نسويات فلسطينيات تؤكدن أن ثورة نساء إيران ستحقق تغييراً جذرياً في حياتهن

أكدت نسويات فلسطينيات أن ثورة نساء إيران ستحقق تغييراً جذرياً للمرأة، واستمرار الثورة حتى اليوم دليل واضح على قوتهن وصمودهن وإصرارهن في تعديل القوانين وإلغاء القرارات والسياسات التمييزية بحقهن.

نغم كراجة

غزة ـ تزامناً مع استمرار ثورة النساء في إيران أعلنت نسويات فلسطينيات تضامنهن ودعمهن لانتفاضة الشعب في إيران وشرق كردستان التي تحارب العنف والاضطهاد الواقع على المرأة.

قالت مسؤولة الاتحاد النسائي نسرين أبو عمرة "تعد انتفاضة النساء في إيران ثورة مبادئ وحقوق، فالمرأة بشكل عام هي جزء أساسي من المجتمع والأسرة، فهذه الثورة هي نموذج للمرأة القوية التي لا تستسلم للعنف والاضطهاد والمصطلحات الدونية البالية، فالجميع يعلم أن المرأة الإيرانية قبل الثورة لم تأخذ حقها حتى في المشاركة السياسية والمجتمعية".

وأشارت إلى أن الثورة منحت دفعة تغيير واضحة للنساء بأن تنتفضن وتنتزعن حقوقهن المسلوبة مثل رفع سن الزواج، وحق تقرير المصير، ومشاركتها في مواقع صنع القرار كشريك أساسي في المجتمع، منوهةً إلى أن "الثورة اشتعلت احتجاجاً على الانتهاكات التي مورست على النساء من تعنيف جسدي ونفسي وليس اعتراضاً على فكرة الحجاب فقط، فليس مبرر أن تعنف أو تقتل الفتاة بسبب معارضتها بما لا يتماشى مع معتقداتها والبيئة التي تناسبها".

وأكدت أن استمرار الثورة حتى اليوم ليس كما هو شائع عبر القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي بأن النساء تتمردن على الحجاب، وإنما هي ثورة مطلبية بحقوقهن المنتهكة والمسلوبة.

 

 

وبدورها قالت الناشطة النسوية سهير خضر "نستنكر العنف القائم على النوع الاجتماعي بحق النساء في إيران، حيث لهن دور طليعي ومهم في حركة النضال كما للمرأة الفلسطينية، وفي ظل تطور أداء المرأة لابد من احترام الحريات العامة وإطلاق العنان لحرية النساء والمساواة بينهن وبين الرجال".

ووجهت رسالتها لنساء إيران قائلةً "نشد على أياديكن الحرة، ونؤكد على احترام رأي المرأة ومعتقداتها حتى تتمكن من الوصول إلى العدالة والمساواة".

واستنكرت سهير خضر مقتل الشابة جينا أميني لمجرد ظهور بضع خصلات من شعرها واعتبار الأمر "تعدي تنظيمي وأخلاقي حيث تعتبر أكبر جريمة قتل مبنية على الحكم المتسلط والدوني بحق النساء".

وطالبت في ختام حديثها المجتمع الدولي بالإنصاف في التحقيق بمقتل النساء والفتيات في إيران واتباع الإجراءات القانونية العادلة وإصدار العقوبات المشددة لمرتكبي تلك الجرائم، لافتةً إلى أنه "ليس من العدل أن تقتل النساء تبعاً لمظهرهن، ولا يوجد نص صريح بقتل المرأة لأي سبب كان".

 

 

من جهتها قالت مسؤولة اتحاد العمل النسائي أريج الأشقر "نعمل في مجال مناصرة قضايا المرأة ونعلن تضامننا مع الثورة الإيرانية في إطار تصدي النساء للنظام ومطالبتهن بحقوقهن المشروعة وحريتهن في الرأي والمعتقدات بما يناسبهن، كما لهن الحق أن تعتنقن الجوانب السياسية التي ترغبن بها".

وأوضحت أن النساء عامةً لهن الحق في وجود قوانين منصفة ومطبقة على أرض الواقع دون المساس بكرامتهن أو التقليل من شأنهن، مضيفةً "ندعم نساء إيران في ثورتهن التي بدأت منذ أكثر من شهرين ومستمرة حتى اليوم تنديداً بالانتهاكات والممارسات الممنهجة بحقهن، واحتجاجاً على القوانين البالية والاضطهاد السائد تجاه المرأة من قبل النظام والمجتمع لإحداث تغيير جذري يرفع من شأنها، وتغيير اللوائح القانونية إلى ما ينصفها ويعزز دورها ويحفظ لها كرامتها وحياتها".

 

 

وقالت رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية منى أبو شعبان "نعلن تضامننا مع النساء في إيران المعنفات، ونتمنى أن تحقق الثورة الأمان والاستقرار لهن، فمن حق المرأة أن تحيا في بيئة آمنة بعيدة عن العنف والظلم والتمييز"، مشددةً على ضرورة إنهاء الظلم والتنكيل الممارس عليهن وتعويضهن بحياة أفضل مما سبق ومنحهن حقوقهن وتعزيز مشاركتهن في المجالات العامة.

وطالبت بتوفير حياة كريمة لهن مبنية على الأمن والاستقرار، وتعديل القوانين والتشريعات التي باتت تثبط من دورهن ومكانتهن سواءً في الأسرة أو المجتمع، مؤكدة أن "هذه الثورة ستحقق تغييراً جذرياً في حياة المرأة التي تضطهد منذ سنوات طويلة بسبب العادات المجتمعية، واستبداد النظام، واستمرار الثورة حتى اليوم دليل واضح على قوة وصمود الإيرانيات وإصرارهن في تعديل القوانين المجحفة وإلغاء القرارات والسياسات التمييزية بحقهن".