إدانات أممية ضد قمع الانتفاضة الشعبية الإيرانية وقتل الأطفال

رغم القمع العنيف ومقتل عدد كبير من المناضلين من أجل الحرية في مدن مختلفة من شرق كردستان وإيران، يستمر المتظاهرون في الاحتجاج.

مركز الأخبار ـ شهدت مدن إيرانية عدة تظاهرات وحضور كبير للمحتجين والمطالبين بالحرية، في الوقت الذي دخلت فيه الانتفاضة الشعبية ضد السلطات يومها الخامس والستين.

دخلت احتجاجات أهالي مدينة زاهدان بمحافظة سيستان بلوشستان، أمس الجمعة 18 تشرين الثاني/نوفمبر، أسبوعها السابع منذ المجزرة الدامية التي ارتكبها عناصر الأمن الإيراني.

وخرج العديد من المواطنين في مدن زاهدان وسراوان وخاش وإيرانشهر، إلى الشوارع ورفعوا شعارات مناهضة للنظام الإيراني.

وفي خاش نظم الأهالي مسيرات احتجاجية في الشوارع، وقام عدد منهم بإزالة لافتة عليها اسم قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري، وفي إيرانشهر خرج العديد من المواطنين البلوش إلى الشوارع ورفعوا شعارات ضد النظام الإيراني.

كما تجمع أهالي مدينة نلاس أمام قاعدة الحرس الثوري الإيراني ورشقوها بالحجارة، وبعد إطلاق النار من قبل قوات الأمن على المتظاهرين، قام الأهالي بإغلاق الطريق بين سردشت وبيرانشهر بإشعال النيران.

وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقرير نشرته أمس الجمعة 18 تشرين الثاني/نوفمبر، الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران بأنها "انتفاضة مختلفة" يسير فيها الرجال والنساء من مختلف الأعراق تحت راية حقوق المرأة وعلى أساس أن حرية المرأة تعني الحرية للجميع.

وقالت الباحثة الأولى في قسم حقوق المرأة في هيومن راتيس ووتش  راتنا بيغوم، بما أن الفتيات والنساء تطالبن بتغيير جذري ، فليس من المستغرب أن تحتلن الصدارة "يُطلب من النساء ارتداء الحجاب وتحرمن من اختيار ما سترتدينه وهذا يؤثر على حقهم في المشاركة في جميع جوانب الحياة العامة، بما في ذلك التعليم والعمل وحتى مغادرة المنزل".

ولفتت تقرير المنظمة إلى أنه في الوقت الذي دفعت فيه الأزمة الاقتصادية الكثيرين في إيران إلى حافة الفقر وأثرت على النساء فإن "قوانين وسياسات إيران ميزت ضد وصول المرأة إلى العمل من خلال تقييد الوظائف التي يمكن للمرأة دخولها ورفض منح مزايا متساوية"، مشيرةً إلى أن القوانين الإيرانية تمنح الرجال سيطرة كبيرة على حياة زوجاتهم، وغالباً ما تواجه الفتيات والنساء مزيداً من الإساءات بعد الزواج.

 

مقتل حوالي 50 طفلاً

وفي الساعات الثماني والأربعين الماضية لقي حوالي 8 أشخاص حتفهم خلال الاحتجاجات التي شهدتها مدينة بوكان بنيران مباشرة من قبل قوات الأمن، أثناء إحيائهم ذكرى ضحايا نوفمبر 2019.

وأعربت اليونيسف في بيان عن قلقها البالغ إزاء مقتل 580 طفلاً في الشرق الأوسط منذ بداية عام 2022، ومقتل حوالي 50 طفلاً في الانتفاضة الشعبية في إيران، ووصفت وفاة كيان بيرفلك البالغ من العمر 9 سنوات والذي قتل بالرصاص في احتجاجات منطقة إيذه، بـ "أحدث مثال مروع" لهذه الحالات.

كما أدانت الأمم المتحدة جميع الحوادث التي أسفرت عن وفيات أو إصابات بالغة الخطورة، وفي المؤتمر الصحفي اليومي من المقر الدائم بنيويورك، أعرب نائب المتحدث الرسمي فرحان حق، للصحفيين عن قلق الأمم المتحدة إزاء العنف المتصاعد المرتبط بالاحتجاجات الشعبية في إيران "نشدد على أنه ينبغي على السلطات أن تحترم التزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك المتعلقة على وجه الخصوص بحقوق الإنسان للنساء والحق في التجمع السلمي وحرية التعبير وحرية تكوين الجمعيات".

وفي تقريرها الإحصائي الجديد أعلنت المنظمة الإيرانية لحقوق الإنسان أن عدد القتلى في الانتفاضة الشعبية ضد النظام الإيراني بلغ 342 على الأقل، بينهم 43 طفلاً و26 امرأة، ولا تشمل هذه الإحصائية ضحايا اعتداءات قوات الأمن على المتظاهرين في إيذه خلال احتجاجات الـ 16 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.

وعلى الرغم من التقارير المتزايدة عن جرائم القتل المروعة للنساء ومجازفتهن للهروب من الاضطهاد، وفقاً لكبير الباحثين بقسم حقوق المرأة في منظمة هيومن رايتس ووتش الذي أكد على أنه "ليس لدى إيران سياسات لمنع الاضطهاد وحماية النساء ومقاضاة العنف الأسري، كثير من القضايا والمدعين العامين والقضاة لا يصرون في كثير من الأحيان على العقوبات المناسبة".