"مجلس لبابة" يسلط الضوء على معاناة نساء زلزال الحوز

اوضحت الناشطة الحقوقية زهرة إد علي أن نساء في إقليم الحوز كن تعانين في صمت بسبب التهميش والإقصاء، والآن بعد وقوع كارثة الزلزال ازدادت معاناتهن أضعافاً مضاعفة.

رجاء خيرات

المغرب ـ عقد مجلس "لبابة للإبداع والتنمية والتواصل"، أمس الجمعة 6 تشرين الأول/أكتوبر، لقاء خلال دورته 51 استضاف فيه الناشطة الحقوقية ورئيسة جمعية "أفولكي للنساء" لتسليط الضوء على معاناة النساء بالمناطق المنكوبة إثر زلزال الحوز.

قامت الناشطة الحقوقية ورئيسة جمعية "أفولكي للنساء" بإقليم الحوز زهرة إد علي برفقة نشطاء تابعين لمنظمات غير حكومية وإنسانية بمختلف المدن المغربية بزيارة ما يناهز 39 قرية متضررة من الزلزال بإقليم الحوز موزعة على مختلف الجماعات الترابية بالإقليم طيلة الثلاث أسابيع منذ وقوع الكارثة، وشاهدت معاناة النساء والأطفال بهذه المناطق، باعتبارهن الفئة الأكثر هشاشة وإقصاء حتى قبل وقوع الزلزال الذي ضرب المنطقة في الثامن من أيلول/سبتمبر الماضي.

وأوضحت الناشطة الحقوقية زهرة إد علي، أنه بعد معرفة حجم الكارثة التي حلت بأهالي الجبال توجهت فرق الإنقاذ إلى القرى النائية لتقديم الدعم النفسي لأهالي المناطق المنكوبة ومدهم بالإعانات من أغذية وألبسة وأغطية وخيام وغيرها.

وأضافت "هناك معاناة كبيرة تعيشها النساء المتضررات لعل أبرزها أنهن فقدن أهاليهن وبيوتهن. ففي ثانية واحدة أصبحن أرامل وأيتام وبدون مأوى"،

وأشارت إلى أن الجمعية تعمل على عدة مستويات، هناك المستوى الاستعجالي الذي يتطلب توفير المواد الغذائية والأغطية والألبسة، والمستوى المتوسط الذي اتضح بعد مقابلة النساء والاستماع لهن والوقوف على مشاكلهن ومعاناتهن، وتحديد مطالبهن تبين أنهن بحاجة إلى توفير مرافق صحية تراعي خصوصية نساء هذه المناطق.

وبينت أنه "تمكنا من تنفيذ مشروع نموذجي وهو إنشاء حمام تقليدي خاص بالنساء والرجال (يعمل بالتناوب)، يعتمد على الخشب كمصدر للطاقة ويراعي شروط البيئية السليمة، كما تم الشروع في إنشاء مراحيض خاصة بالنساء وأخرى للرجال مزودة بأحواض للاغتسال".

وأضافت "ارتأينا أيضاً أثناء تنفيذ المشروع أن نراعي خصوصية نساء قرى " أيت مركز"  و"أكرد" و "أنمر" من خلال هذا المشروع النموذجي الذي سيوفر المرافق الصحية والحمام لسكان هذه القرى المتضررة، حيث أنه في حال نجحت التجربة سوف يتم الشروع في بناء قاعات للإيواء خاصة بالنساء والأطفال والرجال، في انتظار إعادة إعمار البيوت المتضررة".

وأكدت أن الظروف التي تعيشها نساء إقليم الحوز داخل الخيام قاسية جداً، في ظل الطقس الحار الذي تتميز به جهة مراكش هذه الأيام، والذي يجعل من العيش داخل الخيام التي تخصص للنوم والطهي وغيره جحيماً حقيقياً، كما أنها لا تحافظ على خصوصية النساء ولا تتوفر فيها أدنى شروط العيش الكريم.

ودعت إلى ضرورة تغيير العقليات، لافتة إلى أن نساء إقليم الحوز كن تعانين في صمت بسبب التهميش والإقصاء قبل وقوع الكارثة، ولا ينبغي تركهن لمصيرهن ومعاناتهن في ظل الظروف الصعبة التي تعيشنها في الآونة الأخيرة.

وطالبت الجهات المسؤولة بتوفير بيوت تحافظ على كرامة النساء وتراعي خصوصية المنطقة الجبلية وكذلك جمالية المنطقة وبيئتها، باعتبار أن إقليم الحوز يعد القلب النابض لمدينة مراكش وواجهتها السياحية بامتياز، والذي ينبغي الحفاظ عليه بمعماره القريب من الطبيعة الجبلية وجماليته المعهودة، حيث تظهر القرى كما لو أنها نحتت من الجبال مباشرة.  

وبدورها أوضحت الشاعرة وعضو مجلس لبابة للإبداع والتنمية والتواصل نعيمة أو همو أنه بحكم عملها كأستاذة لمادة الفنون التشكيلية بمؤسسة النخيل الإعدادية بمراكش، لاحظت المعاناة التي تعيشها الطالبات اللواتي التحقن حديثاً بالمؤسسة ووجدت صعوبة في التعامل معهن كونهن مررن بظروف صعبة جراء الزلزال المدمر وفقدانهن لذويهن.

ولفتت إلى أن هؤلاء الطالبات تحتجن للدعم النفسي في أقرب وقت، لأن ما عشنه أثناء وقوع الكارثة وفقدانهن لأفراد من عائلاتهن والموت الذي كان قريبا منهن لا يمكن تجاوزه في وقت وجيز.

وفي إطار ما يعرف بأدب الفاجعة، تخلل اللقاء مجموعة من القراءات الشعرية التي جادت بها قريحة عضوات مجلس لبابة كترجمة أدبية لما عشنه خلال الزلزال، كل واحدة منهن بحسب ما عاشته وما ولد لديها من المشاعر والحسرة على من قضوا تحت الأنقاض ومن كتبت لهم النجاة ولازالوا يتجرعون مرارة الفقد.