نساء بدليس تنددن بالانتهاكات المرتكبة بحق الأهالي والطبيعة

أثناء حظر التجول المعلن في قرية خلابور التابعة لمدينة بدليس بشمال كردستان، أقدم الجنود على نهب بساتين القرويين وقطع أشجارهم، وقالت نساء القرية إن "الجنود يرتكبون هذا الاضطهاد ضدنا لأننا لم نصوت لصالحهم".

مدينة مامد أوغلو

بدليس ـ في الثاني من تموز/يوليو، أعلن حظر تجول بمنطقة خيزان في بدليس والقرى التابعة لها، وخلال أيام الحظر، تعرضت القرى لقصف مكثف، وبينما اشتد الصراع والقصف الجوي، اقتحم الجنود بساتين القرويين بالجرافات في منطقة خيزان المعروفة بطرقها الجبلية والمنحدرة ودمروا مصدر دخل الأهالي الوحيد.

في قرية خلابور المتواجدة على منحدر جبلي وتشتهر ببنيتها التاريخية وحدائقها، لم يتمكن القرويين من مغادرة منازلهم لأيام بسبب القصف الجوي المتواصل على القرية، وخلال تلك الفترة لم يتمكنوا من الحصول على المياه، ولا اصطحاب حيواناتهم للرعي، واقتحم الجنود بساتين الفاكهة والجوز من الطريق الرئيسي وعلى طول المنحدر الجبلي مستغلين حالة الحظر، وأقدموا على قطع الأشجار التي كانت مصدر رزق لأهالي القرية.

وقال الأهالي إن الأضرار التي لحقت بقراهم أثناء الاشتباكات لم تشهدها أي من القرى الأخرى، لخصت حورية ناس إحدى نساء قرية خلابور، الوضع بعبارة "إنهم يقدمون على فعل كل هذا الدمار لأننا لم نصوت لصالحهم".

 

"لم يتبقى لدينا شجرة سليمة"

وذكرت حورية ناس، إن بستانها تعرض للنهب أثناء الحظر، وتعمل منذ أيام على جمع الأشجار المتبقية، مشيرةً إلى إنها تذهب إلى بستانها في كل يوم وتفكر بحيرة فيما يجب عليها أن تفعله "لم يتبقى لدينا أي شيء، جاؤوا إلى هنا بعثروا كل شيء ونهبوا البستان وغادروا. لقد كان هناك بستان يمتد حتى الأسفل، والآن هناك طريق بديل منه، خسرنا كل شيء الأشجار والثمار، خسارتنا جسيمة، لقد بذلنا كل هذا الجهد وعملنا كثيراً في بساتيننا، وفي غضون يوم أو يومين ذهب كل ذلك في مهب الريح".

وأضافت "لقد فعلوا ذلك بنا لأننا لا نصوت لهم، هذه المعاداة، الظلم، الإهانة، وكل شيء من أجل الأصوات، لم يحدث مثل هذا النهب في القرى الأخرى. لم نتمكن من منعهم، فعندما قلت لهم أنني سأقدم شكوى ضدهم، أجابوني بأن الحكومة هي من ترسلهم إلى القرية"، متسائلة "هل حقاً أرسلتهم أنقرة إلى القرية للقيام بهذا النهب والسرقة؟".

 

"حتى لو مت لن أغادر قريتي"

أشارت حورية ناس إلى أن قريتهم أحرقت بالكامل في عام 1994، لأنهم لم يقبلوا ضغط حراس القرى وأنهم عادوا إليها بعد سنوات، لافتةً إلى تطبيق نفس السياسات التي طبقت آنذاك، ورداً على السياسة المتبعة قالت "حتى لو قاموا بقتلي في هذه المرة لن أغادر قريتي أبداً".

وأضافت "إلى متى سيستمر هذا الظلم؟ حتى لو وصل الأمر لحد موتي، سأبقى هنا ولن أرحل عن أرضي، إلى أين سنرحل ونترك ممتلكاتنا الخاصة؟".

 

"لن نغادر مكاننا"

ولفتت فاطمة أوزمن إلى تدمير بساتينهم وقطع أشجار التفاح والجوز، وذكرت أنه لم يسمح لهم بمغادرة المنزل خلال تلك الفترة "لقد أحضروا آليات البناء الضخمة واقتلعوا جميع الأشجار، لم يبق للفلاحين أي ممتلكات، والآن يقولون إنهم تقدموا بطلب، ولكن هل بالإمكان تقديمها ضد من قام بتدمير هذا المكان؟، إنهم يفعلون كل هذا لكي نخرج من القرية، ولكن هذه المرة لن نخرج أبداً، حتى وإن أتوا وقتلونا لن نغادر قريتنا".

بدورها أشارت قيمت آلات إلى أنه بعد عملية الاشتباكات تم توقيف شابين واعتقلوهم في القرية بدون أي جرم يذكر، وأن هذا الاضطهاد مستمر منذ سنوات، مضيفةً "خدعونا بقولهم لنا بأن هناك حظر، ودخلوا بساتين القرية، قالوا "هناك عملية" ولكنهم كانوا يقومون بقطع الأشجار وإتلافها، لم يتبقى في القرية شجرة يحتمى القرويين في ظلها، ليس بإمكان أي أحد تقبل وضعاً كهذا، كفى فلينتهي هذا الاضطهاد، طوال فترة الحظر كانت الطائرات تحوم فوقنا كالذباب، كانوا يلقون بالقنابل طوال الوقت، لم يكن بإمكاننا الخروج من المنزل حتى من أجل جلب المياه من النبع".