السودان... نساء تأملن العودة إلى منازلهن

تستمر موجات النزوح من السودان في ظل تفاقم الأوضاع الانسانية إثر النزاع الدائر في البلاد، وازدياد المخاوف على الأطفال مع نقص الغذاء والدواء وهطول الأمطار.

ميساء القاضي

السودان ـ فاقم النزاع الدائر في السودان منذ أكثر من ثلاثة أشهر بين الجيش وقوات الدعم السريع، من معاناة النساء في ظل ما كن تعانينه من أوضاع إنسانية صعبة.

عاش السكان في مدينتي مروي وكريمة الواقعتان على ضفتي نهر النيل في الولاية الشمالية، أياماً صعبة إثر القتال الذي كان يدور في المطار والقاعدة الجوية بين طرفي النزاع، وبعد هدوء الأحوال في المنطقة استقبلت المدينة أعداداً كبيرة من النازحين القادمين من العاصمة الخرطوم.

معظم من توجهن إلى تلك المدينتين فقدن أفراداً من أسرهن خلال النزاع الدائر ورحلة النزوح، لتزيد تحمل مسؤولية إعالة أبنائهن من معاناتهن، خاصة أولئك اللواتي تلقين أنباءً أنهن خسرن منازلهن.

عادت رحاب بدوي وهي من مدينة كريمة، بالذاكرة للأيام الأولى التي بدأ فيها النزاع، وقالت "لأول مرة نشهد شيئاً كهذا هنا في الولاية الشمالية، كانت الاشتباكات غرباً في مروي وكنا في الشرق في مدينة كريمة لكن الرصاص والقذائف تصلنا، فهي تعتبر من أكثر المناطق والولايات أمناً"، متمنية أن يحل الأمن والسلام في البلاد التي أرهقتها الحرب.

 

 

أما ملاذ نصر النازحة من العاصمة الخرطوم وتقطن مدينة أم درمان "لقد شهدنا قصفاً جوياً مكثفاً في الأيام الأولى، كان هناك الكثير من الإصابات والجثث على الأرض، كان الوضع صعباً جداً، لذا قررنا مغادرة المنزل".

وأضافت "لقد كان قراراً صعباً جداً تمنيت أن يكون ذلك مجرد حلم، لا أدري متى سنتمكن من تجاوز هذا الأمر، فقد تركت خلفي كل ما أملك وأتيت إلى مدينة جديدة لا أعرف فيها شيئاً وعلي أن أبدأ من جديد، أمهاتنا وآباءنا يمكن أن يصابوا بالمرض في أية لحظة ونحن كذلك ليست هنالك مستشفيات ولا أدوية، أتمنى أن ينتهي هذا كله في أقرب وقت".

 

 

من جانبها تقول نجود تاج السر التي تقطن مدينة كريمة "نحن بعيدون حالياً عما يحدث في الخرطوم لكن قلوبنا معهم، ما يحدث الآن يحزننا جداً، الحرب تسببت في ضياع آمالنا نحن الشباب"، مضيفةً "نتمنى أن يكون الغد أفضل وأن تنتهي الحرب ونعيد إعمار السودان لتصبح أفضل مما هي عليه الآن".