إعلامية فلسطينية تؤكد حاجة أهالي غزة للتدخل الفوري في وقف الهجمات

حذرت إعلامية فلسطينية من أن المنظومة الصحية داخل قطاع غزة سينهار بالكامل خلال أيام في ظل استمرار القصف العنيف، مشددةً على ضرورة كشف حقيقة الهجمات والانتهاكات المرتكبة من قبل إسرائيل.

أسماء فتحي

القاهرة ـ عدد من التظاهرات شهدتها مصر خلال الأيام الماضية، داعمة للمقاومة الفلسطينية ومطالبةً المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.

خرج عدد ليس بالقليل من أهالي مصر في احتجاجات ووقفات تضامنية وتظاهرات، لدعم الفلسطينيين في حراكهم ضد إسرائيل التي تسببت منذ أربعة عشر يوماً في مقتل الآلاف من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال، وإجبار المئات على النزوح.

وانطلقت عدد من النقابات وعلى رأسها نقابة الصحفيين المصرية، في عقد مؤتمرات التضامن واللقاءات الداعية لدعم الفلسطينيين فضلاً عن المبادرات الساعية لجمع التبرعات العينية وتقديم المساعدات، إلا أنه لم يتم السماح بدخولها ووصولها إلى أهالي غزة، كما عمل اتحاد المرأة الفلسطينية وجميع المؤسسات المعنية بالفلسطينيين في مصر على قدم وساق من أجل التنسيق والتواصل وكشف حقيقة الأحداث.

 

تأثير تضامن دول الجوار على الفلسطينيين

وقالت الإعلامية الفلسطينية وعضوة اتحاد المرأة الفلسطينية بمصر نجوى اقطيفان، أن أي دعم شعبي لفلسطين سيكون له تأثير كبير، مشيرةً إلى أن دول الجوار يشعرون بألم وحجم معاناة أهالي فلسطين، ويقفون إلى جوارهم، لافتةً إلى أنه مؤشر على جوهرية أولوية القضية الفلسطينية.

وأوضحت أن أهالي غزة يسعون جاهدين لإيصال الحقيقة إلى العالم أجمع، مشيرةً إلى أن التغطية الإعلامية للحراك الشعبي في البلدان العربية ومنها مصر ضعيفة للغاية، ولا يتساوى مع الإعلام الداعم أو المحايد لإسرائيل.

وأكدت أنه رغم وجود عدد من الفعاليات التي نظمت في مصر، إلا أن التغطية الإعلامية في تقديرها لم تظهر حجم تلك التظاهرات والوقفات الداعمة باستثناء ما حدث في الأزهر، والذي تم تناوله بشكل أوسع سواء من خلال المنصات الإعلامية أو مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

وأشارت إلى أنه ما تم في عدد من النقابات ومنها الصحفيين، لم يتم تسليط الضوء عليه بالدرجة الكافية والمطلوبة، وأرجعت ذلك لوجود توجه حريص على عدم استثارة المواطنين حتى لا يحدث توجه صوب الحدود، وهو ما قد يسفر عن حدوث مناوشات هناك من شأنها أن تهدد أمن وسلامة الشعب المصري على حد قولها، معربةً عن أملها في وجود تغطية إعلامية أكبر خلال الفترة المقبلة لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية.

 

الإعلام الفلسطيني ودوره في دول الشتات

وللإعلام الفلسطيني دور محوري في القضية لكونهم الأكثر اتصالاً بالداخل وقدرةً على الوصول لتفاصيل الأحداث دون غيرهم بفعل وجود الأهل والأصدقاء في عمق الأحداث، وهو ما يثقل من قدرتهم على إظهار الحقائق والحالة التي عليها ذويهم.

وأوضحت نجوى اقطيفان أنهم كإعلاميين وصناع محتوى في دول الشتات يعملون على بث رسائل يومية سواء مكتوبة أو مصورة لإيصال صورة الوضع والمعاناة الحقيقية في قطاع غزة، خاصةً أن هناك الكثير من التفاصيل التي يتم إغفالها في مقابل رواية إسرائيل.

وترى أن الإعلام الدولي به قطاع كبير محايد لصورة ورواية إسرائيل، وأن هناك إعلام عربي مساند للقضية وينقل إلى حد كبير الوضع بشكل موضوعي، إلا أن أهمية ما يقوم به الإعلام الفلسطيني تكمن في قدرته على نقل ما يحدث على الأرض بالفعل فضل انحيازه الكامل لقضيته وأرضه المسلوبة وإيمانه بحق إعادة ما تم انتهاكه والمقاومة من أجل العودة.

كما أن له دور كبير في توضيح ما يتم بثه من شائعات خاصةً تلك الرواية المتعلقة برغبة أهالي غزة في النزوح إلى سيناء، مؤكدةً أنه "مخطط أمريكي اسرائيلي لتهجير آخر ونكبة جديدة على غير إرادة الشعب المتمسك بحقه في الأرض".

 

ما يحتاجه الفلسطينيون من شعوب الحوار والعالم

وأكدت نجوى اقطيفان على أن الرسائل التي وصلتها من الداخل الفلسطيني تؤكد أن الأهالي هناك ليسوا في حاجة للطعام والشراب بقدر احتياجهم للتدخل من أجل وقف العنف الممارس عليهم من قبل القوات الإسرائيلية والذي لم يتوقف قط.

وحذرت من أن الوضع الصحي هناك آيل للسقوط ولن يتم التمكن من مداواة الجرحى، بل أن المنظومة الصحية داخل القطاع ستنهار بالكامل خلال أيام لعدم وجود أدوية أو كهرباء، حيث أن بعض الأقسام في مشفى السرطان الوحيد في قطاع غزة من الممكن أن تتوقف عن العمل إثر استمرار انقطاع الكهرباء، مما يهدد حياة المئات من مرضى الأورام.

وشددت على حاجة الشعب الفلسطيني لقرار عربي قوي يمكنه أن يقف في وجه إسرائيل ويتمسك بقراره، داعيةً إلى "إيقاف تصدير مواد الطاقة التي تستخدم في قصف وقتل المواطنين".

والجدير بالذكر أن إسرائيل أعلنت الحرب عقب تنفيذ حماس بتنفيذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وقد أعلنت السلطات الإسرائيلية أن عدد قتلاهم خلالها تجاوز نحو 1400 شخص، بينما خلف القصف المستمر على قطاع غزة أكثر من 4 آلاف قتيل وإصابة ما لا يقل عن 9 آلاف شخص، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.