هدية شمو: وضع شنكال في سجن كبير هو بداية فرمان جديد

يتعاون الحزب الديمقراطي الكردستاني مع تركيا ضد مصالح الشعب الكردي فبعد كل لقاء أو زيارة لأحد مسؤولي الحزب إلى تركيا يكون هناك مخطط أو هجوم جديد على مناطق إقليم كردستان وشمال وشرق سوريا أيضاً.

ليلى محمد

قامشلو ـ أكدت المنسقة في اتحاد المرأة الإيزدية في إقليم الجزيرة بشمال وشرق سوريا هدية شمو، أن الاحتلال التركي والحكومتين العراقية وإقليم كردستان، يسعون من خلال بناء الجدار بين شنكال ومناطق شمال وشرق سوريا إلى فصل الإدارة الذاتية في شنكال عن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وقطع العلاقة بينهما.

بدأ الجيش العراقي ببناء جدارٍ إسمنتي عازل بين قضاء شنكال في إقليم كردستان ومناطق شمال وشرق سوريا بطول 250 كم وارتفاع نحو 4 أمتار، على أن يشمل الجدار كامل الحدود السورية العراقية وأن يزود بأبراج مراقبة تتضمن كاميرات حرارية، إلى جانب أجهزة لرصد الحركة على الحدود، وهذا ما أثار ردود فعل منددة لدى الأهالي في شمال وشرق سوريا وشنكال، إذ اعتبرته شعوب المنطقة جزءاً من المخططات، التي تحاك ضد الشعب الكردي، ومحاولة لتقسيم كردستان المقسمة أصلاً.

حول ذلك قالت المنسقة في اتحاد المرأة الإيزيدية بإقليم الجزيرة هدية شمو أن الإيزيدية تعرضت للكثير من الفرمانات والمجازر، ورغم ذلك كان الشعب الإيزيدي يعود ويقف على أقدامه من جديد، مشيرةً إلى أن "تعرض الشعب الإيزيدي لفرمان في عام 2014 على يد مرتزقة داعش بمساعدة الاحتلال التركي والحزب الديمقراطي الكردستاني، ورغم مرور أكثر من ثماني سنوات على هذا الفرمان ورغم الآلام التي تعرض لها الشعب الإيزيدي في شنكال إلا أنه استطاع الوقوف من جديد حتى تمكن من بناء إدارته الذاتية في شنكال بالإضافة إلى تشكيل قوات عسكرية لحماية منطقته".

وأضافت "عقدت في الآونة الأخيرة الكثير من الاتفاقات بين كل من تركيا والحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني، منها بناء جدار عازل بين شنكال ومناطق شمال وشرق سوريا الذي يهدف إلى كسر إرادة أهالي شنكال الذين استطاعوا تحقيق الكثير من الانجازات منها تشكيل إدارة وقيادة منظمة وهذا ما لم يكن يرضي كل من الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان، لذلك اتفقتا مع الدولة التركية في مسعى إلى وضع شنكال في سجن كبير وبداية فرمان جديد بحق أهالي شنكال والمكون الإيزيدي".

وفيما يخص تعاون الحزب الديمقراطي الكردستاني مع الدولة التركية تقول هدية شمو "تعاون الحزب الديمقراطي الكردستاني مع تركيا ليس بشيء جديد، فمنذ البداية وضع نفسه تحت جناح تركيا ولا يستطيع أن يقطع علاقته أو صلته بها، فبعد كل لقاء أو زيارة لأحد مسؤولي الحزب إلى تركيا يكون هناك مخطط أو هجوم جديد على مناطق إقليم كردستان وشمال وشرق سوريا أيضاً، فهدفهم ليس شنكال فقط إنما ثورة الشعوب في شمال وشرق سوريا ومناطق الدفاع المشروع التي تقاتل فيها قوات الكريلا دفاعاً عن الشعوب".

وأكدت هدية شمو أن ما يحدث من اتفاقيات بين تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني ما هي إلا محاولة لإفشال مشروع الإدارة الذاتية التي تشكلت في المنطقة وقطع العلاقات بين كل من شنكال ومناطق شمال وشرق سوريا "بناء الجدار بين شنكال وشمال وشرق سوريا هو فصل المنطقتين عن بعضهما وبالتالي فصل أجزاء كردستان عن بعضها، فاتفاقية لوزان على وشك الانتهاء والدولة التركية تريد بدورها فصل أجزاء كردستان عن بعضها البعض، وبناء امبراطورية عثمانية جديدة بحسب الخارطة التي قامت برسمها، قبل انتهاء المعاهدة".

وأضافت "نحن كنساء إيزيديات سواء كنا في شمال وشرق سوريا أو في شنكال أو أي مكان آخر، ندين ونستنكر الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الإيزيدي، وخاصةً النساء لأنه في أغلب الفرمانات والهجمات والمجازر تكون المرأة هي الهدف الأساسي للأطراف المهاجمة، كما وندين بناء هذا الجدار الذي يتم بناؤه بين شنكال ومناطق شمال وشرق سوريا، وكما وقفنا إلى جانب أهلنا في شنكال عام 2014، سنقف إلى جانب أهلنا مرة أخرى وبكل ما نستطيع، ولن نتركهم يتعرضون لفرمان جديد أو مجازر أخرى".

واختتمت هدية شمو حديثها مناشدةً الحزب الديمقراطي الكردستاني وحكومة إقليم كردستان بالكف عن تعاونهما مع الاحتلال التركي والحكومة العراقية، مناشدةً جميع المنظمات الدولية التي تعتبر نفسها مدافعة عن حقوق الانسان والأقليات والحريات، أن يكون لهم آراء ومواقف جدية من الانتهاكات التي يتعرض لها شعب شنكال، وان يعملوا على محاسبة كل من يمارس الانتهاكات في المحاكم الدولية.