السويداء... النساء في مقدمة الاحتجاجات

لم تقتصر المشاركة في التظاهرات التي تشهدها مدينة السويداء السورية منذ أكثر من أسبوع، على فئة معينة بل تختلط فيها جميع الفئات وما كان لافتاً فيها دور النساء البارز اللواتي تقفن في مقدمة الاحتجاجات مطالبات بـ "إسقاط النظام".

مركز الأخبار ـ تشهد مدينة السويداء السورية تظاهرات واسعة منذ يوم الأحد 20 آب/أغسطس الجاري، احتجاجاً على تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والمطالبة بـ "إسقاط النظام"، وتضامنت مناطق مختلفة من سوريا مع تلك الاحتجاجات.

بحسب سكان ونشطاء مدنيين، شهدت مدينة السويداء منذ اليوم الأول للاحتجاجات إغلاق معظم المؤسسات العامة وإضراب وسائل النقل العام، كما مارست الأعمال التجارية أنشطتها بشكل جزئي.

وأغلق المحتجون يوم أمس الأحد 27 آب/أغسطس، البوابة الرئيسية لقيادة فرع "البعث" في السويداء بـ "بواسطة اللحام"، وتم منع أعضاء الفرع من الدخول إليه، بعد إغلاق مقرات شُعب هذا الحزب وفرقه في كل بلدات المحافظة.

فيما أصدر القائمون على الاحتجاجات، بياناً، أوضحوا فيه أن "الانتفاضة مستمرة"، مطالبين بـ "تغيير النظام وتطبيق القرار 2254 لتحقيق السلام المستدام"، مشددين على أن "إغلاق فرع الحزب في السويداء وكافة المقرات الحزبية في مدن وبلدات وقرى المحافظة قرار لا رجعة فيه".

وأظهرت العديد من مقاطع الفيديو والصور التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاركة كبيرة من النساء في الاحتجاجات حاملات لافتات تعبر عن آلامهن ومطالبهن وغضبهن من سياسة السلطة الحاكمة، مشددات على ضرورة الوقوف في وجه الاضطهاد الذي يمارس ضدهن.

ففي الثاني والعشرين من آب/أغسطس الجاري، انتشر مقطع فيديو لشابة تنحدر من بلدة ملح في ريف السويداء الجنوبي، وهي تقول "الحراك الشعبي جدد تاريخ الثورة ومطالب كل السوريين. مطالبنا مش كهرباء ولا ماء. مطالبنا سياسية ونحنا مش جوعانين".

كما عبرت النساء في احتجاجات يوم أمس الأحد 27 آب/أغسطس، عن تضامنهن مع الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف، التي استشهدت على الطريق الدولي M4 في كمين نصبته مرتزقة تابعة للاحتلال التركي في الحادي عشر من تشرين الأول/أكتوبر 2019، من خلال حملهن لافتات كُتب عليها "دماء هفرين خلف تُزهر في السويداء".

وتحت هاشتاغ "طالعات سوريات"، طالبات نساء الجنوب عبر بيان لهن نشرنه على مواقع التواصل الاجتماعي منذ يومين، بـ "التضامن النسوي في المنطقة الجنوبية وضمن مدينة السويداء وأريافها خاصةً"، وأكدن من خلاله على أهمية مشاركة النساء في الخطاب العام وصفوفه وعلى ضرورة التمسك بحقوقهن وآليات العمل الجماعي لتحقيق التغيير.

وشددت النساء عبر البيان بأنهن على "أتمّ الجاهزية للتنسيق مع النساء السوريات رقمياً وعلى الأرض بما لا يتعارض أو يهدد أمن وسلامة أي امرأة سورية للقيام بحملات رقمية ووقفات واعتصامات سلمية، نحمل فيها قضايانا المحقة التي لا تتجزأ ولا تنفصل عن المطالب في الساحات".

وكانت قد انطلقت احتجاجات السويداء قبل ثمانية أيام بعد ارتفاع حاد مفاجئ لأسعار المحروقات الأمر الذي فاقم معاناة الأهالي، وتزامنت الاحتجاجات مع إضراب بسبب فقدان المواد الأساسية وارتفاع معدلات التضخم.

وإلى جانب السويداء، شهدت عدة مناطق في محافظة درعا، يوم الجمعة 25 آب/أغسطس الجاري، احتجاجات شعبية نادت بـ "إسقاط النظام السوري"، وردد المتظاهرين شعارات "تناصر ما بدأته المحافظة ذات الغالبية الدرزية".

وتعتبر الاحتجاجات في السويداء ودرعا، الخاضعتان لسيطرة حكومة دمشق، "حالة استثنائية" قياساً بباقي المحافظات الأخرى، ولاقت الاحتجاجات في السويداء تضامناً في ريف حلب ودير الزور والرقة، فيما لم تظهر أي مؤشرات على تراجع الاحتجاجات التي دخلت أسبوعها الثاني بمدينة السويداء.

فيما تتعامل حكومة دمشق بحذر شديد مع الاحتجاجات في السويداء، يصل إلى حد "التجاهل"، نظراً لأن وسائل الإعلام التابعة للحكومة لم تتطرق لهذه الاحتجاجات التي تؤجج خوف الحكومة من انتقالها إلى مناطق أخرى.