دور المرأة في دعم البيئة العمرانية وأهمية العنصر النباتي فيها مضمون جلسة حوارية في ليبيا

قدمت مهندستان ليبيتان عروضاً تقديمية متكاملة حول رؤيتهن للمخططات العمرانية في ليبيا، وكيف يمكن إنشاء مساحات خضراء حول البيوت وعليها وداخلها، بنظرة أكثر واقعية وشمولية.

ابتسام اغفير

بنغازي ـ اعتبرت المشاركات في جلسة حوارية حول البيئة العمرانية، أن الجلسة هي نقطة الانطلاق للتوعية بأهمية عنصر النبات في التخطيط العمراني مستقبلاً.

نظم مركز همزة وصل المهتم بالأنشطة المجتمعية، أمس السبت 6 آب/أغسطس، جلسة حوارية بمقره بمدنية بنغازي، تحت عنوان "البيئة العمرانية ودور عنصر النبات فيها"، بحضور عدد من المهتمين والمختصين في الجانبين البيئي النباتي والهندسة العمرانية، وتناولت الجلسة عدد من العروض التقديمية قدمها مجموعة من المختصين، ثم فتح باب النقاش للحضور.

وعلى هامش الجلسة الحوارية قالت مطورة المشاريع بمركز همزة وصل غادة ميكائيل لوكالتنا "جلسة اليوم كانت أولى جلسات برنامج "إنشاء" الخاص بمشروع الهندسة والعمارة، نظمت بالتعاون مع المنظمات المهتمة بالبيئة، وتناولت دور عنصر النبات، في التخطيط الحضري للمدن، ودور الغطاء النباتي، وأهميته للإنسان في خلق مدن وبيئة ومستدامة".

وأشارت إلى أن "برنامج إنشاء يعتبر جزء من مشروع "ماستر مايند"، الذي يتضمن عدة برامج في مجالات مختلفة منها الطب والهندسة وريادة الأعمال، المالية والبنوك، والفن، وغيرها من التخصصات، ويجمع المهتمين والعقول الملهمة، والبارزة في هذه المجالات، لتبادل الخبرة ومشاركة التجارب".

ويهدف البرنامج لخلق مجتمعات مصغرة، فكل مجال مخصص لها برامج مختلفة ومتنوعة، بحيث هناك مجموعة بمستوى معين من الخبرة، والتجارب الغزيرة، حتى يمكن التشبيك فيما بينهم وتكوين علاقات بإمكانهم أن يخرجوا منها بأفكار لبرامج ومشاريع تفيد المجتمع والأفراد مستقبلاً كما أوضحت غادة ميكائيل.

من جانبها قال المهندسة المعمارية ندى الفيتوري عن مشاركتها في الجلسة "شاركت بصفتي عضو في منظمة كروفيل المهتمة بالبيئة والتوعية بأهميتها، كما تهتم بالتغيير المناخي الحاصل في العالم بصفة عامة وفي ليبيا بصفة خاصة، كانت لي الفرصة من خلال مشاركتي في جلسة التوعية بأهمية التخطيط العمراني للمدن، ولابد من التفكير بطريقة أخرى في عملية بناء مدننا في المستقبل، لأن الطريقة القديمة لم تعد تجدي نفعاً مع ازدياد درجات الحرارة في فصل الصيف، والسيول في فصل الشتاء".

ونوهت إلى أن "الحياة داخل المدن تغيرت بسبب التغيير المناخي، ولذلك نحن بحاجة لطرق جديدة، للتعامل مع التغيير المناخي داخل المدن، فنحن بالتأكيد لا نستطيع أن نتحدث عن البناء والعمران دون التطرق إلى البيئة وما تسبب به الإنسان، ولذلك كان الهدف من مشاركتي اليوم هي زيادة كمية الوعي بأهمية المساحات الخضراء والتشجير والغطاء النباتي داخل المدن، وليس فقط من الناحية البيئية، ولكن أيضاً من الجانب الاقتصادي والاجتماعي، والسياسي، والهدف الأساسي الذي نسعى إلى تحقيقه تحسين جودة الحياة داخل المدن الليبية".

وتتمنى أن "يكون هناك أثر ملموس مما تقدمه من خلال المنظمة في التوعية بأهمية التغيير المناخي، وأهمية التشجير في المحافظة على الغطاء النباتي في منطقة الجبل الأخضر، خاصة وأن المنظمة لها قرابة العامين تعمل في هذا المجال، ونحن ننتظر النتائج فكما يقولون عندما تزرع شجرة أنت لا تزرعها لليوم، ولكن تزرعها للمستقبل وللأجيال القادمة ولهذا نحن نعمل من الآن على ذلك".

وعن دور المرأة وفاعليته في مجال البيئة تقول ندى الفيتوري "للمرأة دور كبير جداً فهي ليست المهندسة فقط أو التي تعمل في التخطيط، ولكن هي الأم وربة الأسرة، والتي تعمل بالدرجة الأولى على موضوع التوعية، فكل امرأة في البيت في بنغازي لديها مكان أخضر تهتم به وتحافظ عليه، لذلك لو أننا بدأنا بموضوع التوعية فإننا سنبدأ بالنساء".

بدورها قالت الحاصلة على الماجستير في التصميم البيئي المهندسة المعمارية سارة سعيد عن مشاركتها "تحدثت خلال الجلسة الحوارية عن التصميم البيئي بشكل عام، وتطرقت إلى المباني المغطاة بالنباتات، وفوائدها ومدى انتشارها واستخداماتها، لأن المباني قد تكون مغطاة بالنباتات أو داخلها نبات والاثنان لهن فوائد مختلفة، ثم تحدثت عن الزراعة في ليبيا فلو مثلاً الأراضي الزراعية غير متوفرة ستكون هناك الزراعة المائية".

وعن اهتمامها بالبيئة بشكل عام تقول "في البداية درست هندسة معمارية، ثم توجهت لدراسة التصميم البيئي بحيث أنه مستقبلاً عندما نقوم بتصميم مباني لن تكون تقليدية، ولن يكون شكلها جميل فقط، ولكن ستكون بطريقة تخدم البيئة والإنسان على المدى الطويل".

وأضافت "جئت إلى ليبيا مؤخراً وبدأت نشاطي في مجال البيئة والتخطيط العمراني، وبما أن ليبيا متأخرة في هذا الجانب ويعتبر الموضوع جديد نسبياً بها، لذلك أتمنى أن تكون الجلسة هي بداية لطرح والعمل على هذا الموضوع مستقبلاً".

وأكدت على أن دور المرأة مهم في المجال البيئي، وتجلى ذلك من خلال ما قدمته المشاركات في الجلسة من عرض علمي متكامل، "قدمنا عرض متكامل ومبسط حول البيئة، والمرأة هي الأنشط والأكثر اهتماماً بهذه التفاصيل، إضافة إلى اهتمامها بالتصاميم وهنا جاء اهتمامها بالتصميم البيئي".