معسكر "هن في صنع القرار" يختتم فعاليته بجملة من القرارات

للتجمعات بشكل عام دور كبير في تطوير المهارات وتبادل الأفكار والمعلومات، وكونها مرتبطة بالنساء عادة ما تتطرق لعدد من قضاياهن المحورية كما هو حال معسكر "هن في صنع القرار".

أسماء فتحي

القاهرة ـ اختتمت فعاليات معسكر "هن في صنع القرار" الذي عزز من قيمة العمل داخل أمانات المرأة المختلفة بمحافظات مصر خلال الفترة المقبلة.

اختتمت فاعليات معسكر "هن في صنع القرار" أمس الأربعاء 7 كانون الأول/ديسمبر، والذي تم الوقوف خلالها على عدد من آليات العمل المرتقب تنفيذها في المرحلة المقبلة، كما تطرق المعسكر لمحطات رئيسية وهامة خلال فترة انعقاده تمثلت في وضع خطط عمل لتحجيم العنف ومناهضته وفتح المجال لتدعيم مشاركة النساء في العمل العام والسياسي، وذلك في ضوء مسار عام يهتم بتمكين النساء على مختلف الأصعدة.

وأكد المشاركين على أن المعسكر غير الكثير من أفكارهم وسيساهم بدرجة كبير مستقبلاً في تعزيز تدعيم أدواتهم للعمل المشترك وجذب قطاع جماهيري أوسع، من خلال الأنشطة المجسدة للأفكار والمستهدفة خلق مساحة أكبر من الوعي السياسي.

 

من واقع البيانات الرسمية 31% من النساء تتعرضن للعنف

أكدت استشاري الصحة الانجابية والسكان الدكتورة مواهب المويلحي، على أن العنف مشكلة خطير تعاني منها مصر وأغلب دول العالم، لافتة إلى أن ذلك الأمر يتضح جلياً في البيانات الحكومية والتي كشفت عما يحدث واقعياً، ومنها ما جاء في مسح صحة الأسرة الأخير الذي أكد أن هناك نحو 31% من النساء تتعرضن للعنف الأسري، معتبرة أن الواقع أكبر من ذلك لأن هناك الكثير من النساء لا تفصحن عما تتعرضن له من عنف، كما أن هناك بعض الأخطاء قد تحدث لذلك فهذه النسبة واقعياً قد تصل لـ 50%.

وعن أشكال العنف أوضحت أنه وفق الإحصائيات يتصدرها العنف الجسدي ويليه النفسي ثم الجنسي، وأن النسبة الأكبر يقوم بها الزوج، مشيرة إلى أن الحوامل من النساء لم تسلمن من العنف وتعرض عدد ليس بالقليل منهن للإجهاض، وأن الختان في تحسن ولكنه لم ينتهي فجموع النساء اللواتي تم ختانهن في مصر يصل لنحو الـ 90%، منهن 47% فتيات في سن 18 و19.

وأشارت إلى أن العنف له تكلفة اقتصادية أيضاً ففي مسح التكلفة الاقتصادية للعنف القائم على أساس النوع الاجتماعي والصادر عام 2015 والذي قام به المجلس القومي للمرأة والجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء برعاية منظمة الأمم المتحدة للسكان، تم الكشف عن أن معدل العنف يكلف نحو 6 مليار و15 مليون جنيه سنوياً في حال استمرت وتيرته على هذا النحو.

 

التوصيات الختامية للمعسكر

لفتت أمينة المرأة المركزي بالحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي منى عبد الراضي إلى أن الجزء الآخر من المعسكر احتوى على جانب ليس بالقليل من التدريبات التي ناقشت وجود النساء في أماكن صنع القرار وسبل تطويرها، فضلاً عن قضايا المرأة المختلفة والأزمات التي تعاني منها خاصة أن المعسكر أقيم بالتزامن مع فعاليات حملة الـ 16 يوماً.

وأكدت على أن واحد من أهم جوانب التدريب هي توعية المشاركات حول خطورة ممارسة العنف وأنماطه سواء في المنزل أو الشارع مع وضع بعض الآليات التي تعزز من قدرتهن على حماية الآخرين، ممن قد تتعرضن لتلك الممارسات، باعتبار جزء من عمل السياسيات المهتمات بقضايا المرأة معني بدعم النساء ضد الأفكار والممارسات التي تنتهك حقوقهن.

 

 

شابات اكتسبن الكثير من الخبرات خلال المعسكر

قالت عضو الهيئة العليا بالحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ورئيس لجان العلاقات الخارجية ميار الأمير أن المعسكر أفاد إلى حد كبير الفتيات الشابات في العمل السياسي وساهم في معرفة عضوات جدد، وأخريات التقوا للمرة الأولى بأمانات المرأة في المحافظات المختلفة، وهو أمر مستحدث أثرى إلى حد كبير الأفكار والمعلومات وساهم في التشبيك والتكاتف بين المشاركات.

وأوضحت أن الملفات التي تم طرحها وعلى رأسها الجندر كانت ضرورة قصوى خاصة في تنمية مهارات السياسيات الصغيرات الراغبات في الوجود على ساحة العمل العام، معتبرة أن عدد من القضايا التي تم طرحها بالفعل هامة وتحتاج للعمل على إثقال المهارات والأدوات في التعاطي معها.

وأضافت أنه خلال المعسكر تم التأثير على المشاركين في ملفات شائكة والتي يثار حولها جدل مجتمعي منها العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي والتوعية بأدوات الحماية، وتفاصيل القانون المعني بها، معتبرة أن البعد القانوني الذي طرح في المعسكر كان جديداً على الكثيرين وسيساهم في تقوية دورهم المجتمعي خلال الفترة المقبلة.

 

 

محاضرات وأنشطة ستؤثر على عمل المشاركين السياسي مستقبلاً

وقالت عضو الحزب الديمقراطي المصري شيرين خالد، أن المعسكر أفاد الحضور على مستويات متعددة ومثمرة ومنها الأنشطة والعلاقات العامة، لافتة إلى أن هناك عدد من المحاضرات بالفعل ساهمت في تنمية مهارات الحضور وخلقت حالة من النقاش ستساهم في تعزيز قدرة النساء على المشاركة في العمل السياسي والحزبي مستقبلاً بعد عودة كل من الحضور لمحافظاتهم ومنطقة تواجدهم.

أما عن الاستفادة المباشرة فقد قالت "قدمت محاضرة ترتبط بالاقتصاد بحكم دراستي، فقد رأيت الكثيرات خلاله وعززوا مداركي وساعدوني في التشبيك ومن ثم رغبت في تقديم ما لدي من مهارات وأفكار إليهن"، معتبرة أن تلك الحالة من التبادل المعرفي كانت السمة الغالبة على جميع المشاركات.

ومن جانبها أوضحت عضو الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، ورئيس مؤسسة المحاميات المصريات لحقوق المرأة هبة عادل، ما تم خلال معسكر "هن في صنع القرار" وتمثل في مجموعة من الأنشطة إلى جانب المحاضرات وكان منها إعداد شجرة التوقعات التي حملت أفكار الحضور تجاه ما سيحصلون عليه من تدريبات وطموحاتهم من اللقاء.

وأوضحت أن المعسكر تطرق أيضاً إلى إعداد خطة عمل مركزية وتم التعرف على حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف، وبذل مجهود كبير يتعلق بتبادل المعرفة.