عضوة في TAJÊ: تم الانتقام للنساء الإيزيديات في الرقة

تزامناً مع تحرير مدينة الرقة، شددت العضوة في دبلوماسية حركة حرية المرأة الإيزيدية لافا شنكالي، على ضرورة محاسبة داعش وتركيا على الانتهاكات التي مارسوها على الشعب في مناطق شمال وشرق سوريا.

ميديا هاوار

شنكال ـ تم تحرير مدينة الرقة في شمال وشرق سوريا، في تشرين الأول/أكتوبر 2017 على يد قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، كما شاركت وحدات حماية المرأة الإيزيدية في تحرير المدينة.

هنأت العضوة في دبلوماسية حركة حرية المرأة الإيزيدية لافا شنكالي، جميع الأهالي بيوم تحرير الرقة "أولاً، نهنأ جميع أهالي شمال وشرق سوريا بتحرير الرقة. إن أعمال داعش معروفة في العالم، والأهم من ذلك كله هو معاناة النساء على أيدي داعش، ففي فرمان عام 2014 وقعت الآلاف من الفتيات والنساء الإيزيديات في داعش، بالتزامن مع ذلك شن تنظيم داعش هجمات على مناطق شمال وشرق سوريا. إن الأفعال اللا إنسانية التي ارتكبت في شنكال، ارتكبت في شمال وشرق سوريا أيضاً".

 

"لم يهاجموا بطريقة مظلمة فحسب بل بعقلية مظلمة"

ولفتت لافا شنكالي إلى أفعال مرتزقة داعش في الرقة "لقد هاجموا الرقة بأعلام سوداء وملابس سوداء، واستهدف داعش البنية التحتية بأكملها حيث تم استهداف المدارس والمستشفيات وغيرها من المرافق، وتعرضت النساء بشكل أكبر للوحشية والظلم والاضطهاد من قبل داعش، فالقرارات التي فرضوها حجزت النساء بين أربعة جدران، وألبسهن العباءة السوداء. لقد جعلوا من الحياة سجناً لجميع نساء الرقة وجميع مكوناتها من العرب الكرد والسريان".

وأوضحت كيف أصبحت الرقة سجناً خانقاً للمجتمع بأكمله، وكيف أنقذته قوات سوريا الديمقراطية وحررته "هناك ساحة تسمى "النعيم" في الرقة كانت مشهورة عالمياً حيث تم قطع رؤوس الناس وتعليقهم هناك. لقد فقد العديد من الأبرياء حياتهم بسبب ألغام داعش. كان الناس مختنقين مثل شخص يغرق في الماء وينتظر أن يمد أحد يده وينقذه، وفي مثل هذه اللحظات، توجهت قوات سوريا الديمقراطية نحو الرقة بإرادة وعزيمة قوية".

 

راية النصر

وقيّمت لافا شنكالي عملية تحرير الرقة "من أجل تحرير الرقة كانت هناك جهود كبيرة بذلت من قوات سوريا الديمقراطية، وفي الوقت نفسه توجه الفتيات والفتيان الإيزيديين إلى الرقة بإرادة كبيرة وهاجموهم بكل حماس للانتقام من الذي فعلوه بهم في شنكال خاصةً النساء والفتيات الإيزيديات اللواتي تم بيعهن في سوق الرقة، كما كان هناك أماكن يتم فيها احتجاز الفتيات الإيزيديات، وأخرى تم بيعهن فيها واغتصابهن، وبأيدي قوات سوريا الديمقراطية والإيزيديين تم إنزال علم داعش الأسود ورفع علم النصر في الرقة، وبتحرير المدينة تنفست المرأة ومجتمعها عموماً أنفاس الحرية، وأحرقت النساء الملابس السوداء ورحبن بتحرير الرقة بالزغاريد".

وذكرت أن الحياة في الرقة الآن هي حياة ديمقراطية تشمل جميع الأمم والقوميات "لم يتم إنزال العلم الأسود فحسب، بل وُجهت ضربة للذهنية السوداء، وتم تأسيس الحياة الحرة مرة أخرى، كان يوماً تاريخياً، كُتب بدماء الشهداء. بعد تحرير الرقة وحتى الآن ينفذ مشروع الأمة الديمقراطية الذي طرحه القائد أوجلان في المدينة، ونظمت جميع القوميات الموجودة نفسها معاً في الجوانب العسكرية والسياسية والاجتماعية. لقد نشأت وحدة قوية بين الشعوب ولا يمكن لأي عدو أن يخترقها. لقد أنشأوا كافة مؤسساتهم، ويديرون أنفسهم بحرية، وبالتنظيم استجاب الشعب لهجمات داعش وما زال يتصدى حتى يومنا هذا".

 

"الأسماء مختلفة والأفعال واحدة"

وأشارت لافا شنكالي إلى ممارسات وأفعال الدولة التركية المحتلة، مبينةً أنه لا يوجد فرق بين داعش والدولة التركية "بالأمس كان داعش يهاجم شمال وشرق سوريا، واليوم تركيا. نفس العقلية ونفس الممارسة ولكن الاسم مختلف، واليوم عفرين وسري كانيه وكري سبي محتلة من قبل مرتزقة تركيا، وتحدث اليوم نفس الأفعال التي كان يرتكبها داعش في هذه المناطق على أيدي مرتزقة تركيا. تم تدمير الأماكن التاريخية، والتركيبة السكانية للمنطقة كلها تتغير. هناك الآلاف من النساء والأطفال المفقودين. لا يمكننا أن نقول إن داعش فعلت ذلك وانتهى، فاليوم تستمر تركيا بهذه الذهنية، لكن الأراضي التي احتلتها، ستتحرر قريباً".

 

"الاحتلال يستهدف البنية التحتية"

ولفتت لافا شنكالي إلى الهجمات الأخيرة على شمال وشرق سوريا "هجمات الاحتلال التركي الأخيرة على شمال وشرق سوريا تستهدف جميع المكونات والمعتقدات، كما استهدفت جميع البنى التحتية، المدارس، ومحطات الطاقة، وحقول النفط، كما تم استهداف اقتصاد المجتمع وشن الهجمات على القوات الأمنية، ولكن ظهر موقف قوي واستطاع أن يقف في وجه هذه الخطة واستطاعت المنطقة أن تقف على قدميها وتصمد مرة أخرى".

وفي ختام حديثها، قالت إن الوقت قد حان لمحاكمة المجرمين "مثلما لم تتم محاكمة داعش على الأفعال التي ارتكبتها على المستوى الدولي حتى اليوم، لم تتم محاكمة الاحتلال التركي أيضاً حتى الآن على أفعاله، ويقبع 10 آلاف من عناصر داعش في مخيمات وسجون شمال وشرق سوريا، فالوقت قد حان لمحاكمة المجرمين، والأهم هو أن الخطط الحالية تفشل بموقف الشعب".