مشروع نسائي مبتكر... الدمج بين الهندسة وابتكار المشغولات اليدوية

بسمة كشكو ورنا الكردي صديقتان منذ أيام الدراسة الجامعية في فلسطين، تخرجتا عام 2008 من تخصص الهندسة المعمارية، وتشاركتا موهبة صناعة المشغولات اليدوية.

نغم كراجة

غزة ـ استطاعت المهندستان المعماريتان بسمة كشكو ورنا الكردي تأسيس مشروع مبتكر يجمع بين تخصصهن الجامعي وحرفتهن، ألا وهو صناعة المشغولات اليدوية باستخدام الأقمشة بأسلوب جديد ولمسات عصرية، بعد اكتساب خبرة ومهارة عالية في التصميم والديكور قرابة 14 عشر عاماً؛ لتصبح أعمالهنّ في الصدارة.

بدأت هواية صناعة المشغولات اليدوية لدى بسمة كشكو ورنا الكردي بعد التخرج للاستفادة من أوقات الفراغ واستثمارها بما هو مفيد دون أن تعلما أن المركب سيقودهما إلى افتتاح متجر خاص بالأعمال اليدوية وتوظيف البرامج الهندسية في تصميم وابتكار القطع والمشغولات التي تنتجها أناملهما بأشكال جمالية مميزة وذات جودة عالية منافسة للأسواق.

وعن ذلك قالت المهندسة بسمة كشكو "بعد تخرجي اكتسبت خبرات في مجال تخصصي كما أنني حصلت على وظيفة عمل بعقد مؤقت، وبعد انتهاء مدة العقد بدأت في تعلم التطريز وصناعة المشغولات اليدوية، فاحترفت الأداء وأنتجت قطعاً فنية مميزة؛ وذلك نظراً لأنني أحب رسم المجسمات الهندسية والتصميم مما سهّل عليّ أن أشق طريق الإبداع في وقتٍ أقل".

وأشارت إلى أنهما شاركتا أعمالهما اليدوية لأول مرة في معرضين لمركز شؤون المرأة في عامي 2012 ـ2013، وكان تشجيع الناس من حولهما مثيراً لما رأوه من تنسيقات ومجسمات بمواصفات جمالية عالية الجودة وبألوانٍ زاهية.

وعن الصعوبات التي واجهتهما أوضحت بسمة كشكو "واجهنا عدة تحديات ومصاعب في مجال الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي لكننا كبقية الشباب نحاول قدر الإمكان أن نخرج من قوقعة الروتين والبطالة، كما أن الحصار هو السبب الرئيسي في زيادة حدة الأزمات والمشاكل على قطاع غزة، فعلى صعيد عملنا في المكتب واجهنا مشكلة عدم توفر المواد المطلوبة والمتفق عليه مع الزبون بالإضافة إلى خوف التجار من استيراد مواد معينة خوفاً من الكساد الذي أصبح سائداً في القطاع، وفي ظل تردي الأوضاع الاقتصادية الصعبة بات إقبال الناس على تصميم منازلهم قليل حيث يرون الاكتفاء ببناء الأساسيات دون الإضافات التي تحتاج إلى أموال كثيرة".

وقالت بسمة كشكو "نطمح في إنشاء مشغلاً لإتاحة المجال للأيادي العاملة فكلما زادت الأيادي العاملة زاد الإنتاج نظراً لأن الأعمال اليدوية تحتاج وقت لتنفيذها، ونسعى لافتتاح معرضاً يشمل تصاميمنا ومشغولاتنا اليدوية؛ ليتمكن الناس من رؤيتها على طبيعتها".

 

 

ومن جانبها قالت المهندسة رنا الكردي "قررنا افتتاح مكتب متخصص في مجال التصاميم الداخلية والديكور عام 2013 (box design) وهو جزء من تخصصنا الجامعي، ومن جانب آخر هناك إقبال للناس على تصميم منازلهم بإضافات ولمسات جمالية وذلك من خلال توجههم لمكاتب هندسة الديكور الداخلي التي تقدم لهم عدة مزايا أبرزها رؤية التصميم الداخلي للمنزل قبل البدء بالتنفيذ، وإمكانية إضافة أو إزالة بعض الإشكاليات والفرضيات".

وعن صناعة المشغولات اليدوية قالت رنا الكردي "لقد تطورت حرفتنا أكثر منذ عامين، فاستثمرنا وقت الفراغ في البدء بصناعة المشغولات اليدوية مثل المعلقات الخشبية وزينة المفارش، وخصصنا زاوية في المنزل لتنفيذ طلبات الزبائن، وذلك من خلال إنشاء صفحة إلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعرض أعمالنا الفنية على مرأى الناس تحت اسم زاوية الهدايا، والتي لاقت إعجاب الجميع مما زادنا تشجيعاً واستمرارية، فأصبحت الحرفة مصدر دخل إضافي لنا".

وأضافت أن وصولهما لصناعة الأشغال اليدوية لم يكن مخطط له، إنما "ممارسة الحرفة وإعجاب من حولنا دفعنا لاستكمال المسيرة بشكل أكبر وعلى مستوى أعلى".

وأكدت رنا الكردي على أن الأعمال اليدوية بكافة أشكالها وأنواعها تكمل التصميم الداخلي للمنزل وتعطيها رونقاً مميزاً، غير ذلك أنهما يستخدما برامج الهندسة في التصميم وتنفيذ مجسمات المشغولات اليدوية مما لفت انتباه الآخرين؛ لندرة العمل وروعته.

وعن التحديات والعوائق التي تواجههما في مهنة صناعة المشغولات اليدوية قالت رنا الكردي أن هنالك أقمشة معينة ذات جودة عالية لا يمكن توفرها بالسوق بشكل دائم، "أحياناً نضطر للبحث كثيراً في السوق حتى نحصل على الأقمشة المطلوبة بعد جهد وعناء، ومن جانب آخر سوء الوضع الاقتصادي في القطاع يمنع البعض من شراء المشغولات اليدوية رغم أنها تنال إعجابهم".