هيزا شنكالي: زيادة قوة المرأة هو ردنا على الفرمان

أكدت القيادية في وحدات حماية المرأة الإيزيدية هيزا شنكالي، أنهن ستردن على الإبادة الجماعية بحق الإيزيديين من خلال زيادة قوة حماية النساء.

نوجين إيزيدي

شنكال ـ أصبحت هيزا شنكالي التي وقعت في أيدي داعش في عام 2014، إحدى النساء الرائدات من خلال انضمامها إلى صفوف وحدات حماية المرأة الإيزيدية YJŞ، واستطاعت الوقوف بوجه داعش، والمشاركة في النضال من أجل حماية النساء وحماية المجتمع بنضالها.

 

"كانت النساء الإيزيديات بدون حماية"

استذكرت القيادية في وحدات حماية المرأة الإيزيدية هيزا شنكالي في بداية حديثها ضحايا الفرمان، وتحدثت عن وضع النساء الإيزيديات قبل الفرمان "كان مجتمعنا منغلقاً على نفسه، ونظم حياته وفق ثقافته ومعتقداته القديمة. كانت النساء الإيزيديات بدون حماية، وفي الثالث من آب 2014، تعرضن لألم ومعاناة كبيرة. عندما سقط الآلاف من الأشخاص في أيدي داعش، لم يكن لديهم القوة والإرادة. لم تكن لدينا القوة للدفاع عن أنفسنا. نحن كمجتمع، وخاصة النساء، كنا عاجزين عن الدفاع عن النفس".

وأضافت "في يوم الفرمان تخل الجيش العراقي والبيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني PDK عن الإيزيديين، ومهدوا الطريق أمام حدوث الإبادة. تم أسر النساء والفتيات ورأيت بنفسي ما حدث لهن. هذه حقيقة مؤلمة لدرجة أنه بغض النظر عن السنوات التي مرت على الإبادة، إلا أنه لا يمكن نسيانها، أستطيع أن أقول إنه لن يكون بمقدور أحد أن يجعلنا ننسى هذا الفرمان بسياساتهم".

 

"لطالما كان هناك نساء إيزيديات رائدات"

وأشارت هيزا شنكالي إلى أنه "في تاريخ المجتمع الإيزيدي، كانت النساء دائماً في الصدارة، هناك المئات من أسماء النساء اللواتي قدن المجتمع في عصرهن، لكننا كنساء وشباب في هذا العصر محرومون من هذه الحقيقة ومن تاريخنا. يمكن القول إن هذه الحقيقة ضاعت. وبسبب الهجمات والمجازر والفرمانات، لم يعد دور المرأة الإيزيدية في مجتمعنا كما كان من قبل".

وبينت أن "أولئك الذين سقطوا في أيدي داعش وتم انقاذهم وتحريرهم، كان غضبهم ضد داعش أقوى وأشد. عندما تعرفت على وحدات حماية المرأة، ورأيت تصميمهن ومقاومتهن، بدأت مسيرة ومرحلة جديدة في حياتي وحياة العديد من النساء الإيزيديات. لقد حصلنا على قوتنا وإيماننا في النضال من أجل الحرية من القوة المنظمة لـ وحدات حماية المرأة في شمال وشرق سوريا، ووحدات المرأة الحرة. لقد أصبح مجتمعنا محمياً من كافة أشكال الاعتداءات تحت قيادة قوة حماية المرأة. نظمت YJŞ نفسها بناءً على هذه التجربة، وكانت هذه هي المرة الأولى في تاريخ شعبنا".

ولفتت إلى أن جروح الفرمان لم تلتئم بعد عند النساء الإيزيديات، مضيفةً "مرت تسع سنوات على الفرمان، لكن جروح الفرمان لا تزال تنزف. في عام 2014، تشرد آلاف الإيزيديين، انتشر بعضهم في دول العالم وسُجن الكثير منهم في مخيمات تحت سيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني. حتى اليوم، يعيش آلاف الأشخاص من مجتمعنا في تلك المخيمات".

 

الهجمات مستمرة

وأشارت هيزا شنكالي إلى التهديدات التي لا تزال مستمرة "لقد نظمنا أنفسنا كقوة دفاع إلى حد ما، لكن بعد الفرمان وحتى اليوم لم تنته خطط الهجوم والسياسة القذرة على شنكال، ولتفعيل وتنفيذ اتفاقية 9 تشرين الأول الموقعة بين الدولة التركية المحتلة والحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة العراقية، يقومون كل يوم باستهداف قادة مجتمعنا واغتيالهم بحجج وأسباب واهية".

وعن تأثير مقاتلات وحدات حماية المرأة YPJ عليهن، تقول "قوات حماية المرأة، قوات الدفاع الشعبي، ووحدات المرأة الحرة، ووحدات حماية الشعب، قدمت أكبر التضحيات لمجتمعنا باسم حماية جميع القيم الإنسانية. العمل الجاد والتضحية والمقاومة جعلت شعبنا يلتف حولهم. لقد تحولت تضحية كل مناضلة من أجل الحرية إلى مدارس لمعرفة الذات بالنسبة لمجتمعنا بشكل عام. كان أهم شيء بالنسبة لنا هو تثقيف وتنظيم أنفسنا. قمنا أيضاً ببناء الأساس في ذلك الوقت. نظمنا أنفسنا كمجتمع وقوة دفاع على أساس أفكار وفلسفة القائد أوجلان، وقدمنا آلاف الشهداء لأن هذا هو السبيل الوحيد الذي يمكننا من خلاله منع الهجمات والمجازر".

 

"بنضالنا سنحمي المرأة ومجتمعنا حتى النهاية"

وعن الأهداف والنضال الذي تخضنه، تقول "بصفتنا وحدات حماية المرأة الإيزيدية، فإن هدفنا الرئيسي هو زيادة قوتنا الدفاعية. في هذا العام، انضم العديد إلى صفوفنا، وكان انضمام كل فتاة إيزيدية إلى صفوف وحدات حماية المرأة الإيزيدية بمثابة رد على الفرمان. أيضاً، أحد أنشطتنا الهامة هو التعليم. لدينا أكاديميات، وتتلقى قوة YJŞ تدريبها الفكري والسياسي والأيديولوجي والعسكري في تلك الأكاديميات".

وفي نهاية حديثها، أشارت هيزا شنكالي إلى أنهن ستقاومن كافة أشكال الاعتداءات وسترفعن من وتيرة نضالهن "كقوات حماية المرأة الإيزدية سنرفع من وتيرة نضالنا من أجل حماية مجتمعنا خاصة النساء، ولن يكون بمقدور أي هجوم أن يبعدنا عن النضال من أجل الحرية. سنقف ضد الهجمات وبإرادة وتصميم قويين".