مشاركة في المؤتمر النسوي الإقليمي: هدفنا بلوغ المساواة التامة

أكدت الناشطة العراقية بشرى العكيلي على أن المؤتمر النسوي الإقليمي أتاح الفرصة للنساء من اثني عشرة دولة في الاستفادة من تجارب بعضهن للنهوض بواقعهن ومواجهة الأزمات والأنظمة الرأسمالية.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ شددت الناشطة العراقية بشرى العكيلي على ضرورة عمل المرأة على تطوير نفسها والانخراط في النشاطات الثقافية والتوعية، لتتمكن من إعالة نفسها ومعرفة حقوقها والدفاع عنها، وصولاً إلى قيادة المجتمع والأسرة.

تقول الناشطة ورئيسة منظمة "ميزان المرأة" لتمكين المرأة والشباب من محافظة ذي قار العراقية، بشرى العكيلي حول مشاركتها في المؤتمر النسوي الإقليمي "تجارب الحركات النسائية في الخروج من الأزمات" الذي عقد قبل أيام في العاصمة اللبنانية بيروت، أنها شاركت في المؤتمر لإيصال صوت النساء إلى كافة أنحاء العالم،  مشيرةً إلى أن للقائد عبد الله أوجلان رفيق درب النساء، دور كبير في لعب المرأة دورها في المجتمع.

وأوضحت أنها تسعى جاهدة لإيصال صوت المرأة بعيداً عن التخوف من مواجهة المجتمع، والتوعية بالقوانين المتعلقة بحقوق النساء وقضاياهن، مشيرةً إلى أن الكوتا النسائية لا تنصف المرأة فالنسبة التي تحصلن عليها غير كافية "نأمل أن نحصل على المساواة التامة في كافة المجالات وخاصة السياسية".

وأشارت إلى أنه "لمنطقة ذي قار خصوصيتها، حيث تتخوف النساء من لعب دورهن في المجتمع، فهي تعرف بطبيعتها المحافظة خاصة الأرياف، إلا أنه في الآونة الأخيرة تمكن من الانخراط شيئاً فشيء في العديد من المجالات التي كانت تعد حكراً على الرجال"، لافتةً إلى أنها استناداً لطبيعة عملها في منظمة "ميزان المرأة"، التقت العديد من الفتيات اللواتي تتخوفن من الانخراط في سوق العمل خاصةً الإعلاميات منهن، لما تتعرضن له من مضايقات، كما أنه يطلب منهن تقديم تنازلات مقابل الحصول على العمل.

وحول تجربة المرأة الإيزيدية في شنكال وكيفية مواجهتها الأزمات لفتت إلى أنه "للنساء الإيزيديات خير تجربة في الدفاع الذاتي والحماية، فبالرغم من تعرضهن للظلم والتعذيب والسبي والقتل إلا أنهن لم تستسلمن، فهن تتحلين بقوة وإرادة كبرى، لقد صعدن الجبال وحملن السلاح في سبيل الدفاع عن أرضهن وأنفسهن".

ولفتت إلى أنها كإعلامية شاركت في مؤتمرين عقدا في شنكال، وقد حاورت العديد من الإيزديات خلالها، وأدركت مدى معاناتهن، مشيرةً إلى أنها شهدت مدى تأثرهن بفكر وفلسفة القائد أجلان المدافع عن قضايا النساء "إن الفتيات اللواتي اضطلعن على كتب ومرافعات القائد أوجلان تتحلين بثقافة وقوة شخصية لا مثيل لها وتدركن حقوقهن وواجباتهن، وهو ما ساهم في تغلبهن على مرتزقة داعش، وقفن في وجه أعتى التنظيمات الإرهابية بأسلحتهن، وهو ما دفعني للكتابة أكثر عن المرأة والدفاع عن قضاياها".

وأضافت "من خلال المؤتمر النسوي تم الاتفاق مع عدد من الشابات للعمل ضمن فرق تطوعية، العديد منهن تنتمين إلى مدينة شنكال، بهدف عقد مؤتمرات وورش عمل هناك ومناقشة الصعوبات التي تواجهنها هناك باتخاذ شعار "Jin jiyan azadî" الذي طرحه القائد أوجلان أساساً لها"، مشيرةً إلى أن للمرأة دور كبير في المجتمع ولن يتحرر إلا بتحررها، لذا يسعى الرجال إلى محاربتهن، وهو ما يتضح من خلال قضية الجندر.

وقالت الناشطة بشرى العكيلي في ختام حديثها أنها تأمل أن "تكون هناك المزيد من المؤتمرات والندوات والملتقيات النسوية للاستفادة من التجارب النسوية في كافة أنحاء العالم، ويتم ترجمتها على شكل تكاتف بين هذه القوى وتقديم المنظمات المحلية والعالمية النسوية الدعم لهن لتطوير قدرات المرأة وتمكينها كما حصل في هذا المؤتمر الذي أتاح الفرصة للنساء للاستفادة من تجارب بعضهن في النهوض بواقعهن ومواجهة الأزمات والأنظمة الرأسمالية، وتميز بمزيج رائع من النساء من السودان وتونس وفلسطين ولبنان ومصر وغيرها، وإن كان ينقصنا من الإمارات والسعودية ودول الخليج عامة، وآمل تواجدهن في مؤتمرات لاحقة والتكاتف بينهن من أجل حقوق النساء".