احتكار الأدوية في ظل نقصها في مدينة نيشابور

كل حكومة ملزمة بتطبيق سياسات من أجل توفير الأدوية حسب ظروفها الاقتصادية والسياسية حتى لا يقع الأهالي في مشكلة الحصول عليها، لكن في إيران يتم احتكارها حتى تنتهي صلاحيتها ويتم رميها في الطرقات.

سويدا خراساني

نيشابور ـ في الثامن عشر من آب/أغسطس الجاري، تم التخلص من كمية كبيرة من الأدوية المختومة ورميها في صحاري مدينة الخيام الصناعية في نيشابور في ظل نقص الأدوية وارتفاع تكلفة بعضها في الصيدليات والمراكز الصحية.

حول نقص الدواء وارتفاع تكلفته، قالت زهرة سميعي "اسم مستعار"، إحدى القائمات على صيدلية في نيشابور، أنهم يعانون من نقص الأدوية خاصة المضادات الحيوية وأدوية الأمراض العصبية والنفسية "في الوضع الحالي، فإن العديد من الأدوية الأساسية التي يحتاجها الأهالي إما غير موجودة في الصيدليات أو أنها نادرة للغاية، على سبيل المثال، كانت شركات الأدوية في الماضي تمنح خصومات للصيدليات لتوزيع أدوية مثل "كواموكسيكلاف"، لكن حتى هذا الدواء البسيط نادراً ما يتواجد في الصيدليات".

وأشارت إلى أنه "في معظم الأحيان أبرر نقص الأدوية بأنها نفدت من المستودع، لكن لا أستطيع تبرير ارتفاع أسعار الأدوية عدة مرات في أقل من شهر، على سبيل المثال، أحد هذه الأدوية هو رذاذ سيرتايد التنفسي، وهو أحد الأدوية المستوردة لعلاج الربو ومشاكل الجهاز التنفسي، والذي ارتفع فجأة من 235 ألف تومان إلى 590 ألف تومان في أقل من شهرين، وعلى مرضى الجهاز التنفسي دفع ثمن هذا الدواء في ظل الوضع الاقتصادي المتردي".

وأضافت "في ظل الظروف الصعبة المتمثلة في نقص الأدوية وارتفاع تكلفتها، يتم احتكار الأدوية حتى انتهاء صلاحيتها ويتم التخلص منها ورميها في الصحاري المحيطة بالمدينة، أي مبرر لتلك الظروف، سوى وجود عصابات تهريب المخدرات التي يعود أصلها إلى المسؤولون الإيرانيون، ويمكن لقضاياهم العديدة غير المغلقة في سلطاتهم القضائية أن تشهد على هذه القضية".

في إيران بسبب الافتقار إلى البنية التحتية المناسبة وغير الكفؤة وغير الفعالة، لم تتمكن السلطات من تنفيذ السياسات الصحيحة ضد ارتفاع الأسعار واحتكار ونقص الأدوية، فيضطر الأهالي للذهاب إلى جميع الصيدليات في المدينة حتى يتمكنوا من العثور على نفس الدواء أو البديل.