بهدف التمكين الاقتصادي... التجمع النسائي الديمقراطي ينظم معرض للنساء

يساعد مشروع التجمع النسائي الديمقراطي، النساء الناجيات من العنف وغيرهن، في استعادة حياتهن وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

كارولين بزي

بيروت ـ ضمن سلسلة نشاطات حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، نظم التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني معرضاً للأشغال اليدوية في مركزه في بيروت من قبل النساء والفتيات المستفيدات من برنامج التمكين الاقتصادي.

 

"تمكين النساء اقتصادياً يكسر حاجز الصمت والخوف"

على هامش المعرض قالت منسقة برنامج مناهضة العنف مع منظمة دياكونيا والتجمع النسائي الديمقراطي اللبناني رفقا بو يونس لوكالتنا "ننظم عادةً أكثر من نشاط خلال حملة 16 يوم ولكن هذا العام وبسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة وبناءً على طلب أصحاب الحقوق الذين كانوا ضمن برنامج التمكين الاقتصادي، نظمنا معرضاً للأشغال اليدوية".

وأوضحت "كنا قد نظمنا دورات تدريبية للنساء من رسم على الفخار وعلى اللوحات الخشبية، بالإضافة إلى التطريز والرسم على الزجاج، وذلك لتستطيع المتدربات أن تؤسسن عملهن الخاص وتحققن الاستقلالية المادية". لافتةً إلى أن المعرض يعرض منتجات النساء المستفيدات من برنامج التمكين الاقتصادي.

حول الفئة التي استهدفتها التدريبات من قبل التجمع تقول "الفئة المستهدفة هي كل امرأة شعرت بأنها بحاجة لأن تكون حرة ومستقلة مادياً، كي تنجو من كافة أشكال العنف الممارس عليها من قبل المجتمع، إن كان عنف قانوني أو تهميش أو عنف اقتصادي".

وعن علاقة التمكين الاقتصادي بحملة الـ 16 يوم أوضحت "عندما نمكّن النساء اقتصادياً تستطعن كسر حاجز الصمت والخوف، لأنهن تحصلن على استقلالية مادية وهن بالتالي لسن بحاجة للرجل وتستطعن اتخاذ الإجراءات التي تناسبهن في حال تعرضن للعنف. مثلاً المرأة المعنفة لن تسكت عن العنف لأنها مستقلة مادياً وبالتالي تستطيع أن تطالب بحقوقها".

وأضافت "قدمت النساء إنتاجاً رائعاً على الرغم من أن مدة الدورة التدريبية شهر واحد فقط بسبب ضعف التمويل. كما لمسنا قصص نجاح لامرأتين بفضل هذه التدريبات، إذ استطاعتا تأسيس عملهن الخاص، كما هناك امرأة تقوم بتدريب المسنين الذين تتعامل معهم".

وعن الشعارات التي استخدمتها النساء في رسوماتهن، أوضحت أنه "المرأة التي استخدمت شعار "مش قبل الـ 18"، يمكن أن تكون قد تزوجت في وقت مبكر وبسبب التزويج المبكر أدركت الأضرار والمشاكل التي يتسبب بها الزواج المبكر، لذلك تسعى لتوعية غيرها. وقد اكتسبت هذا الوعي من خلال مشاركتها في جلسات الدعم التي ينظمها التجمع واكتسبت الثقة بالنفس وأصبح بإمكانها توعية الآخرين"، مؤكدةً أن قانون حماية القاصرات من التزويج المبكر أي "مش قبل الـ 18" هو أبرز مطالب التجمع.

وأضافت "كذلك الأمر فيما يتعلق بفضح المتحرش، فالفتاة التي تعرضت للتحرش تحاول توعية الأخريات وحثهن على فضح المتحرش"، مشيرةً أنه إلى جانب التدريبات التي تلقتها المستفيدات والناجيات في برنامج التمكين الاقتصادي، يقدم التجمع جلسات دعم لهن.

 

 

"انخرطت مجدداً في المجتمع"

وقالت دولا معلوف إحدى المستفيدات اللواتي تلقين تدريبات من خلال برنامج التمكين الاقتصادي الذي نظمه التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني وقد عرضت أكثر من قطعة من إنتاجها "تعرفت على التجمع وتلقيت تدريبات في الرسم على الزجاج والخشب، كما استفدت أيضاً من دورة في الكهرباء".

وأضافت "استفدت إلى جانب التدريبات، بأن أنخرط مجدداً في المجتمع. كما تعلمت تفاصيل تقنية لم أتعرف عليها سابقاً. بدايةً عندما قيل لي بأنني سأخضع لتدريبات اعتقدت بأنني لن أستطيع القيام بذلك، ولكن بعد أربع جلسات تعرفت على القواعد الأساسية للرسم على الزجاج والخشب".

إلى جانب القواعد الأساسية تلقت دولا معلوف مع المشاركات تدريبات للعمل من داخل المنزل، وهي تفكر بأن تؤسس لمشغلها الخاص مستقبلاً، كما قالت "شجعت ابنتي لتنخرط بعد إنهاء إجازتها الجامعية أن تلتحق بالتجمع لتتلقى هذه التدريبات".       

وجدت دولا معلوف شغفها بالرسم على الزجاج، وليس الزجاج حصراً بل أيضاً استفادت كثيراً من دورة الكهرباء "تعلمت من خلال دورة الكهرباء أن أعتمد على نفسي في الأمور التقنية والكهربائية، فبعد جلستين استطعت أن أصلح عطل كهربائي في المنزل".

 

 

"التدريبات منحت النساء أملاً بمستقبل أفضل"

من جانبها أوضحت غاييل مشعلاني التي تعمل في التجمع في إدارة الحالات ومنسقة مشروع دياكونيا في بيروت، علاقة عملها في إدارة الحالات ومشروع تمكين النساء اقتصادياً "استقبل نساء تعرضن للعنف وأيضاً نساء مهتمات للمشاركة في دورات التمكين الاقتصادي، لأنني على معرفة بالناجيات والراغبات بالحصول على تدريبات، تواصلت معهن لإطلاعهن على دورات التمكين الاقتصادي، وبالفعل انضممن إلى الدورة".

وأضافت "كان هناك إقبال كبير وحماس من قبل النساء للانضمام إلى الدورة، حتى أنهن أطلعن صديقاتهن أو أقربائهن وقد فاق عدد المتدربات توقعاتنا، إذ أن التمكين الاقتصادي سيساعدهن في تأسيس عملهن الخاص ويحققن الاستقلالية المادية".

وأوضحت "هذا المشروع يساعد الناجيات لاستعادة حياتهن، وساهمت الدورات بمنحهن أملاً بمستقبل أفضل. وتأتي هذه التدريبات في إطار الترفيه عن النفس أولاً وللاستفادة في حال كان لدى النساء الرغبة في أن تستمررن في هذا المجال".

 

 

ولفتت غاييل مشعلاني إلى أن "المشاركات لم تتوقعن النتيجة التي وصلن إليها في النهاية مع عرض منتجاتهن الخاصة للبيع، وهذا الأمر أسعدهن كثيراً".