نساء بدليس: لن نخرج من منازلنا وقرانا مهما حدث

يستمر الحصار في قرية باينداس (سوغوتلو) التابعة لتطوان بمدينة بدليس التي تشهد عمليات عسكرية منذ خمسة أيام، تعرضت نساء القرية خلالها للعديد من الصعوبات، وتم اعتقال ثلاثة منهن.

مدينة مامد أوغلو

بدليس ـ اندلعت اشتباكات عنيفة وقصف في القرية، واستمرت لخمسة أيام، ومن ثم تمركز الجنود في المنطقة الجبلية، خلال تلك العملية العسكرية تم اعتقال ٣ أشخاص من بين الأشخاص الثمانية الذين تم توقيفهم، من بينهم كرم أفراس وهو أحد القرويين الذي اعتقل بتهمة "المعاونة والتحريض"، وقد تعرض لتعذيب شديد أثناء توقيفه.

 

لم تتمكن عائلة أفراس من العودة لمنزلها منذ أيام

أوضحت مميخان أفراس زوجة أخ كرم أفراس الذي اعتقل وتعرض للتعذيب، أنهم سمعوا صوت الاشتباكات أثناء قيامهم بإعداد خبز التنور، وعند خروجهم رأوا بأن هنالك جنود في القرية، مشيرةً إلى أنهم لم يستطيعوا الذهاب لحلب أغنامهم، وقد توجه إليهم حارس القرية وقام بإخراجهم من المنزل واصطحابهم إلى دائرة الشرطة.

 

"عذبوه وقالوا إنه سقط على الأرض"

وأضافت "بعد أن ذهبنا إلى الحقل، سمعت صوتاً قادماً من أجهزة الجنود اللاسلكية يقول أحدهم (ألقينا القبض على إرهابي)، عندما اعتقلوا كرم أفراس كان يسقي الحقل، لقد كسروا أضلاعه وعذبوه كثيراً، ثم جاءوا إلينا وقالوا (سوف نقوم بتفتيش المنزل)، قلت لهم حينها أنهم لا يمكنهم تفتيش المنزل دون الإفراج عن كرم، لقد أهانونا واضطهدونا لسنوات، لم أقبل بتكرار ذلك، ومن ثم أخرجوه من الدبابة، كان قد أصيب بالعمى من شدة التعذيب، عندما سألتهم لماذا فعلوا ذلك؟ قالوا بأنه قد "سقط على الأرض"، فأجابهم كرم قائلاً "أنا لم أسقط، لقد قمتم بتعذيبي"، وبعد ذلك أعادوه إلى الدبابة وذهبوا، إن الرجل الذي يقوم بسقاية أرضه بنظرهم إرهابي، هم في الأساس يعتبرون كل شخص كردي إرهابياً".

 

"ألقوا قنبلة دخانية في حظيرة الماشية"

ولفتت إلى أن الجنود فتشوا المنزل بأكمله "لم يتبقى مكان في المنزل ولم يبحثوا فيه أو يفتشوه، حتى أنهم أزالوا ألواح الأرائك وقاموا بتفتيش داخلها، ألقوا قنابل دخانية داخل حظيرة الماشية وفحصوا ما إذا كان هناك أي شخص هناك، مكثوا بالقرب من منزلنا لمدة ٥ أيام، ولم نتمكن من النوم في المنزل أو تناول الطعام، كنا نقيم في تلك الأيام في منزل جيراننا".

 

"حتى لو بقيت بمفردي أو مُت هنا لن أتخلى عن أرضنا"

وأشارت إلى أنهم لم يقبلوا هذا الاضطهاد ضدهم "لن أغادر قريتي أبداً"، مبينة أن هذا الضغط المطبق على عوائلهم لا معنى وأساس له "أي ضمير بإمكانه تقبل هذا؟ هل يعتقدون أن ما يقومون به هو أمر صائب؟ بقت قريتنا ومنازلنا فارغة لسنوات، كان أشخاص آخرين يقومون باستخدام منازلنا، لقد أتينا إلى هذه القرية منذ ١١ عاماً، ولن أخرج منها مرة أخرى، لن أترك أرضي ومنزلي لأي شخص آخر، حتى لو قاموا بقتلي أو بقيت هنا بمفردي فلن أغادر منزلي، ليس لأي أحد حق علينا، حتى إن أستمر هذا الوضع لمئة عام فلن أتراجع عن موقفي".

 

"انتظرنا في الدائرة العسكرية لساعات"

من جانبها تقول ساكينة أفراس زوجة كرم أفراس أن الجنود قاموا باحتجاز ثلاثة نساء من عائلته معه في الدائرة لساعات ولم يسمحوا لهن حتى بشرب الماء "لم يسمحوا لي بالدخول إلى منزلي لشرب الماء، لقد أخذوني أنا وامرأتان معي في المنزل إلى ساحة القرية، أخذونا إلى هناك في الثامنة صباحاً وأبقوا علينا محاصرين في دائرة الجنود تحت الشمس الحارقة حتى الساعة الثانية بعد الظهر، وقفنا هناك لساعات عديدة بدون ماء".

وأشارت إلى أنهم تعرضوا لضغوط نفسية وعرضت الدائرة العسكرية المال عليهن للإجابة على أسألتهم "كنا الوحيدين في القرية ممن تم أخذهم إلى تلك الدائرة، دخل جميع أهالي القرية إلى منازلهم، بينما لم يسمح لنا بفعل ذلك، عندما ردت عليهم ابنة أخي التي كانت برفقتي، عرضوا علينا المال وقالوا لنا (إذا كنتم تعلمون مكانهم، أخبرونا به وسوف نقدم لكم الدولارات)"، مضيفةً "عندما رأيت كرم داخل المركبة إسودت دنياي، توجهت فوراً إلى الدبابة وبدأت بلكمها".

 

"نريد أن نعيش بسلام على أرضنا"

وقالت في ختام حديثها "عندما وصلوا إلى المنزل، طلب مني الجنود دخول المرحاض والحمام قبلهم كانوا يظنون أن هناك قنبلة، لم يتبقى مكان في المنزل ولم يقوموا بتفتيشه، ما قاموا به ليس عادلاً، بعد التفتيش والبحث أخذوا القرويين من القرية، مهما تحدثنا عما حدث لن نتمكن من وصفه أبداً، كفى نريد أن نعيش بحرية على أرضنا دون أن نتعرض للقمع والاضطهاد، نريد أن نعيش مثل كافة الناس بسلام داخل منازلنا".