بدليس... سياسة الإفلات من العقاب تعزز جرائم القتل ضد النساء

أكدت (ل. م) التي تعرضت للعنف والتهديد بالقتل لسنوات من قبل زوجها، أنه لم يتم اعتقال الجاني بالرغم من تقديمها شكوى لمرات عديدة، مبينةً أن الإجراءات المتخذة بحقه لم تعمل على حمايتها منه.

مدينة مامد أوغلو

بدليس ـ وفقاً لحصيلة البيانات المقتطفة من الصحافة في تركيا، فقد قتلت 33 امرأة على يد رجال خلال تموز/يوليو الماضي فقط، وقتلت 227 خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، ويرجع الخبراء والمحامون الزيادة في حالات الوفاة المشبوهة والعنف ضد المرأة يوماً بعد آخر، لسياسة الإفلات من العقاب التي تنفذها السلطة القضائية في البلاد.

تعرضت (ل. ي) وهي امرأة من مدينة تطوان التابعة لبدليس، للعنف الممنهج والتهديدات بالقتل لمدة تسع سنوات من قبل زوجها (ر. ي)، مذكرة بأنها توجهت لمراكز الأمن لعدة مرات بعد ممارسات العنف ضدها، كما وبقيت في الملجأ أيضاً، لافتةً إلى أن العنف لم يتوقف لحظة واحدة ولم تتم معاقبة الجاني بالعقوبة اللازمة.

 

"لقد حاول قتلي عدة مرات"

أوضحت (ل. ي) أنها بدأت تتعرض للعنف في اليوم الثالث من زواجها، حيث كانت تبلغ من العمر حينها 15 عاماً فقط "بدأ العنف ضدي في الأيام الأولى من زواجي، واستمر لسنوات بعد ذلك، لدي ثلاثة أطفال، كنت أتعرض للعنف كل يوم تقريباً ولمدة تسع سنوات، لقد أقدم على محاولات لقتلي عدة مرات، وذهبت إلى مركز الأمن وطلبت المساعدة، وعلى الرغم من قيامي بتقديم عشرات الطلبات بالشكوى ضده، إلا إنه تم احتجازه مرة واحدة فقط لمدة ثلاثة أيام، لقد كانوا يصدرون أمراً تقييدي، لكنه لم يعترف بأي من هذه القرارات ولم يلتزم بها يوماً، وبالرغم من هذه القرارات المتخذة، فقد استمر في التهديد والمضايقات".

 

"لم يكن مركز الأمن أو الملجأ هو الحل"

ذكرت (ل. ي) بأنها ذهبت إلى الملجأ مرتين خلال فترة تعرضها للعنف "لقد ذهبت إلى الملاجئ الموجودة في المدينة وفي مدن أخرى أيضاً، ولكن المرحلة التي مررت بها هناك لم تكن حلاً بالنسبة لي، ما يحدث هناك ليس كما يتم وصفه، حيث ظلت المضايقات والتهديدات مستمرة، وبما أنني كنت أماً لثلاثة أطفال، كنت أعود إلى المنزل في كل مرة أغادر فيها، لا أستطيع حتى تذكر أو إحصاء عدد المرات التي حاول فيها قتلي، كان يقوم بتهديدي بالقتل باستمرار بوضعه سكيناً على رقبتي، كنت أذهب إلى مركز الأمن وأقول لهم ما تعرضت له، ولكن ظلت النتيجة كما هي، لقد هربت من العنف، والآن لا أتمكن من رؤية أطفالي ولا أملك حتى مكاناً لأقيم فيه، ولم يكن مركز الأمن ولا الملجأ اللذان توجهت لهما حلاً بالنسبة لي".

 

"أريد أن أعيش''

أشارت (ل. ي) إلى استمرار التهديدات بالقتل وأنها في انتظار الدعم، داعية النساء للتضامن معها "إنه يقوم بالاتصال بي يومياً ويقول في كل يوم "لنلتقي"، أعلم أنني سأموت عندما أذهب للقاء، أنه يقوم بتهديدي وعائلتي بالقتل في كل مكالمة هاتفية له، وبسبب صلة القرابة التي تربطنا، فإن عائلتي لا تساندني في موقفي هذا، لم أتمكن من رؤية أطفالي منذ أشهر، أريد الطلاق منه ولكن لا أتمكن من تكليف محام، لا أريد شيء آخر سوى أن أعيش".