ليبيا... منظمات تعمل على تقديم الدعم النفسي للأطفال الناجين من الإعصار

مع قرب انتهاء عمليات البحث والانقاذ منظمات ومؤسسات ليبية تعمل على تقديم الدعم النفسي للنساء والأطفال الناجين من إعصار "دانيال".

هندية العشيبي

بنغازي ـ توشك عمليات البحث عن الناجين تحت الانقاض على الانتهاء، خاصةً بعد مرور أكثر من 20 يوماً على الإعصار الذي دمر مدن الشرق الليبي وتسببت في مقتل عشرات الآلاف ونزوح قرابة 30 ألف شخص، ما يدعوا لضرورة العمل على المساعدة النفسية للناجين من النساء والأطفال والرجال لتخطي هذه الكارثة.

بدأت المنظمات المحلية والدولية في ليبيا بتنظيم أنشطة وندوات وورشات عمل طبية تعمل على تقديم الدعم النفسي للناجين من الاعصار بالإضافة للأجهزة الطبية وفرق الانقاذ والبحث والمتطوعين.

ونظمت كلية الطب بالجامعة الليبية الدولية بالتعاون مع مشفى الرويعي للأمراض النفسية في بنغازي، سلسلة من الندوات بدأت في الثامن والعشرين من الشهر أيلول/سبتمبر الماضي وحتى الأول من تشرين الأول /أكتوبر، ندوات علمية حول الأعداد والتأهيل النفسي لما بعد الأزمات للأطفال وخاصةً الناجين من الكوارث الطبيعية والصراعات والحروب.

وحضر الورشات العلمية عدد من المختصات والمهتمات بمجال الطب النفسي والاجتماعي واعضاء هيئة التدريس بكليات الطب وعلم النفس، بالإضافة لعدد من الاخصائيات النفسيات والاجتماعيات المختصات برعاية الأطفال.

وتضمنت هذه الورشات عدة محاور منها ألية التعامل مع الأطفال خلال فترة الأزمات، وكيفية التعرف على المشاكل التي تواجههم وطرق علاجها، كما تطرق الحاضرون لمناقشة عدة بنود متعلقة باليات التعامل مع الاطفال الناجين من الكوارث الطبيعية حسب الفئة العمرية وفرقات الاطفال الفردية.

 

 

 تقول صالحة اخريس إحدى المشاركات في الندوة أن العلاج ما بعد الصدمة هام جداً خاصةً للأطفال الذين عاشوا أوقات صعبة بعد أصابتهم أو فقدانهم لذويهم، مشيرة ً إلى أنه بمشاركتها وتطوعها لتقديم الدعم النفسي لعدد من الاسر الناجية والنازحة من مدينة درنة كان الألم النفسي الذي تعرض له الأطفال بعد الصدمة التي عاشوها نتج عنه امراضاً عضوية أو التبول لا أرادي أو رؤية الكوابيس أثناء النوم.

ودعت خلال اختتام ورشة العمل إلى تنظيم ورشات أخرى داخل المدارس والمؤسسات العامة والخاصة، ونشر الوعي بأهمية تأهيل الاطفال نفسياً خاصةً بعد الكوارث الطبيعية.

 

 

وعن مشاركتها في ندوة معالجة الاضطرابات ما بعد الازمات قالت المدربة نيفين الفزاني إن الاطفال والنساء يعتبرون من أكثر الفئات الذين يعانون من الأزمات النفسية بعد الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية مما يدعو إلى تنظيم ورشات عمل وندوات وجلسات تعمل على تقديم الدعم النفسي للأطفال والكبار.

وعن الاستفادة من خلال هذه الورشة أوضحت أنها تعلمت طرق معالجة الاضرابات النفسية للأطفال من خلال الأنشطة والبرامج الترفيهية، بالإضافة لطرق الدعم النفسي للأطفال الناجين من الإعصار.

وتعمل المؤسسات والمنظمات المدنية في ليبيا على تقديم الخدمات النفسية للذين فقدوا كل ما يملكون ويعيشون في ملاجئ، بالإضافة لطواقم الطبية والمتطوعين العاملين بالمرافق الصحية بالمنطقة الشرقية للبلاد.

وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في وقت سابق إن إعصار "دانيال" تسبب في نزوح أكثر من 16 ألف طفل في شرقي ليبيا، موضحاً أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف تعمل مع شركائها على الأرض لتوفير الاحتياجات العاجلة للأطفال والأسر هناك.