مطالبات نسوية بضرورة التحرك الدولي للتحقق من الجرائم المرتكبة في غزة

أكدت نساء مصر على أن استهداف المدنيين انتهاك لحقوق الإنسان، ولا يوجد مبرر لمنع دخول المساعدات وقطع سبل الحياة في القطاع، داعيات المجتمع الدولي للتحرك الفوري من أجل وضع حد للهجمات الإسرائيلية.

أسماء فتحي

 القاهرة ـ تعتبر الناشطات والحقوقيات أن ما يجري في غزة جريمة وانتهاك للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، ومن الصعب تحمل ما يحدث في قطاع غزة وما تتعرض له النساء والأطفال في الآونة الأخيرة.

خرجت النساء في مصر على مدى الأيام الماضية إلى الشوارع لدعم المرأة الفلسطينية ومساندتها لما تتعرض له من انتهاكات وحرمان وفقدان العائلة، والتي باتت تعمل من أجل حماية الأطفال والبحث بدأب عن سبل إطعامهم فقط لإبقائهم على قيد الحياة.

تقول ياسمين علاء أن "المشهد الراهن داخل غزة جريمة حرب واضحة لا لبس فيها، والنساء في مصر ترفضن تماماً استهداف النساء والأطفال الواضح وأن هذا الأمر يحتاج لتحرك دولي"، معتبرةً أن "الأحداث الأخيرة أشبه بوضع الانتفاضة وأنه حتى الآن لا يمكن تصور مشاعر الأب والأم الذين فقدا أبنائهما أو الطفل الفاقد لأهله، إن تلك المشاهد ستخلف وعي مرعب عند الأطفال وتجعل الثأر هو المصير الحتمي لتلك الأحداث".

واعتبرت أن "منع دخول المساعدات وقطع سبل حياة الأهالي لا تبرير له مهما انطلقت التبريرات والادعاءات الدولية وأن الخلاص من حركة حماس لا يعني استهداف المدنيين على هذا النحو أو يبرر قصف المستشفيات والمنازل".

 

 

وبدورها قالت النائبة البرلمانية نشوى الديب أن "المشاهد التي تحدث في غزة تعبر عن وحشية إسرائيل"، معتبرة أن "تلك المجازر ترقى لجريمة الحرب ويجب أن تقدم للمحكمة الدولية لمعاقبة إسرائيل على انتهاكها للقوانين الدولية وإبادة المدنيين".

وأوضحت أن "القصف الإسرائيلي على مشفى المعمدانى هو تآمر على القضية لتصديرها إلى مصر حتى يكون الصراع عربي وتدفع مصر ثمن أحلام إسرائيل وهو أمر لن تناله أبداً في ظل وعي المصريين والشعوب العربية وإيمانهم بالقضية الفلسطينية"، مؤكدةً أن مجلس النواب ومجلس الشيوخ عقدوا جلسات طارئة لمناقشة ما يحدث من انتهاكات في الداخل الفلسطيني.

 

 

واعتبرت الروائية ماهيتاب عبد الفتاح أنه "يجب التحرك الفوري من أجل حل القضية الفلسطينية لحماية المدنيين خاصةً بعد ما أعلنت منظمة الصحة العالمية عنه فيما يتعلق بالوضع الصحي في غزة والذي ينذر بكارثة إنسانية"، مؤكدة أن جميع من تحدثوا عن حقوق الإنسان يتخاذلون الآن بعد مشاهدتهم تلك الجرائم التي هي بالأساس انتهاك لمختلف المبادئ والمعايير الدولية، والتي حال تطبيقها وبذلك ستكون من المصنفين ضمن مرتكبي جرائم الحرب وسيثبت ذلك بعد خرقه الواضح للإنسانية.

أما عن الدعم النسائي أوضحت أنه "يجب التضامن مع القضية الفلسطينية حتى يحدث حراك على مستوى الأنظمة والسلطات الحاكمة"، مشددةً على أن الضرورة باتت تقتضي تحرك المجتمع المدني والنسوي لوقف سيل المجازر الذي لا ينتهي يوماً تلو الآخر.

 

 

ومن جانبها أشارت الباحثة في الشؤون الافريقية رباب عزام إلى أن "هناك صفقة تتم منذ عام وتمارس بسببها ضغوط على مصر من قبل بعض الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية لتمرير "صفقة القرن" للتخلص من القضية الفلسطينية تماماً"، مشيرةً إلى أن التهجير من شأنه أن يفقد الشعب المصري سيناء من جهة وسلامته وأمنه الداخلي كما أنه سيقضي على آخر نقطة أمل تتعلق بالقضية الفلسطينية.

ولفتت إلى أن هناك فلسطينيات مازلن عالقات في مدينة العريش ولم تستطعن العودة لأنهن كن في زيارات، ولا تملكن منازل في العريش، موضحةً أن هذا الأمر يحتاج لحملة تضامن واسعة وبالصور أيضاً، فرغم أن استهداف المحتل للنساء والأطفال بات غير محتمل، إلا أن الدعم المعنوي هو المتاح الآن، فضلاً عن تقديم المساعدات كل حسب قدرته.