مركز باقي خدو في كوباني سعي متواصل لتطوير عمل النساء في المجال الفني

يهدف مركز باقي خدو للثقافة والفن في كوباني بشمال وشرق سوريا إلى إبراز مواهب النساء الفنية والحفاظ على تراث وثقافة المنطقة من الاندثار.

نورشان عبدي

كوباني ـ تلعب المرأة دورها في حركة الثقافة والفن بشكل فعال، واستطاعت تمكين ذاتها في كافة المجالات الفنية كالمسرح، والتمثيل، والغناء، والرقصات الفلكلورية في مناطق شمال وشرق سوريا بهدف الحفاظ على تراث المنطقة وثقافتها.

تمكنت النساء إلى جانب نضالهن في المجال التنظيمي، والعسكري، والاقتصادي، والسياسي، أيضاً من اتخاذ مكانهن الريادي بشكل جيد وفعال في مجال الفن والموسيقا ضمن حركة الثقافة والفن، حيث افتتحت الإدارة الذاتية في مناطق شمال وشرق سوريا عدة مراكز ثقافية، واستطاعت المرأة من خلال هذه المراكز تنظيم نفسها في هذا المجال.

وحول دور النساء في تطوير العمل في مركز باقي خدو للثقافة والفن، قالت الرئيسة المشتركة للمركز في مقاطعة كوباني أمينة حسين "افتتح المركز بإمكانيات ضئيلة وبعدد مشاركين/ات قليل جداً، ولكن بعد تحقيق العديد من الانجازات تم توسيع المركز، وكان للنساء الدور الأبرز في تطور العمل الفني، وعددهن في هذا المجال أكثر من الرجال"، موضحةً أن المركز يستقبل الأطفال من كافة الفئات العمرية.

وأضافت "المحافظة على الثقافة لكل مجتمع مهمة جداً، لأن الجميع يعرف بأنه إن أرادت دولة احتلال أو صهر أي من المجتمعات تبدأ بدثر ثقافتها، لكيلا يبقى لها وجود في التاريخ، وهذا ما فعله مرتزقة داعش أثناء هجومهم على كوباني، والاحتلال التركي في وقتنا الراهن، ومن أجل ذلك يجب علينا أن نثبت للعالم بأن شعوبنا لها تاريخ عريق، وضمن فعاليات مركز باقي خدو من مهرجانات، واحتفالات، نهدف لزرع محبة الثقافة في نفوس الأجيال القادمة"، مشيرةً إلى أن المرأة لها الدور الرئيسي في هذا المجال "بالرغم من أن مجتمعنا يرفض انضمام المرأة إلى مجال الفن والموسيقا، إلا أن النساء تحدين تلك العوائق بقوة ونضال ومقاومة من أجل الحفاظ على تراثهن، والوقوف بوجه الذهنية الذكورية".

ويضم مركز باقي خدو للثقافة والفن في مقاطعة كوباني عدة أقسام وهي قسم الرسم، والفنون، وقسم الإدارة، والموسيقا، والمكتبة، وقسم المحافظة على الأشياء التراثية من تراث مدينة كوباني.

وفي ختام حديثها أشارت أمينة حسن إلى أنه "من أجل تطوير مجال الفن نناشد مجتمعنا لكي يحافظ على ثقافته وعلى كل امرأة لديها موهبة فنية أن تطور موهبتها، وألا تسمح للعادات والتقاليد بأن تسيطر عليها وتمنعها من ممارسة موهبتها، لأن المرأة تعرف عبر التاريخ بأنها هي من تحافظ على التراث".

وعن قسم الموسيقا والغناء قالت الإدارية في فرقة بوطان للغناء محبوبة عطو "قسم الموسيقا ينقسم إلى فرقتين، وهما فرقة بوطان، وفرقة كيفارا الشبابية، وتجتمع الفرق مرة كل أسبوع لتلقي التدريبات على الألحان الموسيقية المختلفة، وإلى جانب تدريبات الفرق الموسيقية يوجد دروس على أساسيات الغناء للأطفال من فئات عمرية مختلفة، ونعطي هذه الدروس بشكل يومي".

وأضافت "هناك إقبال كبير للأطفال، وأكثر ما يرغب به الأطفال هي دروس العود لأنه يعتبر أساس الموسيقا والغناء"، موضحةً "ترتكز أعمالنا ضمن فرقة بوطان على تسجيل الأغاني والكليبات الثورية، ولدينا أكثر من 15 كليب في الوقت الحالي، ونعمل على تسجيل كليب جديد لأغنية عن الشهداء".

وعن موهبتها وحبها للغناء قالت محبوبة عطو "انضممت إلى مجال الفن في عمر الـ 14 عاماً، في البداية بدأت مع فرقة الرقص الفلكلوري، وبعد مرور عدة أعوام افتتح مركز باقي خدو وانضممت لفرقة بوطان، وواجهنا الكثير من الصعوبات في بداية افتتاح المركز في ظل وجود النظام السوري، وبشكل سري كنا ننظم حفلاتنا والمناسبات خوفاً من الاعتقالات، ولكن اليوم لدينا الإمكانيات الكثيرة للعمل ولتطوير هذا المجال، وخاصة لتمكين المرأة من المشاركة في مجال الفن"، وأوضحت أن فرقة بوطان تضم أكثر من 5 عضوات وفرقة كيفارا تضم العديد من الشابات.

وأشارت إلى أنه "نسعى إلى ضم عدد كبير من الأطفال لتدريبهم، لذلك لدينا مشاريع سنوية في كل عام نحضر لانطلاق مهرجان الطفل الغنائي، وفي فصل الصيف ننظم أسبوع فني نقدم من خلاله فقرات موسيقية مختلفة"، مؤكدةً أن مشاركة المرأة في مجال الفن أيضاً أخذت مكاناً أساسياً "استطاعت المرأة في الوقت الراهن الحصول على المرتبة الأولى في جميع المراكز الثقافية والفنية في مناطق شمال وشرق سوريا".

ومن جهتها قالت ليلى أحمد وهي عضو في مركز باقي خدو "محبتي وشغفي لمجال الفن وبشكل خاص التمثيل والوقوف على المسرح دفعتني للانضمام إلى مركز باقي خدو، إذ ينقسم المسرح في المركز إلى مجموعتين مجموعة للكبار ومجموعة للأطفال، وكل من يجد نفسه قادر على ممارسة موهبة المسرح والتمثيل يُقبل على إحدى المجموعتين، ويتلقى التدريبات بشكل مباشر، وذلك بهدف تطوير العمل المسرحي، ولنحافظ معاً يداً بيد على تراث وثقافة منطقتنا".

وأضافت "يعمل مركز باقي خدو للثقافة والفن في مقاطعة كوباني لتطوير عمله، وبشكل خاص عمل المرأة ضمن المركز وعلى هذا الأساس يسعى لتأسيس فرقة موسيقية خاصة بالمرأة، وأيضاً من المشاريع المقبلة العمل على جمع الأدوات الأثرية التي تمثل ثقافة وتراث مدينة كوباني".