حرائر السويداء تطالبن باستقلال القضاء لبناء دولة ديمقراطية حرة

أكدت نساء السويداء خلال مشاركتهن في الاحتجاجات، على أن الأوضاع المتردية والسياسات التي تتبعها حكومة دمشق، تدفع بالمواطنين إلى الهاوية.

روشيل جونيور

السويداء ـ طالبت النساء الحرائر المشاركات في الاحتجاجات التي تشهدها مدينة السويداء السورية منذ ما يقارب الشهرين، بتسوية سياسية وتطبيق القرار 2254، واستقلالية القضاء الذي اعتبرنه أساس بناء دولة مواطنة وحريات.

واصل أهالي مدينة السويداء أمس الثلاثاء 3 تشرين الأول/أكتوبر، احتجاجهم في الشوارع بشكل سلمي للتعبير عن موقفهم تجاه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة باعتبارها مطالب أساسية وعادلة للمواطنين، منددين بسياسات حكومة دمشق، وطالبوا بإيجاد تسوية سياسية واستقلال بسلطة قضائية نزيهة لا سلطة أمنية.

وعلى هامش الاحتجاج قالت المعلمة إلهام ريدان أنه منذ أكثر من أحد عشر عاماً وهم يعيشون القهر والذل والعذاب في ظل ارتفاع الأسعار وتردي الوضع الاقتصادي في البلاد، والذي دفع بالشباب/ات إلى الهجرة خارج سوريا.

وأوضحت أنه من أبرز المشاكل التي تواجه الفئة الشابة في سوريا عدم توفر فرص عمل، بالإضافة إلى الخدمة الإلزامية التي تصل مدتها في معظم الأحيان إلى عشر سنوات أو أكثر "لدي خمس شباب بينهم دكاترة ومهندسين جميعهم يعيشون خارج البلاد، هذا التهجير القصري من أكبر المشاكل التي تواجها سوريا"، لافتةً إلى أن هذه الاحتجاجات التي يشارك فيها كافة الفئات بدءاً من الصغار والكبار في السن والنساء، سلمية ولن يسمحوا بتحريف مسارها.

وأشارت إلى أن الأطفال يشاركون في هذه التحركات لأن عائلاتهم لم تعد قادرة على تأمين المستلزمات المدرسية لهم من ثياب وقرطاسية في ظل ارتفاع الأسعار وبدء العام الدراسي الجديد، فهم بذلك سيحرمون من تلقي التعليم بشكل جيد "أصبحت العديد من المدارس خارج الخدمة، نحن نسعى لتعليم أبنائنا لا نريد أن يسود الجهل بينهم".

وما ميز الحراك الشعبي في السويداء منذ انطلاقته على حد وصف إلهام ريدان، هو مشاركة النساء الكبيرة، ووقوفهن في الصفوف الأولى، بالإضافة إلى انضمام المثقفين والفنانين كذلك، موجهةً رسالة إلى جميع نساء السويداء طلبت من خلالها "كنّ معنا ضد الظلم، فنحن نطالب بتحسين الأوضاع ليكون بإمكان أبنائنا المهجرين العودة إلى ديارهم، نريد دولة قانون وعدالة"، مؤكدةً على أن أهالي السويداء كسروا حاجز الخوف من السلطات.

 

 

من جانبها أوضحت ميرنا جنبلاط أن الوضع المزري هو الذي دفعهم للخروج في هذه الاحتجاجات منذ ما يقارب الشهرين "إن الأوضاع المعيشية قد تأزمت كثيراً في الآونة الأخيرة، إن الحكومة لم تترك أمامنا أي ثغرة صغيرة لنستطيع المساومة عليها أو نقف إلى جانبه".

وأكدت على أن شعاراتهم واضحة ولم تتغير منذ عام 2011 وحتى الآن "نريد إسقاط النظام، وتنفيذ القرار الأممي 2254، لأنه الوحيد الذي سيرسينا على بر السلام والأمان، وتحرير هذه البلاد"، مشيرةً إلى أنه لا يوجد تدخل من قبل أي قوى داخلية أو خارجية في احتجاجاتهم كما يتم الترويج لها عبر وسائل الإعلام "معظم المجتمعين في ساحة الكرامة للمشاركة في هذه الاحتجاجات لدي معرفة سابقة بهم، كل واحد منهم لديه أسبابه للخروج ضد الظلم والمطالبة بتغيير الحكومة".

ودعت ميرنا جنبلاط نساء سوريا قائلة "اخرجن يا نساء سوريا، لا تخفن من شيء، أنا أخرج إلى الساحة للاحتجاج منذ بداية انطلاقتها، لا يوجد ما يخيفنا ما دمنا نقول كلمة الحق".