ما التغييرات التي ستحملها سيطرة هيئة تحرير الشام على النساء في عفرين المحتلة؟

يتواصل الاقتتال بين الفصائل المرتزقة التابعة للاحتلال التركي لاسباب عديدة ونتائج وأهداف واحدة في المناطق المحتلة، والنساء أبرز الضحايا.

روبارين بكر

الشهباء ـ تشهد المناطق المحتلة من قبل تركيا حالة من الفوضى، والتوتر والاشتباكات بين بعضهما البعض والتي بدأت قبل عدة أيام من مدينة الباب المحتلة بين الجبهة الشامية وفرقة الحمزات، لتمتد إلى مقاطعة عفرين المحتلة بدخول هيئة تحرير الشام إليها، حيث سيطرت منذ دخولها على كامل ناحية جنديرس ومركز المقاطعة، بالإضافة إلى أن الاشتباكات ما تزال مستمرة بين هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى لتسيطر على النواحي والقرى المتبقية.

الاقتتال بين الفصائل المسلحة في المناطق المحتلة في سوريا ليس بالأمر الجديد لكن التوقيت يلعب دوراً فهناك تغييرات مهمة على الخارطة السورية، خاصةً بعد التصريحات التركية التي تفيد بتفاهم مع النظام السوري سيكون كبش الفداء فيه الفصائل المرتزقة التي عملت لسنوات من أجل تثبيت قدم تركيا في البلاد وجرت الثورة من مطالب محقة لأجندات تخدم الاحتلال التركي وميثاقه الملي.   

 

"ما يجري في عفرين ليس بجديد"

حول الأحداث الأخيرة التي تشهدها المناطق المحتلة وتأثيرها على النساء أشارت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في إقليم عفرين شمال وشرق سوريا شيراز حمو إلى أن الاحتلال التركي يتبع سياسة جديدة للتقارب مع النظام السوري، معتبرةً أن "مع دخول هيئة تحرير الشام إلى عفرين سيكون وضع المرأة مزري من كافة النواحي".

وأضافت "حال النساء بمجيء هيئة تحرير الشام سيكون من سيء إلى أسوء، فلن تتغير الانتهاكات والممارسات التي تستهدف المجتمع بشخص النساء".

وأضافت "ما يجري في عفرين من اقتتال بين الفصائل المسلحة يبين أن الاستخبارات التركية لها يد في ذلك، فالقوات التركية لم تتحرك، وقد يكون رد تأديبي للفصائل المرتزقة التي عارضت تصريح الاحتلال التركي حول التقارب والتصالح مع النظام السوري، كما يمكن تفسير ما يحدث بأنه مسعى تركي لجمع الفصائل تحت راية واحدة ليسهل التحكم بها، وعلينا ألا ننسى مسار أستانا الذي نص على وجود معارضة معتدلة وإنهاء وجود جبهة النصرة، فهي محاولة لتعويم هيئة تحرير الشام".

وأشارت إلى أنه "لن نشهد أي تغيير على الساحة السورية إن لم تتوافق مصالح الدول المتدخلة بالشأن السوري وبالدرجة الأولى بين روسيا وتركيا".    

وعن التقارب بين النظام السوري والدولة التركية أكدت شيراز حمو أن "التنسيق الأمني بين الاحتلال التركي والنظام السوري لم يتوقف خلال سنوات الأزمة السورية، لذلك ما يجري الآن بدخول هيئة تحرير الشام إلى عفرين يمكن تقييمه بهذا الإطار، فمن ضمن شروط التقارب استهداف المنظمات الإرهابية، للضغط عليها من أجل قبول المصالحة مع النظام السوري".

 

"يمتلكون نفس الذهنية"

وحول سؤالنا لها ما الذي سيتغير في عفرين بعد سيطرة هيئة تحرير الشام عليها أجابت أن "الأسماء مختلفة لكن الإيديولوجية واحدة لجميع الفصائل المرتزقة في المناطق المحتلة، وذلك لن نشهد أي تغير على حال أهالي عفرين المحتلة ونسائها، لكن يمكن القول إن إرهاب الهيئة أكثر تنظيماً".

وتتدخل هيئة تحرير الشام بأدق تفاصيل الحياة والتي تشبه إلى حد كبير ممارسات داعش، من قمع حرية الرأي والتعبير، إلى ملاحقة الناشطين/ات على وسائل التواصل الاجتماعي، وتفرض على المواطنين كيفية لباسهم أو قص شعرهم، وغيرها الكثير.

وترى الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في إقليم عفرين شمال وشرق سوريا شيراز حمو أن الانتهاكات الممارسة بحق أهالي عفرين مستمرة سواءً كانت المدينة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام أو الفصائل المرتزقة الأخرى. مشيرةً إلى استهداف التحالف الدولي للعديد من قادة داعش في عفرين مما يؤكد أن المدينة أصبحت مرتعاً للإرهاب.