بعد مرور تسع سنوات... لا تزال مئات الإيزيديات في قبضة داعش

في الثالث من آب/أغسطس 2014، ارتكبت داعش إبادة جماعية بحق الإيزيديين في شنكال حيث قتلت مئات الأشخاص واغتصبت واختطفت الآلاف منهم.

ميديا هاوار

شنكال ـ في المجزرة التي حدثت في شنكال عام 2014 على يد داعش، قُتل 2855 شخصاً من بينهم 1262 امرأة، واختطف 6417 شخصاً بينهم 3548 امرأة ولا يزال 7432 شخصاً في عداد المفقودين بينهم 3504 من النساء، كما تم الاعتداء على الآلاف من الفتيات والنساء الإيزيديات وبيعهن في أسواق العبيد، وُدمرت ونهبت عشرات الأماكن المقدسة.

أنقذت قوات سوريا الديمقراطية مع وحدات حماية المرأة ـ الشعب، 3568 شخص من قبضة داعش بينهم 1213 من النساء، و1059 طفلة، و957 طفل، وتعيش 150 امرأة من الناجيات اللواتي تم تحريرهن في شنكال، ويعيش قسم صغير منهن في المخيمات بإقليم كردستان وعدد كبير استقر في أوروبا.

وأجبر 360 ألف إيزيدي على الهجرة أثناء الفرمان، وتوجه 2000 منهم إلى إقليم كردستان، ووصل 10 آلاف إيزيدي إلى أوروبا. حتى الآن، لا تزال 1340 امرأة و1597 رجل في أيدي داعش، بعد الفرمان، تيتم 2166 طفل إيزيدي.

ودفنت داعش الإيزيديين الذين قتلتهم ومنهم من كانوا على قيد الحياة، في مقابر جماعية. يوجد في شنكال 89 مقبرة جماعية وعشرات القبور التي لم تكتشف بعد.

 

الدول التي اعتبرت الهجمات على شنكال إبادة جماعية:

أمريكا وكندا وأستراليا وإيرلندا والبرتغال وهولندا وبريطانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ وألمانيا وأرمينيا واسكتلندا وفرنسا.

ما بين عامي 2015 ـ 2016، ذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في تقريرها أن داعش نفذ "إبادة جماعية" مخطط لها ضد الإيزيديين.

في عام 2016، قرر البرلمان الأوروبي الاعتراف بالإبادة الجماعية للإيزيديين، كما أعلنت الولايات المتحدة في بيان أنها تعترف بالإبادة الجماعية ضد الإيزيديين والأقليات الأخرى.

في عام 2017، دعت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا (AKPM) الدول الأوروبية إلى الاعتراف رسماً بالإبادة الجماعية المرتكبة ضد الإيزيديين والمسيحيين والسنة في العراق وسوريا.

في عام 2018، اعترف البرلمان الأرميني بالجرائم المرتكبة ضد الإيزيديين على أنها "إبادة جماعية"، كما بدأت كندا مناقشة الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين فقط في إطار تسميتها "محو الهويات" فقط لكنها لم تعتبرها إبادة جماعية. تطبق كندا سياسة خاصة لأخذ النساء الإيزيديات اللواتي تم تحريرهن من داعش.

في العام ذاته، وافق مجلس النواب في البرلمان الأسترالي على مشروع قانون للاعتراف بالإبادة الجماعية التي نفذتها داعش ضد المجتمع الإيزيدي، مطالباً بالتحقيق مع الجناة ومحاكمتهم.

في عام 2019، اعترف البرلمان البرتغالي بالإبادة الجماعية.

وفي عام 2021، اعتبر البرلمان البلجيكي الجرائم التي ارتكبها داعش بحق الإيزيديين "إبادة جماعية"، واعترف البرلمان الهولندي بالجرائم التي ارتكبت ضد المجتمع اليزيدي في عام 2014 على أنها "إبادة جماعية".

وفي عام 2022، أدانت الحكومة البريطانية وحشية داعش ضد الإيزيديين، لكنها لم تعترف بالجرائم على أنها إبادة جماعية، مشيرةً إلى أن القرار يتضمن سياسة ستطبق في محكمة الجنايات الكبرى، وبدوره أقر برلمان لوكسمبورغ ما تم ضد الإيزيديين بأنه "إبادة جماعية".

وفي عام 2023، اعتبر البرلمان الألماني الجرائم التي ارتكبها داعش بحق الإيزيديين "إبادة جماعية".

 

محاكمة داعش

منذ الأيام الأولى لانتهاء حرب الباغوز التي هُزمت فيها داعش، تطالب الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا المجتمع الدولي بتوضيح دورها في حل قضية داعش المعتقلين، وقد عرضت المبادرة على الدول والمنظمات القانونية والدولية ذات الصلة لإنشاء محكمة دولية.

وتم توثيق الجرائم الإرهابية التي ارتكبها داعش مع شركائه بحق أناس من مختلف الأديان والثقافات واللغات والجميع يعلم، لكن المجتمع الدولي التزم الصمت حيال تلك الجرائم، ولم تتم محاكمة المجرمين وهذا مخالف للقوانين والأعراف الدولية.

ويُذكر أن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا اعتقلت الآلاف من مرتزقة داعش، وكانت في خضم مساعٍ ونداءات لمحاكمتهم، وفي 10 حزيران/يونيو الماضي، قررت الإدارة الذاتية محاكمة داعش.

ويبلغ عدد مرتزقة داعش المعتقلين لدى الإدارة الذاتية 10 آلاف شخص من أكثر من 60 دولة وألفان منهم أجانب، في الوقت نفسه، اعتقل 51 عائلة من عائلات داعش في مخيم الهول، معظمهم من النساء والأطفال.