوم الأول وحتى اليوم الراهن. مهجرو عفرين، الذين يعيشون الآلام والصعوبات والحرمان في الحياة بسبب الحصار الذي تفرضه حكومة دمشق، لم يوقفوا مقاومتهم ونضالهم، لأنهم يعرفون أن المقاومة وحدها هي ضامنة لعودتهم.

 

"سنضحي بأكبادنا من أجل عفرين"

أكدت خندل محي الدين والدة الشهيد شيندا بوطان، التي ضحت بابنها من أجل تراب عفرين، على أنها ستعود إلى عفرين بفضل أبنائها "لقد نزحنا من أرضنا منذ خمس سنوات، وهذه أكبر معاناة للأهالي، مقاومتنا وكفاحنا فقط من أجل العودة إلى عفرين. إننا نعاني الكثير من الصعوبات في الحياة جراء النزوح، لكننا نتحمل كل هذه المعاناة والصعوبات فقط من أجل الوجود والعودة إلى عفرين، وسوف نضحي بأبنائنا من أجلها ولسنا نادمات على ذلك. إننا أمهات الشهداء، ندعم قواتنا ونسير على درب أبنائنا، ضحيت بابنتي في مقاومة العصر للدفاع عن عفرين وسأضحي بمزيد من أبنائي من أجلها، وسأتبع نهج شهدائنا ونحقق أحلامهم في وطن حر".

 

يعيشون كل يوم على أمل العودة

وقالت ميديا الحاج أحمد وهي إحدى مهجرات عفرين، أن هدفهن بالعودة إلى عفرين حرة سيتحقق يوماً ما "نزحنا من عفرين إلى الشهباء بسبب الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة له. عفرين لم تغادر ذاكرتنا وخيالنا أبداً، ونواصل حياتنا ومقاومتنا في المرحلة الثانية من مقاومة العصر على أمل العودة إلى عفرين، ونحن مصممين على النضال. أهالي عفرين المهجرين المقيمين في الشهباء يداوون جراحهم بأنفسهم مع بعضهم، ويتجاوزون مصاعب ومعاناة الحياة. عفرين لنا".

 

"عفرين رويت بدماء أبنائها ولن نتخلى عنها"

من جانبها قالت مريم حنان إنهم يذكرون اسم عفرين كل يوم ولم ينسوها "نقضي أيامنا على ذكر اسم عفرين، وأمل العودة إليها. جراح وآلام الخروج من عفرين تتجدد كل يوم. نحن عازمون على مقاومتنا لأن هذه المقاومة ستضمن عودتنا، نزحنا بعد أسبوعين من استشهاد ابنتنا دفاعاً عن عفرين، وسوف نكون أوفياء لدماء أبنائنا ولن نتخلى عنها. عفرين رويت بدماء أبنائها، ونعاهد أيضاً بأننا لن نوقف مقاومتنا حتى نعود إلى عفرين، وسنثبت للعالم أن المقاومة وحدها هي التي يمكنها الانتصار على الاحتلال".