المؤتمر النسوي الإقليمي يختتم أعماله بالتأكيد على ضرورة تأسيس ميثاق نسائي إقليمي مشترك

دعى البيان الختامي للمؤتمر النسوي الإقليمي "تجارب الحركات النسائية في الخروج من أزمات المنطقة"، إلى مناهضة سياسة "إبادة النساء"، وتأسيس ميثاق نسائي إقليمي مشترك، ونشر علم المرأة (الجنولوجيا).

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ طالب المؤتمر النسوي الإقليمي في ختام أعماله بضرورة عقد مؤتمر نسائي إقليمي يهدف إلى المزيد من التشبيك والتنسيق بغرض تصعيد النضال النسائي المشترك، وتوحيد التجارب النسائية القائمة كوسيلة دفاع ذاتي في وجه العقلية البطرياركية بكل مؤسساتها وأدواتها وفضح سياساتها وممارساتها من خلال تشكيل مراكز مختصة، للخروج بجبهة نسائية إقليمية مشتركة.

اختتمت أعمال المؤتمر النسوي الإقليمي "تجارب الحركات النسائية في الخروج من أزمات المنطقة" تحت عنوان "على هدى: Jin jiyan azadî"، بمجموعة من التوصيات وبيان ختامي.

وأوضح البيان أن المؤتمر جمع على مدى يومين 100 امرأة ما بين ناشطات وحقوقيات ونسويات، تنتمين لـ 12 بلداً وهم (لبنان، فلسطين، سوريا، العراق، مصر، تونس، الأردن، كردستان، اليمن، السودان، تركيا، إيران) تحت عنوان "على هدى: Jin jiyan azadî" في العاصمة اللبنانية بيروت.

وجاء في البيان الختامي "ليس غريباً ولا صدفةً أن نجتمع ونعقد مؤتمرنا في شهر آب اللّهّاب تحديداً، بل تشبثاً منا بشعار وفلسفة Jin jiyan azadî، ودعماً لنساء شنكال الإيزيديات، والنساء الأفغانيات في وجه الإبادة التي تعرضن لها، وإعلاناً لضرورة المشاركة الفعالة في إطار الحملة النسائية العالمية التي أطلقتها منظومة المرأة الكردستانية تحت شعار (نحن مع نساء شنكال وأفغانستان ضد هجمات البطرياركية المهيمنة)، وكذلك دعماً للانتفاضة الشعبية الإيرانية بريادة نسائية تحت شعار "Jin jiyan azadî"، والتي تقترب ذكراها السنوية بعد أيام قليلة، وبهذه المناسبة نوجّه التحية للنساء المناضلات والصامدات في كل المنطقة وفي جميع أنحاء العالم، متمثلاتٍ في النساء الإيزيديات والأفغانيات والإيرانيات والكرديات والعربيات".

وأوضح البيان "إذ تناولنا في مؤتمرنا هذا مشاكل النساء في مختلف بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا، فقد توصلنا إلى نتيجةٍ أساسيةٍ مفادها أن القوى العالمية العظمى، والأنظمة الإقليمية السائدة في المنطقة، هي التي فتحت الباب على مصراعيه أمام شتى أنواع الحروب الجنونية الطائشة، والتي طالت الأخضر واليابس خلال سنوات العقد ونَيِّف الأخيرة بصورة خاصة، ضمن إطار سياسة "حرب الكل ضد الكل"، وسياسة تأليب مختلف الهويات المجتمعية والثقافية والقومية والدينية والإثنية والعقائدية على بعضها بعضاً في المنطقة، من أجل تمرير مختلف مصالحها السلطوية"، مشيراً إلى أن ذلك "أدى إلى تفشي ظواهر الاحتلال والنزاعات المسلحة والتهجير القسري والنزوح الجماعي والتغيير الديموغرافي والقتل والتنكيل والإتجار بالبشر، ووصول نسبة العنف ضد النساء والإتجار بهنّ وبالأطفال واستهداف الرائدات منهن إلى مستويات غير مسبوقة. وإن كان لا بد من إطلاق اصطلاحٍ شامل على كل هذه الظواهر الكارثية، فيمكننا القول أننا نواجه سياسة وممارسات "إبادة النساء" بكل معنى الكلمة وفي كل مجالات الحياة وعلى جميع الأصعدة".

