إيرانيات في مواجهة القمع... اعتقال ومصير مجهول

شهدت مدينتا أورمية وطهران خلال الأيام الماضية حالتي اعتقال تعسفي طالتا امرأتين في ظروف غامضة، في مؤشر مقلق على استمرار استهداف النساء الناشطات أو المنتميات إلى أقليات دينية.

مركز الأخبار ـ ينفذ النظام الإيراني حملات اعتقال ممنهجة تستهدف الناشطات، وأفراد الأقليات، وأمهات المحتجين، غالباً دون أوامر قضائية أو توضيح للتهم، هذه الاعتقالات تُستخدم كأداة لقمع الأصوات النسائية المطالبة بالحرية والعدالة، وتتم في ظروف تنتهك الحقوق الأساسية.

في تصعيد جديد لسياسات القمع التي تنتهجها السلطات الإيرانية ضد النساء، اعتقلت القوات الأمنية في أورمية البهائية ونوس مقصودي من منزلها أمس الثلاثاء الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر، واقتادتها إلى جهة مجهولة دون توضيح الأسباب أو التهم الموجهة إليها.

ووفقاً لمصادر محلية، تمت المداهمة بعنف، حيث فُتش المنزل وصودرت ممتلكات شخصية، بما في ذلك هواتف الضيوف، كما شمل التفتيش منزل والدتها المريضة في الطابق السفلي، يُذكر أنها أم لطفلين يبلغان من العمر ثلاث وأحد عشر سنة، ما يزيد من القلق حول مصيرها ومصير أسرتها.

وفي حادثة مشابهة، كشفت بيتا شفيعي، إحدى المعتقلات السابقات في انتفاضة Jin Jiyan Azadî""، عبر منشور على حسابها في إنستغرام، أن عناصر يُعتقد بانتمائهم إلى استخبارات الحرس الثوري الإيراني، داهموا منزل عائلتها، واعتقلوا والدتها مريم عباسي نيكو، واقتادوها إلى جهة مجهولة.

وذكرت أن المداهمة تمت دون إبراز أي مذكرة توقيف، وأسفرت عن أضرار في ممتلكات المنزل، كما استُغلت جدتها المسنّة للحصول على عنوان المنزل، موضحةً أن عناصر الأمن كانوا يحملون أوامر اعتقال لها ولوالدتها، لكنها لم تكن متواجدة في المنزل لحظة الاقتحام.

وأضافت في منشورها "في الساعة الثانية بعد الظهر، اقتحموا منزلنا واعتقلوا والدتي إلى مكان مجهول، دون أن يجيبوا عن أي استفسار. ألحقوا أضراراً جسيمة بالأثاث، ويعملون الآن على تلفيق قضية ضدها".

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تُنشر أي معلومات رسمية حول أسباب الاعتقال أو التهم الموجهة أو مكان احتجاز السيدة عباسي، التي سبق أن تعرضت للاعتقال.

هاتان الحادثتان تعكسان نمطاً ممنهجاً من القمع الذي يستهدف النساء في إيران، سواء بسبب انتماءاتهن الدينية أو نشاطهن السياسي والاجتماعي، في ظل غياب الشفافية القانونية واستمرار الاعتقالات التعسفية التي تقوّض أبسط حقوق الإنسان.