ناشطات في المؤتمر النسوي: بالوحدة النسائية سنبلغ أهدافنا في بناء حياة ديمقراطية حرة

أكدت ناشطتان شاركتا في المؤتمر الإقليمي النسوي، على أهمية الرؤية النسائية المشتركة والوحدة لتعزيز التضامن والتكاتف في وجه كل ما يعيق أو يعرقل بلوغ الأهداف النبيلة في بناء حياة اجتماعية ديمقراطية وحرة.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ ضم المؤتمر الإقليمي النسوي "تجارب الحركات النسائية في الخروج من الأزمات" أكثر من مئة مشاركة من 12 بلداً، حيث تناول دور المرأة المحوري في مواجهة أزمات المنطقة، والتوعية بحقوقهن، فضلاً عن تسليط الضوء على مسيرة وفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان رفيق درب المرأة، والضغط على المجتمع الدولي لإطلاق سراحه والسماح بزيارته والاطمئنان على حالته الصحية وفقاً للقوانين الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.

سلطت عضو اللجنة التحضيرية ونائبة رئيس رابطة نوروز الثقافية وممثلة مكتب العلاقات الخارجية لمؤتمر ستار في لبنان حنان عثمان في مؤتمر "تجارب الحركات النسائية في الخروج من الأزمات" الضوء على نضال النساء وتجاربهن، فضلاً عن استهداف الرائدات منهن من قبل القوى الظلامية، وتحدي الهجمات التي تطاول الديموغرافيا والجغرافية الكردية، وتناول المؤتمر فكر القائد عبد الله أوجلان بدعم مسيرة حرية المرأة، إضافة إلى ما يتعرض له من ظلم وانتهاكات لحقوقه الإنسانية في سجن إمرالي في تركيا.

وقالت حنان عثمان "تميز هذا المؤتمر بعمقه من جميع الجوانب القانونية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وتطرق إلى أمور عديدة وخصوصاً الأزمات والمشاكل التي تعانيها المرأة في بلاد عدة، ولا سيما في الأجزاء الأربعة من كردستان، وفي ظل انتهاكات الاحتلال التركي ومرتزقتها التي يتم من خلالها استهداف النساء القياديات والرائدات بالمجتمع، والهجمات التي تطال الجغرافيا الكردستانية والتغيير الديموغرافي الذي يطال كردستان، وفي اليوم الثاني تطرقنا إلى فكر القائد عبد الله أوجلان في مسيرة حرية المرأة".

وأكدت على أن إرادة المرأة الحرة لا يُعلى عليها، فرغم كل السياسات والممارسات البطرياركية المناهضة والمعادية للنساء ولإرادتهن وريادتهن وللنضال النسائي في مختلف بلدان المنطقة، إلا إننا نجتمع في كل مرة، لنؤكد أن صمام الأمان لجميع بلدان وشعوب ونساء المنطقة، يمر من الوحدة النسائية، ومن العمل النسائي المشترك، ونشدد بذلك على تمسكِنا بالرؤية النسائية المشتركة وبالمواقف التي تعزز تضامننا وتكاتفنا في وجه كل ما يعيق أو يعرقل بلوغنا أهدافنا النبيلة في بناء حياة اجتماعية حرة وكريمة، تسودها المساواة الفعلية والديمقراطية الحقيقية والأمان والسلام والاستقرار".

