جلسة ثقافية في غزة حول مساهمة المجتمع المدني في زيادة الإنتاج الأدبي النسوي

نظمت جلسة حوارية في غزة لتوضيح حجم المعاناة والمعوقات التي واجهت الأديبات خلال رحلتهن الأدبية، واختلاف صورة المرأة النمطية بفعل الإنتاج النسوي على كافة الأصعدة.

نغم كراجة

غزة ـ نظم الصالون الثقافي في مؤسسة بيت الصحافة الفلسطيني في قطاع غزة جلسة ثقافية حول مساهمة المجتمع المدني في زيادة الإنتاج الأدبي النسوي، والتركيز على واقع الأديبات الفلسطينيات خلال رحلتهن الأدبية.

خلال الجلسة التي نظمت، أمس الأربعاء 3 آب/أغسطس، قالت الدكتورة كفاح الغصين "يساهم المجتمع المدني في تقديم العون للأديبات من خلال احتضان بعض المواهب، وإن كانت هذه المساهمات لا تليق بالفعل الثقافي والأدبي للمرأة خاصةً في قطاع غزة المنهك من الحصار والفقر والبطالة".

وأكدت على أن المراكز الثقافية وعلى رأسهم مركز كنعانيات الذي يساهم في إعلاء صوت وإنجازات المرأة، وتغيير الصورة النمطية للمرأة الفلسطينية التي تتمثل في الخضوع للعادات والتقاليد داخل العائلة، مشيرةً إلى أنه "نجحنا في إزالة الكثير من العقبات والحواجز أمام الفتيات مثل إمكانية السفر للخارج دون حرمانها من ممارسة أعمالها كالدراسة والعمل".

وحول العراقيل والصعوبات التي تواجه الأديبات خلال رحلتهن الأدبية والفكرية أوضحت كفاح الغصين أنه "لا شك أن التحدي الأول هو عدم وجود التمويل الكافي والمناسب لإنماء المواهب من قبل وزارة الثقافة سواء كانت طباعة الكتب أو إقامة المعارض الفنية، من جانب آخر لا زال هناك عند بعض العائلات تخوف ورهبة من كتابات المرأة أي أنها تعاني من التقيد ومنعها من استثمار الفرصة كما يليق بها".

وبينت أنه "ما تنتجه المرأة من كتابات وإصدارات ينعكس على الحالة الفلسطينية، كالتوق إلى الحرية، ورغبة في وجود وطن والرفض التام للحصار والظلم والانقسام"، مشيرةً إلى أن "المرأة تسعى أن تغذي كتاباتها بكل ما له علاقة بنبذ العنف الممارس عليها سواء كان على خلفية الشرف أو الثأر أو الميراث".

وأضافت "تحاول المرأة الفلسطينية أن ترصد واقعها المُعاش بطريقة تتلاءم مع معاناتها الغير تقليدية، بالإضافة إلى إعالة أسرتها في غياب معيل المنزل الذي تغيبه الحروب والسجون، لذلك فهي تسطر نضالاتها في مواطنها، وكل ما تكتبه ينوم عن حالات صادقة وحقيقية ذات منطق، وتحتاج إلى فرصة واحدة لإظهار كل هذا إلى النور".

 

 

ومن جانبها قالت الشاعرة رحاب كنعان إن "المرأة الفلسطينية أثبتت من خلال إنتاجاتها الأدبية أنها شعلة العطاء في شتى الميادين، وتمكنت من وصف معاناتها وما ينقصها، لأن الروايات التي تنتجها تفتقر إلى وجود الطرف المنتج لهذه الأعمال والإصدارات في ظل الظروف الصعبة الذي يعيشه قطاع غزة".

وأضافت أن على صعيدها الشخصي أصدرت كتاب يتضمن 11 مجزرة في لبنان لا أحد من سكانها يعلم عنهم شيئاً، وحاولت بكل الطرق تصدير الكتاب إلى خارج البلاد لكن المحاولات باءت بالفشل، واستطاعت تعميم خبر إصدار الكتاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لافتةً إلى أنها فقدت نحو 54 شخصاً من عائلتها في تلك المجازر، بالإضافة إلى تدوينها كتاب عن مخيم تل الزعتر الذي قتلوا به.

 

 

وأكدت على أنها تسعى من خلال رواياتها تأريخ معاناة الشعب الفلسطيني؛ لإتاحة الاطلاع عليها من العالم أجمع، وتبين أن النساء تحاولن إظهار واقعهن بكل تفاصيل الحرمان والظلم الواقع عليهن سواء كانت أديبة أو تعمل في أي مجال آخر.