"بعيون الفن" معرض فني يحاكي واقع المشاركة السياسية للنساء في غزة

سلط المعرض الفني "بعيون الفن" الضوء على واقع المشاركة السياسية للمرأة، وطرح التحديات التي تواجه النساء في المعترك السياسي، داعياً إلى تعزيز دورها ومنحها الحق في تقلد مواقع صنع القرار.

نغم كراجة

غزة ـ أكدت الفنانات التشكيليات المشاركات في المعرض الفني الذي أقيم في غزة، أن الورشات والفرق التوعوية عملت على دعم مشاركة النساء السياسية والمجتمعية بواسطة الريشة والألوان واللوحات التي تحاكي واقع النساء في المجتمع.

ضمن مبادرة "رائدات نحو التغيير" انطلق معرض فني يحاكي واقع المشاركة السياسية للمرأة والتحديات التي تواجهها أمس الثلاثاء 3 تشرين الأول/أكتوبر، بمشاركة مجموعة من الفنانات التشكيليات للمساهمة في دعم وتعزيز دور النساء في المعترك السياسي من خلال الفنون البصرية وتوظيف الأدوات الفنية.

وحول هذا المعرض قالت منسقة مبادرة "رائدات نحو التغيير" مريم كسوحة أن الهدف الرئيسي من إطلاق هذا المعرض، هو المساهمة في تعزيز المشاركة السياسية للنساء من خلال الفنون البصرية بتوظيف الأدوات الفنية لإثراء المشهد الثقافي في محاكاة ومناصرة دعم مشاركة النساء السياسية والمجتمعية بواسطة الريشة واللون وزيادة الوعي المجتمعي، إلى جانب ذلك توظيف الأدوات الفنية على وسائل التواصل الاجتماعي مثل الكاريكاتير الفني والبصري لما له من أهمية في مواكبة التقدم ضمن الإطار التنموي والتطور.

وأشارت إلى إنه تم تنفيذ سلسلة واسعة من الورشات التوعوية والبرامج التدريبية تحت عنوان "نحو مقاربة فنية ثقافية لتعزيز المشاركة السياسية للنساء والفتيات ضمن السياق الفلسطيني"، مضيفةً أن التدريبات والورشات ركزت على توضيح المشاركة السياسية والاستفادة من أنواع المدارس الفنية لتسليط الضوء على قضية المشاركة السياسية للمرأة، وتوظيف الفن التشكيلي لتجسيد هذه المفاهيم بأسلوب فني يحمل أفكار نوعية.

 

 

كما تضمنت اللقاءات والورشات التوعوية استعراض واقع المشاركة السياسية للنساء في قطاع غزة، ومناقشة السبل والآليات التي يمكن استخدامها لتعزيز مشاركتهن في النشاطات الاجتماعية والسياسية وتحسين وصولهن إلى المناصب القيادية، والتطرق أيضاً إلى التحديات التي تواجه المرأة في المعترك السياسي، وتعريف الحضور بمفهوم الديمقراطية والعنف المبني على النوع الاجتماعي.

ومن جانبها قالت ريم أبو الروس إحدى المشاركات في المعرض أن "فكرة إقامة معرض فني يطرح موضوع المشاركة السياسية للمرأة هي الأولى من نوعها، والفن بأنواعه استطاع إيصال الكثير من القضايا والمواضيع المجتمعية وأصبحت الفنون البصرية هي لغة العصر الحديث ووسائل غير تقليدية لإبراز الرسائل المطلوبة للجمهور".

ولفتت إلى أنها جسدت في إحدى لوحاتها مفهوم الأمان وتحمل المسؤولية، كما طرحت في لوحة أخرى رفض المجتمعات لفكرة وجود قاضيات بدواعي عاطفتها والعرف الاجتماعي ومع ذلك لم تستسلم النساء لهذه المعتقدات البالية والثقافة المجتمعية المجحفة، وعبرت في لوحة ثالثة عن فكرة أن الإعاقة تكمن في العقل وليس في الجسد في مجتمعاتنا، وبرغم الاحتياج الخاص لدى المحاميات ووكيلات النيابة إلا أنهن قادرات على صنع القرار وتحقيق مفهوم العدل.

 

 

وبدورها برعت الفنانة التشكيلية تغريد حجازي في إبراز دور المرأة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، من خلال أعمالها الفنية واستخدمت اللون الأزرق في إحدى لوحاتها للتعبير عن حكمة وعزم النساء، وقدمت لوحة فنية أخرى تسلط الضوء على أهمية مشاركة المرأة في الحكم ومواقع اتخاذ القرار.

وأشارت إلى أنها استعانت ببذور الرمان في إحدى لوحاتها التي اعتبرتها قبيلة الأرمان في مجتمعهم تعبيراً لتقدير نساءهم وفتياتهم، حيث رسمت سيدة تحمل بذور الرمان وحولها طائر الحمام الذي يرمز إلى السلام والحرية.

وأكدت أن المعرض الفني "بعيون الفن" قد نجح بجدارة في نقل رسالة مجتمعية مهمة وهي ضرورة احترام حق النساء في الترشح والمشاركة في الانتخابات وتولي المناصب العليا وصنع القرار.

 

 

وأشارت الفنانة التشكيلية رولا جربوع في لوحاتها الفنية أن الرجل مهما علا شأنه وكبرت مكانته فهو من رحم امرأة ولا يستطيع إنكار ذلك ابداً، كما جسدت بمصباح الإنارة قوة النساء في مجتمعاتها وأثرها الإيجابي بها وقدرتها على القيام بأدوار متنوعة "نستخرج من لوحاتنا قضايا مهمة في المجتمع وبما يخص أوضاع النساء وإنجازاتها وتضحياتها، إذ نعتبر الفنون من الطرق السلمية لنقل الحقيقة".