وأشارت إلى أن "اختيار موعد هذا المؤتمر، لم يكن اعتباطياً، بل قررنا عمداً أن يكون مؤتمرنا هذا في شهر آب، ففي بداية هذا الشهر، وتحديداً في 3 آب من عام 2014، تعرضت نساء شنكال الإيزيديات والشعب الإيزيدي لإبادة جماعية تقشعر لها الأبدان، وتُعد وصمة عار على جبين البشرية في القرن الحادي والعشرين على يد عصابات داعش الظلامية، فقد دُمرت شنكال، وقُتِل الآلاف من النساء والأطفال، وبِيعوا في أسواق النخاسة، وتعرضوا لشتى أنواع الاعتداء والاغتصاب والتنكيل، وهُجر مئات الآلاف من الإيزيديين من موطنهم، وفي منتصف الشهر، سيطرت حركة طالبان على أفغانستان، بعد مفاوضات عديدة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية انتهت بانسحاب الأخيرة لصالح الأولى، وبترك مصير شعب أفغانستان عموماً ونسائه خصوصاً تحت حكم طالبان، ومنذ ذلك التاريخ والجميع يتابع عن كثب المآسي التي تتعرض لها النساء بإقصائن تدريجياً من الحياة الاجتماعية، فقد يختلف الاسم من داعش إلى طالبان في كِلتا الحالتين والمنطقتين والقارتين، إلا إن الجوهر والمضمون واحد. فمن خلال هذين الحدثين الفظيعين اللذين شهدهما شهر آب في أعوام مختلفة، تنكشف مجدداً حقيقة القوى العالمية العظمى المهيمنة، والتي تحاول مواراة عدائها للنساء من خلال أدواتها الإقليمية هذه. وعليه، نجد أن ظاهرة "إبادة النساء" إنما هي ثمرة مؤامرة عالمية تفرضها العقلية البطريركية السلطوية المرتكزة إلى علاقات المصالح الجليدية".

وبينت أنه تم اختيار تاريخ عقد المؤتمر النسائي الإقليمي، ليكون بمثابةِ جواب حاسم على "إبادة النساء"، وبمثابةِ إعلان صريح بدعم نساء شنكال وأفغانستان، والوقوف إلى جانبهن، ومباركة مقاومتهن في وجه القوى الظلامية المعادية للنساء.

واختتمت حديثها بالقول "لقد اخترنا شعار Jin jiyan azadî، ليكون دليلاً ساطعاً على الرؤية التي نؤمن بها، وليكون أيضاً دعماً آخر للنساء الإيرانيات في ثورتهن التي أصبحت هي الأخرى منبع إلهام جديد لنا على درب حرية المرأة في المنطقة".

 

 

وبدورها قالت الناشطة الفلسطينية آمنة اسماعيل الخطيب "مشاركتي هذه هي الثانية في مؤتمر إقليمي خاص بالمرأة من تنظيم رابطة نوروز الثقافية ورابطة جين، وهو مؤتمر ناجح وفعال وخاصة لجهة المشاركات من دول عدة والقضايا التي تطرق لها، آمل أن تتكرر مثل هذه المؤتمرات التي تركز على المطالبة بحقوق المرأة المضطهدة من قبل السلطة الذكورية وتتعرض للعنف بأشكاله، والمطالبة بتحرير السجناء وعلى رأسهم القائد عبد الله أوجلان".

وأشارت إلى أن "المؤتمر أتاح لنا فرصة للتعرف على شخصية القائد عبد الله أوجلان، حيث لم يكن لدي أي معرفة سابقة عن مسيرته وفكره وفلسفته، بالإضافة إلى الظلم والتعذيب النفسي والاضطهاد الذي يتعرض له في السجن منذ أكثر من 24 عاماً، وما يعانيه في ظل العزلة المشددة المفروضة عليه في جزيرة إمرالي المنعزلة، بالإضافة إلى حرمانه من حق الأمل في الحياة الحرة والتحرر من أسره بعد قضائه هذه المدة الطويلة، وهو ما يعتبر انتهاكاً صارخاً لكافة معايير ومواثيق حقوق الإنسان الدولية".

وطالبت "بضرورة عقد المزيد من المؤتمرات لمناقشة هذه الأمور، والدعوة لاعتصامات إقليمية ودولية ومن ضمنها في أوروبا للمطالبة بالإفراج عن جميع السجناء الذين يعانون من العنصرية والاضطهاد".