وأضاف البيان "كما تناولنا تجربة النساء الكرديات في أجزاء كردستان الأربعة، وكيفية الإفادة من هذه التجربة الفريدة النابعة من صميم منطقتنا ومن جذور إرثنا التاريخي العريق، سواء تجربة منظومة الرئاسة المشتركة في شمال كردستان، أو تجربة الدفاع الذاتي لدى المرأة الإيزيدية في شنكال، أو تجربة الثورة النسائية الرائدة في روج آفا، أو تجربة الانتفاضة الإيرانية بريادة نسائية كردية تحت شعار "Jin jiyan azadî" في شرق كردستان"، لافتاً إلى أنهم سلطوا الضوء على "مصدر الإلهام والخلفية الفكرية والفلسفية لهذه التجارب النسائية الكردية".

وتابع البيان "رأينا كيف تواجِه هذه الفلسفة العصرية تعتيماً إعلامياً ممنهجاً، وتشويهاً مقصوداً لحقيقتها، وإجحافاً شديداً بحق مُنَظِّرِها المفكر الكردي الأممي الفذ عبد الله أوجلان، القابع في سجن إمرالي الانفرادي الكائن في جزيرة نائية وسط بحر مرمرة بتركيا منذ ما يقارب ربع القرن، وهو يواجه يومياً سياسة التعذيب النفسي والعزلة المطلقة في انتهاك صارخ لكافة معايير ومواثيق حقوق الإنسان الدولية، وضمن إطار قوانين خاصة خارج إطار الأعراف القانونية الرسمية، تطال حتى حق الأمل في الحياة الحرة، وأكدنا على ضرورة إطلاق سراحه لأنه يمثل قضيةً إنسانية عادلة وقضية وجدانية نبيلة".

وخلص البيان إلى أنه "بناءً عليه، وكنساء هذه البقعة الجغرافية المباركة العريقة، والتي عُرِفَت بكونها مهدَ الآلهات الإناث، واعتادت الاندماج الطوعي والطبيعي والعيش المشترك بين شعوبها وهوياتها؛ وإيماناً منا بأن النضال النسائي المشترك هو القوة المحَرِّكة وصمّام الأمان ومفتاح الضمان لإعادة هيكلة الحياة الاجتماعية الآمنة والمستقرة في أجواء تسودها المساواة الفعلية والعدالة والرفاهية والديمقراطية الحقيقية والسلام المستدام؛ فإننا توصلنا في ختام مؤتمرنا إلى القرارات التالية:

1- دعم مقاومة النساء الإيزيديات والأفغانيات والإيرانيات والكرديات والفلسطينيات خصوصاً وكل المناضلات والمقاوِمات في المنطقة عموماً ضد القوى الظلامية التي تختلف في الاسم وتتقاطع في الفكر الظلامي الذي يدمر الشعوب والمجتمعات من خلال استهداف النساء أولاً.

2- الإفادة من التجارب المختلفة للنساء الكرديات كي تكون نموذجاً يُقتَدى به لنساء وشعوب المنطقة، والإفادة من تجربة منظومة الرئاسة المشتركة.

3- عقد مؤتمر نسائي إقليمي يهدف إلى المزيد من التشبيك والتنسيق بغرض تصعيد النضال النسائي المشترك، وتوحيد التجارب النسائية القائمة كوسيلة دفاع ذاتي في وجه العقلية البطرياركية بكل مؤسساتها وأدواتها؛ وفضح سياساتها وممارساتها من خلال تشكيل مراكز مختصة، ويخرج بتشكيل جبهة نسائية إقليمية مشتركة.

4- التأسيس لميثاق نسائي إقليمي مشترك يجمع بين الرؤى، ويعيد النظر في المصطلحات الرئيسية لإعادة تعريفها برؤية نسائية مشتركة، والإفادة في هذا السياق من علم المرأة (الجينولوجيا)، والعمل على نشره.

5- تشكيل لجان حقوقية وإطلاق حملات إقليمية استراتيجية تطالب بإطلاق سراح القائد عبد الله أوجلان، الذي طالما آمن بأن النضال النسائي هو ضمان السلام المستدام والديمقراطية الحقيقية.

6- تشكيل شبكة إقليمية للدفاع عن جميع المعتقلين/ات السياسيين/ات، وعلى رأسهم القائد عبد الله أوجلان، لأنهم/ن يمثلون/ن صوت وإرادة وهوية شعوبهم/ن.

7- مناهضة الأصولية الدينية بكل أنواعها وتياراتها؛ ومناهضة سياسة "إبادة النساء" وكل السياسات والممارسات الاستبدادية والسلطوية المعادية للمرأة.

وفي ختام المؤتمر النسوي الإقليمي "تجارب الحركات النسائية في الخروج من أزمات المنطقة" الذي انطلق أمس الجمعة 18 آب/أغسطس، رددت الناشطات والحقوقيات والنسويات شعار Jin Jiyan Azadî تأكيداً على النضال النسائي المشترك.